منطلق موضوعي سيكون خبرا منقولا عن جريدة (الدار) الكويتية جاء فيه أن ملاحقة
الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك وأفراد عائلته ستكون مستحيلة رغم تورطهم
الموثق في الفساد وذلك بسبب ضغوط كبيرة تمارسها دول عربية منها الإمارات
والسعودية على المجلس العسكري الأعلى في مصر لرفع يدهم عن مبارك وإلا فإن
سحب الإستثمارات الخليجية عن مصر وترحيل العمالة المصرية من الخليج سيكون هو الرد
في سياق متصل مع ذلك كلنا نعرف أن السعودية لم تكتفي باستظافة مخلوعنا على أراضيها بل تجاهلت مطلبا رسميا تونسيا بتسليمه
أعترف بأنني كتونسي لم أعد أشعر بالأمن والأمان بإنتماء بلدي إلى ما يسمى جامعة
الدول العربية وأدعو من خلال هذا الموضوع حكومتنا إلى البحث عن تكتل سياسي
وإقتصادي بديل يجعلني أشعر بأنني لست مهددا في وجودي أو على الأقل عندما
أصرخ أجد من يسمعني
مهازل هذه المنظمة الإقليمية لم تعد فقط مجرد خلافات وإختلافات كان سببا في بروز
تكتلات وإنقسامات بين الدول الأعضاء بل أصبحت أداة للتآمر على الأمة
ولتنفيذ مشاريعها لم تجد أمريكا وحلفاؤها الغربيين خونة وعملاء أفضل من
ملوك وأمراء الخليج الذين يعتقدون أن تواصل المد الثوري في العالم العربي
قد يهدد بسقوط أنظمتهم المتخلفة التابعة لأمريكا وخاصة السعودية لذلك سعوا
إلى تشكيل لوبي في الظل يقومون بدور مشبوه مكنكم من تمرير الأجندا الغربية
ولتحقيق أهدافهم إستفادوا من سلطة المال بإعتبار ثروتهم النفطية ومن سلاح الإعلام
ممثلا في قناة الجزيرة التي أثر خطابها الإعلامي الغير بريء والغير خالي من
الكوليستيرول في المواطن العربي المقهور والمكبوت والفاقد لقيم العدل
والكرامة والحرية والباحث عن متنفس للتعبير إلى درجة التسليم مسبقا بصدقه
وكأنها لا تنطق عن الهوى بدل التعامل معه بحس نقدي
حسب رأيي ما يجري في ليبيا اقرب ما يكون الى المؤامرة التي تقف وراءها اطراف
داخلية وخارجية وأبعد ما يكون عن الثورة العفوية النابعة من الشعب الليبي
ومما يزيد قناعتي ربط الماضي بالحاضر من خلال وثيقة سرية لجهاز المخابرات
الخارجية في بريطانيا مؤرخة سنة 1995 نشرتها صحيفة النهار الجزائرية
الصادرة بتاريخ أمس والتي كشف مضمونها عن مخطط لتقسيم ليبيا إلى عدة دويلات
متحدة تحت إطار حكم فيدرالي
أختم بقوله تعالى ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)
الأمة ضد أعدائها الذين يحاربوننا في وجودنا وفي ديننا لكنها في نفس الوقت ضد نفسها