حسبي من الظيم,قد أشبعتني دنفا
بذا أقر لسان الـحال و اعترفا
حان الرحيل وداعا يا معذبتي
كفى الفؤاد من الأوصاب ما عرفا
ما عشت سوف يظل القلب مدّكرا
يوما وقفت على أبوابكم كلفا
يوما وقفت على أعتابكم طمعا
فلم أنل منكمو شأوا و لا هدفا
و لم أصب منكمو غيثا ولا غدقا
ولم أجد قط في أحضانكم كنفا
فعاد أدراجه قلبي بحرقته
يجر حملا من الآلام وا أسفا
أهديتك الحب باقات ملونة
وردا وفلا ونسرينا لك اقتُطفا
منحتك الود أحلاما منمقة
ماذا جنيت ؟ جنيت الغدر والعسفا
قدصرت أمضي نهاري تائها ولِها
أريق دمعا كما الأمطار منذرفا
أجوب ليلي على الأشواك مضطجعا
مفتح العين لم أغمض لها طرفا
أسائل البدر عن أسباب قسوتكم
فلا يجيب فأبقى حائرا دنِفا
حقنتِ في مهجتي الآلام قاتلتي
جرحتِ قلبي وهذا الجرح قد نزفا
حاولت أخفي عن العذال معضلتي
فباح صمتي بســــرٍّ ذاع وانكشفا
تبا لنفس الى الخذلان قد جنحت
وخافق بثياب الذل ملتحفا
تبا لصب غواه العشق في شرخ
مازال هاف الى اللذات منصرفا
يا نفس كفي عن الأوهام واتعظي
أصغي إلى العقل صوت العقل قد هتفا
يا قلب عد عن طريق الزيغ واستقم
ماخاب عبد إلى الرحمن قد عكفا
أستغفر الله عن ذنبي وعن خطئي
مازلت بالجهل للآثام مقترفا
أدعوك ربي بصدق أن تطهرني
من لم يُشرّف بطهر الله ما شرُفا
ومن يحدْ عن سبيل الرشد خافقه
يغدو لبحر الأسى والشر منجرفا