ظهرت في الجنوب التونسي حركات عصيانية فردية تمثلت في هروب عدد من المجندين التونسيين بسلاحهم من الجيش الفرنسي والقيام بهجمات على المحتل وقد برز منجهة قفصة البشير بن سديرة ومصباح بن عمار بن بلقاسم ومحمد بن أحمد كحواش العكرمي وخليفة بن قويعة السنديد وعلي التومي العجيمي فضلا عن محمد علي المانع الدالي..
ولد البشير بن سديرة بعمرة بقفصة الشمالية وهو إبن علي بن محمد الكريمي ومبروكة بنت صالح,وهو فلاح أعزب طوله 1.66 متر .
فر بن سديرة أول مرة من حضيرة تنظيف مدينة قفصة وقبض عليه وسجن أما عملية فراره الثانية قفد انت من السجن وصدرت بشأنه برقية تفتيش في 30 جوان 1916 حيث جاء فيهاتم تجنيد البشير بن سديرة بالفيلق لرابع للقناصة بتاريخ 09/10/1914 وقد فر من الجندية بتاريخ 20مارس1915 وفي يوم 10/02/1916 من لسجن .لية من أشخاص فروا معه من السجن إذ ورد في بطاقة أخرى للتفتيش مؤرخة ي 29/03/1918 أن "البشير بن سديرة رئيس عصابة من أخطر العصابات وهو محل تفتيش من أجل العديد من لجرائم والفرار من سجن تبرسق".
كما إحتوت برقية تفتيش أخرى على أسماء أخرى من الفارين من سجن الهمامة مثل محمد بن علي اليوسفي ومحمد بن كحواش العكرمي وغيرهم ممن تخصصوا في مهاجمة الجندرمة.. تلقى المقيم العام بتونس العديد من البرقيات منها مثلا" قام البشير بن سديرة بإطلاق النار على رجل الأمن (Guth) وأصاب حصانه بجروح بليغة,وقد رد رجل الأمن عليه بطلقات وظن أنه أصابه لكنه نهض بعد ذلك وفر إلى جبل عرباطة وقد إستحال على رجال الأمن اللحاق به في الظلام نبه عامل قفصة لخطورة البشير بن سديرة ومن معه طالبا من الحكومة الترفيع في منحة القبض ليه من 500 فرنك إلى 2000 فرنك وبعد قتل الجزائري عمر بن مخلوف أحد أعوان الإستعمار بقفصة فر البشير بن سديرة للاختباء عند عروش جلاص .في الأثناء صدر أول حكم ضد البشير بن سديرة
في 18/02/1919 من أجل قيامه يوم 09/11/1917 بإستعمال القوة ضد أحد رجال الأمن الدعو بنية القتل يقضي بسجنه 20 سنة أشغال شاقة. وفي اليم الموالي أي 19/02/ 1919صدر بشأنه حكم ثان بتهمة القتل مع سابقية الإضمار والترصد يوم 24/08/1917 بسبيطلة بشأن المسمى عمر بن مخلوف مدة 20 سنة أشغال شاقة .
وواصلت السلطات الإستعمارية البحث عنه بمساعدة بعض المتعاونين كخليفة المكناسي البشير بن صالح بلقاضي أصيل المنطقة فضلا عن علي التليلي وجماعته والذين تشابكوا مع البشير ن سديرة بالرصاص وقتلوا عمار بن سديرة وتمكن بشير من قتل علي التليلي ولاذ بالفرار بعد أربعة أيام من وت عمار قتل البشير بن سديرة غدرا بين 21 و 22 جويلية حيث دخلت السلطات في مفاوضات معه لتسليم نفسه عن طريق نصر بن سعيد عامل قفصة الا أنه رفض واختار أن يسلم نفسه عن طريق عامل جلاص محمد الزواري فإكترى عامل قفصة بلقاسم بن محمد التليجاني ب4000 فرنك فقتله وهو نائم ... وقد إنتقم أفراد عائلته من لقاسم الفرطاس في سوق قفصة فنظم الشعراء القصائد وغنت النسوة لهذا الثأر هكذا كان البشير بن سديرة نموذجا للعصيان الفردي ضد المستعمر شأنه شأن محمد بن كحواش العكرمي وأبناء محمد الصالح بن حسني العكرمي صطفى والصادق الذين شنقهما المحتل بتلابت في يوم السوق الأسبوعية وتقدم والدهما وأخذ رأسيهما وعاد ها إلى قصر قفصة لدفنهما بجبانة العكارمة قريبا من ضريحي سيدي عمر بن عبد الجواد وسيدي عبد الملك.