تعهدت الادارة الفرعية للقضايا الاجرامية بالعاصمة بالبحث في ملابسات واسباب
الاحداث الاخيرة التي جدت بالمتلوي وذلك بمقتضى انابة عدلية من قاضي
التحقيق بالمحكمة الابتدائية بقفصة.
وعلمت الصباح انه احيل اول امس، بحالة ايقاف، 4 اشخاص على الادارة المذكورة
لبحثهم من اجل التحريض على احداث الشغب وبث الفوضى وحث المواطنين على تبادل
العنف فيما بينهم، والتراشق بالحجارة والزجاجات الحارقة، مما أدى الى وفاة
شخصين وجرح أكثر من 20 آخرين..
شهود ومكافحات
كما يتم حاليا بحث الموقوفين الاربعة من اجل تهم اخرى تتمثل أساسا في التآمر
ضد أمن الدولة الداخلي والقتل والسلب بالتراب التونسي على مقتضى احكام
الفصلين 68 و72 من المجلة الجنائية.
وفي اطار الابحاث العادلة والشفافة، ومن اجل الوقوف على الاسباب الحقيقية
لاحداث المتلوي، سيتم سماع بعض الشهود، كما سيتم اجراء المكافحات اللازمة في هذه القضية مع الاشارة الى انه تم حجز 16 بندقية صيد وعديد الاسلحة البيضاء وهراوات..
وأما الموقوفون الاربعة الذين يتم البحث معهم الان من طرف اعوان الادارة
الفرعية للقضايا الاجرامية بالعاصمة بينهم اثنان يشتغلان بشركة فسفاط قفصة،
احدهما بخطة مهندس مساعد، والثالث مقاول طرقات، والرابع مسؤول بالمندوبية
الجهوية للشباب والرياضة بقفصة وعضو في البرلمان..
ويبدو حسب مصادرنا ان الشبهات في هذه القضية، مازالت تحوم حول احد النقابيين المعروفين بالجهة، وقد يقع سماعه قريبا..
احداث دامية
والجدير بالذكر ان مدينة المتلوي شهدت يوم الخميس 10 مارس الجاري احداث شغب وعنف
انطلقت حوالي الساعة العاشرة صباحا امام مقر شركة فسفاط قفصة، تمثلت في
التراشق بالحجارة بين مجموعات من متساكني الجهة، بلغت حدّ رمي الزجاجات
الحارقة فيما بينهم، واستعمال بنادق صيد من قبل البعض مما اسفر عن اصابة 5
اشخاص بجروح
متفاوتة.. وقد تواصلت هذه الاحداث الى حدود الساعة الخامسة مساء من ذات
اليوم رغم تدخل اعوان الشرطة والحرس الوطني بالمكان، واطلاق الرصاص في
الهواء من قبل وحدات الجيش الوطني في محاولة لتفريق المتشابكين وتهدئة الاوضاع.
وفي صباح اليوم الموالي، الجمعة 11 مارس الجاري، عاودت مجموعات من متساكني
مدينة المتلوي، يزيد عددهم عن ألف شخص، اعمال الشغب والعنف والتراشق
بالحجارة والزجاجات الحارقة، واستعمال بنادق الصيد.
وقد اسفرت هذه الاحداث عن اصابة اكثر من 20 شخصا بجروح متفاوتة ووفاة فتاة
وشاب، جراء اصابتهما بعيارات نارية كما اصيب ضابط في الجيش الوطني بجروح
نتيجة طلق ناري من بندقية صيد، وتم نقله الى المستشفى الجهوي بقفصة، اضافة
الى تعمد احدهم محاولة اضرام النار في شاحنة عسكرية برمي زجاجة حارقة..
كما يجدر التذكير ان هذه الاحداث وقعت، اثر بلاغ كاذب تم تداوله، يروج الى
تقسيم نسب الانتدابات بشركة فسفاط قفصة بمناجم المتلوي، بين العروش، رغم
دحض هذه المزاعم والاكاذيب وتأكيد السلط الرسمية ان الانتدابات لا تتم الا
في اطار القانون.
عمار النميري