لم يعلم المشرف على صفحة "تونس" على الفايسبوك أن مجرد وضع بعض الكلمات لانتقاد حزب حركة النهضة وبعض أتباعها، ممن اختاروا السب والشتم واحتكار الايمان سبيلا، قد يعرضه لحملة فايسبوكية كبيرة لم تنته الى حد الان وجردته تماما من دينه واعتبرته كافرا ومرتدا..
لم يرق لكثير من المتعاطفين مع الحركة أن ينتقد مشرف الصفحة حزبهم أو أن ينتقدهم فالنهضة ومنخرطوها فوق كل انتقاد ومن يحاول ذلك فهو ملعون الى يوم الدين وفي عداد المرتدين الكفرة، انهال السب والشتم على مشرف الصفحة وحتى من لم يقم باشباع نهمه في اهانة المشرف تحول الى حسابه الشخصي وأكمل سيمفونية الكلام البذيء..
بدورها لم تستطع الصفحات المتعاطفة مع النهضة هضم انتقادات صفحة تونس للحزب فعكست الهجوم بشكل عنيف وتحول عماد الى ملحد وصهيوني وعميل للنظام الاسبق رغم أن الصفحة التي تضم اكثر من 700 الف عضو كانت من اكثر الصفحات المساندة لتحركات ماقبل الثورة، هاج الكثيرون دون سبب واضح وكأن الصفحة سبت الاسلام أو انتقدت الرسول الكريم رغم أن جميع الاطياف السياسية معرضة للنقد وما من حزب فوق المسائلة أو الانتقاد..
كيلت التهم والشتائم العنيفة للمشرف بمجرد كشفه عن نفوره من ممارسات كثير من أتباع الحركة وتحول مناصروها الى جيش عرمرم عدوه واحد سلاحه السب والشتم والتكفير، في حالة من الهيستيريا من أناس نصبوا أنفسهم مدافعين على الاسلام ولكن أي دفاع؟؟"من انتــقــد النهضة..فهو كافر.كافر.كافرمن انتــقــد النهضة..فهو كافر.كافر.كافر
لاندري سر هذا الربط الدائم بين النهضة كحزب سياسي وبين الاسلام واعتبار منتقدي الحركة مرتدين وجب تعنيفهم لفظيا ولم لا جسديا اضافة الى التقديس المبالغ لها واعتبارها حامية حمى الدين في البلاد وطوق النجاة الاخير للحفاظ على الهوية العربية الاسلامية في وجه "الهجمة الصليبية الكافرة"..
سؤال يفرض نفسه من يملك حق تكفير الآخرين؟ ماهذه الموضة المشرقية الساذجة التي حطت رحالها في البلاد بعد الثورة وتحول معها الكثيرون الى ملاك لمفاتيح الايمان والكفر والجنة والنار يعطونها لمن يشاؤون ويمنعونها عن ما يريدون ويعطون لأنفسهم الحق في منع رحمة الله بعد أن نصبوا أنفسهم متحدثين باسمه..
كثيرا ما ينتقد المنتسبون للنهضة الاحزاب الاخرى ولكن الويل لمن يحاول المساس حزبهم ،فالنهضة خط أحمر و راشد الغنوشي شخصية مقدسة لايجوز انتقادها ولكن لديهم كل الحق في التهجم على الآخرين وشتمهم في ممارسات تعيدنا لنظام الحزب الواحد وقمع الحريات وتكميم الأفواه..
على الجميع احترام النهضة كحزب سياسي له ايجابياته وسلبياته ولا يعنينا منه سوى برنامجه الانتخابي ولكن على منتسبي النهضة والمتعاطفين معها احترام حق الاخرين في انتقادها فالنهضة ليست حركة مقدسة وجب علينا تقديم القرابين لها والولاء الأعمى لرموزها..فقد مللنا عبادة الرموز..
ملاحظة : احتراما لمشاعر بعض القراء سوف يقع حجب اسم صاحب هذا المقال لما يمثله من حساسية لديهم
---