أوردت مسؤولة في الوفد الاوروبي للملاحظين لانتخابات 23 اكتوبر الجاري الاسبانية
"ماريا سبينوزا" ان عدد الملاحظين الاوروبيين سيرتفع الى نحو 204 سينتشرون
في كل الدوائر الانتخابية بفضل موازنة رصدها لهم الاتحاد الاوروبي قيمتها 3
ملايين ومائتا الف يورو (حوالي 6 ملايين دينار تونسي).
وأوضحت السيدة ماريا سبينوزا (التي اعلنت مرارا اعتزازها بانها من قرطبة بالاندلس
الاسبانية) وزميلها الناطق الرسمي باسم وفد الملاحظين السيد "الان شابو"
أن "وفد الملاحظين الاوروبيين سيتعاون مع حوالي 300 ملاحظ دولي اخرين ـ
بينهم حوالي 150 ملاحظا امريكيا يقودهم وفد من مؤسسة الرئيس الاسبق جيمي
كارتر ـ بالرغم من استقلالية عمل كل مجموعة من هؤلاء الملاحظين الذين سيحرصون على مساعدة
الشعب التونسي في انجاح هذه الانتخابات التعددية والديمقراطية الاولى من
نوعها منذ ثورة 14 جانفي". لكن اين الـ7 الاف ملاحظ ومراقب الذين كثر
الحديث عنهم على هامش زيارات الامين العام للامم المتحدة ومسؤولين اوروبيين
وامريكيين بارزين الى تونس خلال الاشهر الماضية؟ وهل يمكن لبضع مئات من
الملاحظين (ليس لهم صفة مراقب) ان يضمنوا حسن سير العملية الانتخابية بكل
مراحلها في 7500 مكتب اقتراع في 27 دائرة تتنافس فيها 1500 قائمة و15 الف شخصية؟
تعقيبا على هذين السؤالين الذين طرحتهما "الصباح" اورد المسؤولان الاوروبيان أن
"التوازنات السياسية والمالية في البرلمان الاوروبي أفرزت العدد الحالي من
الملاحظين الذي نعتقد انه سينجح في متابعة دقيقة للعملية الانتخابية وفي
الحد من عدد التجاوزات فيها ".
المال السياسي و"شراء الذمم"؟
وماذا عن الاتهامات الصادرة في بعض وسائل الاعلام لبعض المترشحين بتوظيف ملايين
الدنانير" لشراء الاصوات والذمم "و التورط في لعبة " المال السياسي"؟
ردا على هذا التساؤل ذكر المسؤولان الاوروبيان أن " الملاحظين الاوروبيين
يريدون التعامل مع اثباتات وحجج ومع ملفات. والى حد الان لم يرفع أي شخص
قضية عدلية ضد اي حزب سياسي او قيادة سياسية بتهمة التورط في توزيع الأموال
على الناخبين ومحاولة شراء الاصوات . في المقابل سجلنا بارتياح لجوء اكثر
من 100 مترشح الى القضاء لابطال قرار استبعادها من حق الترشح وقد قضت
المحاكم الابتدائية والمحكمة الادارية لفائدتهم. وعلى من لديه تشكيات من
وجود من يشتري الاصوات ان يلجأ الى القضاء ".
ملف "نسمة"؟
وما هو رأي الملاحظين الاوروبيين في الزوبعة الاعلامية والسياسية التي حفت بملف "قناة نسمة " والمسييرات التي اندلعت بعدها في جل المدن والمناطق؟.. وهل يعتبرون أنها تؤثر على السير العادي للحملة الانتخابية؟
السيدة ماريا اوردت تعقيبا على هذا السؤال بأن " وفد الملاحظين الاوروبيين يتابع
باهتمام هذه التطورات ويدعو جميع الاطراف الى احترام حرية التعبير وضمان
هذا الحق للجميع بعيدا عن كل اشكال العنف اللفظي والمادي والى ضمان حسن سير
العملية الانتخابية بكل مراحلها في مختلف جهات البلاد ونحن سنتابع كل
المستجدات مع الهيئة العليا المستقلة للانتخابات ولنا في نفس الوقت اتصالات
مع جل الأطراف السياسية ورموز القائمات المتنافسة في الانتخابات ونحن
متفائلون بهذا المسار الذي سيتوّج ثورة الشعب التونسي الرائعة ونضالاته من
اجل الديمقراطية والاصلاح في جانفي الماضي".
كمال بن يونس