الأحد, 17 أفريل 2011 21:36
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]بقلم: حافظ خليفة
التأم بمدينة قفصة يوم 9 افريل المؤتمر الاستثنائي للجامعة التونسية للمسرح بعد
حوالي شهرين ونصف من سحب الثقة من الهيئة القديمة التي كان يرأسها الفنان
المنصف السويسي، وقد تكونت هيئة شبابية مؤقتة لإعداد المؤتمر، سهرت على
حظوظ هذه الجامعة في المشاركة بالاجتماعات التي انعقدت من طرف اتحاد
الممثلين المحترفين ونقابة المهن الدرامية التي نادت بتنظيم قطاع المسرح
بالبلاد و خاصة بعد الثورة المجيدة.
وسعيا لتجسيد ما نادت إليه الثورة من اعتناء بثقافة الداخل وانتهاج
اللامركزية الثقافية، فقد تم اختيار مدينة قفصة كمكان لانعقاد المؤتمر
الذي تم تأجيله مرتين نظرا للمحاولات التوليفية والمصالحات التي نادينا
إليها لإعادة البناء على أسس من الوفاق والتفاهم و عدم الحياد عن الهدف
الأسمى ألا وهو خدمة المسرح الهاوي والنهوض به، وقد تكونت لجنة جهوية
لإعداد المؤتمر من شباب قفصة للتعاون، وتوفير المناخ المناسب لانعقاد
المؤتمر الذي تم بطريقة شفافة ونزيهة وأصبح للجامعة هيئة جديرة بالاحترام والثقة وهي:
حبيب غزال (رئيس الجامعة) يوسف صيداوي (نائب رئيس) حمزة
عاشور (كاتب عام) طارق السايح (أمين مال) كمال البوزيدي (عضو مكلف بكل ما
هو تقني و فني) عمر بن سالم (عضو مكلف بالهياكل و القوانين) طاهر عيسى
بالعربي (عضو مكلف بالرسكلة والتكوين) عبد القادر الدريدي (عضو مكلف
بالعلاقات) منصور الصغير (عضو مكلف بالتظاهرات) طاهر ملاك (عضو مكلف بالإعلام ).
وبالرغم من استيائنا لبعض الاخلالات التي وقعت نظرا لبعض النقص في التنسيق بين
الهيئتين في البرمجة وتراكم الفقرات الثقافية الموازية للمؤتمر، فإن الملفت
للنظر في كل هذا، ريادة اللجنة الجهوية لإعداد المؤتمر بقفصة، التي ضحت
وسعت بعناء كبير لتوفير كل سبل النجاح لهذا المؤتمر، بجمعها لاعتمادات
الإقامة للقادمين من كل أنحاء الجمهورية وحرصها على راحتهم وتنظيم عروض
مسرحية موازية التي حلقت بقطاع الهواية عاليا، وإظهاره في أبهى حلة
بالطريقة التي تليق به.
وهنا أتساءل: ألم نكن على حق بإيماننا بالجهات؟ أليس هذا تجسيدا ميدانيا للثورة
الثقافية بالجهات؟ أليس ما قامت به اللجنة الجهوية من مجهود خير دليل على
أن الجهات قادرة على احتضان المؤتمرات؟
يا مسرحيو قفصة، لكم العزة والمجد، لقد برهنتم مرة أخرى أن صرح مسرحكم عال، و
انتم خير من يعول عليه للريادة والتميز، وكل من شككوا بكم او عادوكم او
أقصوكم، فلكم التكاثر والتناثر ولهم الانقراض، ولكم التسامح والحوار ولهم
سجون الرفض، ولكم الأراضي الخصبة ولهم الجزر المنسية، ولكم الحاضر
والمستقبل ولهم الماضي، ولكم التجدد والعطاء ولهم الجمود والتحنط، ولكم
الأصول التفرد ولهم أشباه الأشباه، ولكم التمرد والقدرة على فهم الأخر
واحترام الاختلاف ولهم الغطرسة والأنانية، ولكم فتح الأبواب ولهم غلقها،
ولكم البصيرة ولهم البصر، ولكم الانتشار في ربوع الجنوب و باقي جهات الوطن
رسلا و دعاة للمسرح و لهم دور أبو جهل و أبو لهب .. فدمتم لنا خير سند في
لحظات احتراقنا على الخشبة، و خير حماة من أمراء التطرف و الظلامية الذين
يتربصون بنا جميعا لتحريم ما نفعل، و سلب أحلامنا، و أفكارنا، و غلق
أبواب مسارحنا.. و اغفروا لنا إن أخطأنا في حقكم يوما، فالنبل من شيمكم.. و
علمونا مرات و مرات، و ذكرونا إن نسينا يوما أن الثقافة و التميز و
الإشعاع لا يكون في العاصمة فحسب، فالزمن غير الزمن، و الشعب غير الشعب..
و أبذروا في أراضينا القاحلة عطور طاقات شبابكم المعطاء.. وبرهنوا لنا كي
"نستحي" كيف تعلمونا دروسا في الثورة كل يوم.. فما أحوجنا لان تتحول
مجالسنا و قصبتنا و برلماناتنا و اذاعاتنا و تلفزيوناتنا و استوديوهاتنا و
و دور نشرنا و إدارات صحفنا إلى هناك، إن كنا فعلا نريد المصالحة مع جهاتنا بقربكم.
أحبائنا و زملاءنا مسرحيي كل جهات بلادنا، كونوا لنا مسالك لا حصر لها يتلاقى بعضها
مع البعض الأخر في السهل و الجبل و الساحل و الصحراء، حيث تسير الأسود و
الأرانب، و تطوف الذئاب و النعاج، لأنكم رعاتنا و بدونكم قد نظل الطريق و قد لا نعود...