بنغازي ـ باريس ـ لندن 'القدس العربي' ـ وكالات:
تتزايد الشكوك حول قدرة دول الحلف الاطلسي على امتلاك وسائل عسكرية كافية
لانجاز مهمتها في ليبيا اذا طالت العملية مع رفض الزعيم الليبي معمر
القذافي التنحي.
ومع استمرار العملية العسكرية في ليبيا عدة اشهر، (رغم
ان الرئيس الامريكي كان قد توقع انجاز المهمة 'بايام وليس اسابيع') بدأت
الخلافات تدب بصفوف الثوار خاصة هيئتهم السياسية المتمثلة بالمجلس الوطني
الانتقالي.
وقالت مصادر في بنغازي ان المجلس الوطني الانتقالي يشهد
خلافا كبيرا بين الاسلاميين والعلمانيين. فبينما يحتل الاسلاميون نسبة
كبيرة من المقاعد في المجلس الانتقالي الليبي، يتمركز العلمانيون في لجنة
ادارة الازمة التي تعتبر بمثابة حكومة موازية.
وعلمت 'القدس العربي' ان
الخلافات تتمحور ايضاً حول نوعية الدستور الجديد لليبيا بعد رحيل العقيد
القذافي، وحجم التدخل الاجنبي، فبينما يفضل الاسلاميون دستوراً يرتكز الى
الشريعة في معظم بنوده، يطالب العلمانيون بدستور اكثر ليبرالية يحاكي
الدساتير الغربية في الكثير من بنوده خاصة فيما يتعلق بحقوق الانسان.
وفيما
يؤيد علمانيون بالمجلس تدخلا عسكريا اكبر لقوات الناتو، معتبرين ان حسم
المعركة يحتاج تواجدا بريا، الا ان اخرين بالمجلس ومنهم اسلاميون يرفضون
ذلك.
وفي ذات السياق حذرت مجموعة خبراء فرنسيين واجانب في قضايا الدفاع
من 'الخطر الاسلامي' في ليبيا في تقرير نشر في ختام مهمة لدى طرفي
الــــنزاع في ليبيا.
وقالت المجموعة ان 'الديمقراطيين الحقيقيين ليسوا
سوى اقلية' في المجلس الوطني الانتقالي الذي يضم الثوار و'عليهم التعايش مع
مقربين سابقين من القذافي وانصار الملكية ومؤيدي الدولة الاسلامية'.
وذكرت
المجموعة التي يقودها مدير المركز الفرنسي للابحاث الاستخباراتية اريك
دونيسيه والمدير السابق لمكافحة التجسس الفرنسي ايف بونيه انها زارت طرابلس
ثم الثوار في شرق البلاد من 31 اذار (مارس) الى 25 نيسان (ابريل).
واكدت
ان 'ليبيا هي الدولة الوحيدة في (الربيع العربي) التي يتنامى فيها التهديد
الاسلامي، والمنطقة الشمالية الشرقية في ليبيا هي المنطقة في العالم
العربي التي ارسلت العدد الاكبر من الجهاديين لمحاربة الاميركيين في
العراق'.
وذكر الخبراء انه 'بعد سقوط نظام القذافي في بنغازي تم نهب
الترسانات'، والاستخبارات الاجنبية 'قلقة جدا بشأن مستقبل الاسلحة التي
نهبها الثوار في الترسانات الليبية، وخصوصا صواريخ ارض- جو المحمولة من
طراز سام-7'.
واضاف الخبراء ان 'اعضاء في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي قد يكونون حصلوا على بعض من هذه المعدات من ايدي مهربين ليبيين'.
وألقت قوات الجيش الجزائري القبض على مهربي أسلحة قادمين من ليبيا كانوا يعتزمون بيع أسلحة في الجزائر.
ونقلت
صحيفة 'الخبر' الجزائرية بعددها الصادر امس الثلاثاء عن مصدر مطلع قوله إن
قوات الجيش ألقت القبض على أربعة مهربين في منطقة تسمى 'أسادل' جنوب شرق
ولاية تمنراست التي تبعد بنحو ألفي كيلومتر جنوب العاصمة الجزائرية، مشيرا
إلى أن المهربين وكان بحوزتهم 14 قطعة سلاح تم تهريبها من ليبيا، بينما
يجري البحث عن مهرب خامس فر على متن سيارة دفع رباعي.
من جهة اخرى تبنى
مجلس النواب الامريكي مساء الاثنين تعديلا يهدف الى منع استعمال اموال من
اجل العمليات العسكرية الامريكية في ليبيا. وتبنى النواب النص وهو تعديل
لمشروع قانون حول المنشآت العسكرية، باغلبية 248 صوتا مقابل 163.
واعرب
عدد من النواب عن امتعاضهم مؤخرا من قرار الرئيس باراك اوباما تجاوز موافقة
البرلمانيين لشن عمليات في اذار (مارس) الماضي ومواصلة هذه العمليات بعد
انتهاء المهلة الشرعية المحددة بستين يوما بدون موافقة الكونغرس.