يرى دميتري روغوزين المندوب الدائم لروسيا الاتحادية لدى حلف شمال
الاطلسي ان الناتو بصفته منظمة عسكرية سياسية يواجه وضعا صعبا في ليبيا
علما، ان احدا لا يريد تولي المسؤولية عن مواصلة العملية العسكرية.
وقال روغوزين في حديث صحفي ادلى به يوم 23 مارس/آذار لوكالة "نوفوستي" الروسية
للانباء ان آلة الناتو صارت تراوح في مكانها الامر الذي يتماشى تماما مع
التنبؤات التي كانت ممثلية روسيا لدى الناتو ان طرحتها سابقا.
وبحسب قوله فان احدا غير مستعد حاليا لتولي المسؤولية عن مواصلة العملية
العسكرية علما ان الجميع يدركون جيدا استحالة تنحي القذافي دون اجراء عملية برية.
واشار روغوزين الى ان توجيه الضربات الجوية الى القوات
الموالية للزعيم الليبي ليس بوسعه حل المشكلة، اذ ان تلك القوات تتموضع في
المدن ولا يمكن عمليا ضربها دون ان يتكبد المدنيون خسائر فادحة.
ثمة طريق مسدود من وجهة نظر الناتو الامر الذي يثير نقاشات غير منقطعة داخل
الناتو لا تسفر عن اية نتيجة. وفي آخر المطاف تم اتخاذ قرار مفاده ان الحلف
مستعد لتولي ضمان تنفيذ بند واحد لقرار مجلس الامن الدولي وهو فرض الحظر
على توريد اسلحة الى ليبيا او بالاحرى احكام الحصار البحري عليها.
وقال المندوب الدائم انه يستبعد اي جدوى من ذلك. اولا بسبب ان افريقيا لا تفتقر
الى الاسلحة ولا تحتاج الى توريدات اضافية. وثانيا ان هذا القرار ادى
الى صدور البيان الالماني الذي يقول انه في حال تم تفعيل الناتو اثناء فرض
الحصار للقوى والوسائل التي تم تفعيلها لحد الآن في اطار عملية "الجهود
النشيطة الرامية الى مكافحة الارهاب في البحر المتوسط فان ألمانيا ستقوم
بوقف مشاركتها في تلك العملية".
واعرب روغوزين عن قناعته بان ليبيا
اثارت ازمة جدية داخل حلف شمال الاطلسي. والمعروف ان النزاع في ليبيا بدأ
في منتصف فبراير/شباط من تظاهرات الاحتجاج الموجهة ضد نظام القذافي وتحول
في اواخر فبراير/شباط الى مواجهة مسلحة. ثم اتخذ مجلس الامن الدولي يوم
17 مارس/آذار قرارا يقضي بحظر الطيران فوق ليبيا بغية الحيلولة دون القصف
الجوي للقوى المعارضة والضحايا ضمن المدنيين. وفي 19 مارس/آذار بدأت عملية
قوات التحالف الغربي ضد ليبيا. وتقوم قوات التحالف بانزال الضربات الجوية
على الاهداف العسكرية المسيطر عليها من قبل الزعيم الليبي معمر القذافي في
شرق ليبيا وكذلك في طرابلس وسرت. وتفيد السلطات الليبية بسقوط الضحايا بين
قتلى وجرحى، لكن الغرب يرفض الاعتراف بذلك.