تونس ـ وات ـ
تحت شعار «وفاء لدماء الشهداء وأهداف ثورة الشعب» نظم الحزب الديمقراطي
التقدمي عشية امس السبت تجمعا شعبيا حضره عدد كبير من أنصاره من مختلف جهات
البلاد الى جانب أمهات عدد شهداء الثورة. وفي كلمة خلال هذا التجمع
لاحظ أحمد نجيب الشابي الامين العام السابق للحزب وزير التنمية الجهوية
والمحلية أن ثورة الشعب التونسي التي قامت من أجل قضيتي الحرية والعدل
وانتهت الى اسقاط الطاغية أصبحت مصدر الهام للثورة في العالم العربي مشيرا
الى أن ما أقدم عليه الشهيد محمد البوعزيزي كان صرخة تحرر من الجحيم الذي
تخبط فيه الشعب التونسي في جهات عديدة محرومة من التنمية طوال عهد النظام السابق.
وأضاف أن الحزب الديمقراطي التقدمي كان منذ البداية مع خيار تشكيل حكومة ائتلاف
وطني حتى لا تكون سلطة القرار بين يدي حزب سياسي واحد. وأوضح أن الحكومة
الحالية أخذت على عاتقها تحقيق برنامج من الاصلاحات السياسية والاجتماعية
التي تستجيب لمطالب ذهب ضحيتها شهداء الثورة.
واستعرض أحمد نجيب الشابي أبرز الاجراءات والقرارات التي اتخذتها حكومة الوحدة
الوطنية المؤقتة في ظرف زمني وجيز لا يتجاوز 12 يوما ومن ضمنها اطلاق
حرية التظاهر والتعبير والعفو العام والفصل بين الدولة والتجمع الدستوري
الديمقراطي فضلا عن صرف قسط أول من التعويضات لاهالي ضحايا الثورة من شهداء وجرحى.
وبين أن هذه الحكومة تكونت أيضا من أجل الاصلاح الاجتماعي وضمانا لحقوق من
ماتوا لانهم رفضوا الاقصاء والتهميش والفقر والبطالة. وأعلن أن الاشهر
القليلة القادمة ستشهد انتصاب سبعة مشاريع كبرى ذات طاقة تشغيلية عالية
بعدد من الجهات الداخلية منها سيدي بوزيد وقفصة وسليانة وجندوبة والقصرين.
وقال ان وزارة التنمية الجهوية والمحلية التي يتولى حاليا مسؤولياتها ستعنى
بمشاغل أهالي المناطق المحرومة والاقل حظا مشددا على أن المشكل ليس في
الاموال بل في كيفية صرف هذه الاموال.
ومن ناحية أخرى أبرز الشابي أهمية حل المجالس الجهوية للتخلص من مظاهر الرشوة
والفساد والمحسوبية. وأفاد في هذا الصدد أنه سيتم تعويضها بنيابات خصوصية
تضم ممثلين عن
مكونات المجتمع المدني وعن لجان الثورة والذين سيعهد اليهم مهمة جرد
الاضرار التي لحقت بالمواطنين في مختلف الجهات حتى يتم تعويضهم في أقرب
الاجال. كما أعلن أنه سيتم قريبا تغيير كل ولاة الجمهورية.
وأضاف أن الحكومة الحالية حريصة على اطلاق حرية التعبير وتكريس الحق في الشغل
وفي تكوين الجمعيات الى جانب العمل على اصلاح العديد من الاوضاع العقارية
حتى يتمكن عدد هام من الفلاحين من ممارسة نشاطهم.
واثر ذلك استمع المشاركون في هذا التجمع الشعبي الى شهادات حية لامهات ثلاثة من
شهداء الثورة ذكرن فيها بظروف مقتل أبنائهن داعيات الشعب التونسي الى
الحفاظ على ثورته من كل محاولات الردة والانتكاس.