خطاب الوزير الأول فجر قنبلة أم أبطل مفعول أخرى؟

أسئلة كثيرة يطرحها الشارع التونسي الذي يتطلع إلى موعد 23 أكتوبر ،و يحتاج إلى إجابات تشفي غليله و تطمئنه.
الوزير الأول السيد الباجي قائد السبسي قال أخيرا ما كان يجب آن يقال منذ فترة،و سمى الأشياء بمسمياتها ،و لم يتردد في إبداء ما يلزم من الصرامة و الجد و هو يتحدث عن الوضع الأمني في تونس الذي أصبح هاجس التونسيين الأكبر و كل الذين تتجه أنظارهم إلى تونس من رجال الأعمال و الأشقاء و الأصدقاء و كذلك و هو يعلن عن القرارات المتخذة ،و التي أثارت موجة من العنف لدى عدد هام من أعوان الأمن و حاولوا اقتحام الوزارة الأولى وزارة سيادة، مطالبين باعتذار من الوزير الأول أو برحيله."خطاب الوزير الأول فجر قنبلة أم أبطل مفعول أخرى؟

قرارات كان من المفروض أن تتخذ منذ مدة حتى لا يحدث في تونس ما حدث و حتى لا يتجرأ أحد على التطاول لا على هيبة الدولة فقط بل و كذلك على اسم تونس و مكانتها و صورتها بين الدول،لأن التونسيين قدموا مع الثورة وجها مشرقا من التضامن و التكافل في أشكال مختلفة و في احترام بعضهم البعض ،ثم تراجع ذلك المكسب الذي لا تزال بذرته كامنة في أعماق كل تونسي،و ظهر مؤخرا وجه جديد شوهته أحداث العنف الدامية و المشاحنات و الاحتجاجات و عديد السلوكيات غير الحضارية (ما عدا المطالب المعقولة). كان من المفروض أن يكون التوقيت قبل ذلك بكثير لكن الوزير الأول عول و لا زال يعول ،على وعي التونسيين، كل التونسيين دون استثناء للتضامن و التآزر

للوصول بتونس إلى بر الأمان و التجاوز قدر الإمكان لإنجاح المسار الذي بدأت تونس تسلكه...إلا أن ذلك لم يحدث و تصاعدت وتيرة الأحداث بشكل مفزع و انكشفت العديد من الحقائق الخفية..مما جعل الوزير الأول يرفع من درجة الخطورة "ليعود الوعي"إلى التونسيين و يضعوا مصلحة تونس نصب أعينهم،و يعدل المسار خاصة و أنه تحدث عن انقلاب فاشل كان نفذه عدد من أعوان الحرس الوطني مؤخرا.

خطاب الوزير الأول فجر قنبلة أم أبطل مفعول أخرى؟

خطاب الوزير الأول جاء صارما و ارتاح إليه كثيرون، لأن الوضع الحالي أرقهم لكنه في المقابل جعلهم في حيرة من أمرهم عن المقصود بتهمة التحريض على الانقلاب و إثارة الشكوك حول كل خطوة من خطوات الحكومة الحالية، و اتجهت أصابع الاتهام و على غير المألوف إلى وجه نسائي قد يكون ضمن سلك الحرس الوطني، أو إلى ليلى الطرابلسي، أو أخرى غيرها...من جهة أخرى تردد أيضا أن الخطاب كان "قنبلة" فجرها الوزير الأول قبل ستة أسابيع من موعد الانتخابات، و أنه كان بالإمكان تجاوز ذلك، لكن العكس هو الصحيح في تقديري ، ذلك أن الخطاب جاء ليبطل مفعول قنبلة قادمة ،تعددت المؤشرات الدالة عليها و هي تهدد بالانفجار في الفترة التي تسبق الانتخابات ...القنبلة هي أحداث عنف مبرمجة لإدخال حالة من الفزع في صفوف المواطنين و زعزعة استقرار البلاد، و منع إجراء الانتخابات في أوانها، تهدد بها عديد الأطراف التي تعمل في الخفاء و لن تكون في الواجهة كالعادة و بالتالي فإن الوزير الأول من حيث يدري أو لا يدري،و إن كانت الفرضية الثانية مستبعدة لأن له من الحنكة و الخبرة و الدهاء السياسي ما يؤهله لقراءة ما بين الأحداث و فهم ما لا تنطق به الأفواه، يكون بذلك قد أماط اللثام باكرا عن هذه المخططات حتى يضمن أفضل ظروف إجراء الانتخابات القادمة،حتى و إن كانت فرضيات و مجرد استنتاجات لا أساس لها من الصحة،و هو ما نتمناه جميعا.

عن موقع باب بنات