الفحص الفني للعربات بحصتين... والتسجيل عن بعد

الفحص الفني للعربات بحصتين... والتسجيل عن بعد

تشهد مراكز الفحص الفني للعربات سواء منها في العاصمة أو داخل الجمهورية
اكتظاظا مقلقا حيث مثلت الطوابير الطويلة للعربات وطول الانتظار السمة
الجامعة بين جميع المراكز البالغ عددها اليوم 29 مركزا.

ويعود سبب الاكتظاظ أولا إلى تطور الأسطول الذي تجاوز اليوم مليون و600 ألف عربة
(تستثنى منها العربات المعفاة من الفحص الفني والتي لم تتجاوز الثلاث
سنوات من تاريخ أول إذن بالجولان) وكذلك إلى بطء الإجراءات خاصة عند
التسجيل ودفع معاليم الفحص الفني.وما يزيد الأمر تعقيدا أن البعض يوقف
سيارته في رواق المراقبة ليغادرها نحو شبابيك التسجيل بما يتسبب في تعطيل
غيره من العربات وادخال حالة من الفوضى خاصة أن أغلب مراكز الفحص الفني
للعربات تجمع أروقتها للمراقبة بين السيارات الخفيفة والشاحنات. هذا الوضع
يجعلنا نتساءل عن عدم عودة هذه الوكالات إلى العمل بنظام الحصتين عوض نظام
الحصة الواحدة
المعمول به اليوم ولم لا يتم تفعيل مشروع تحديد مواعيد الفحص الفني
للعربات وخلاص معلوم الفحص عبر الأنترنات من خلال وضع منظومة صلب موقع
الوكالة يتولى صاحب العربة الدخول إليه وخلاص معلوم الفحص وتسجيل اليوم
والساعة التي يمكنه إجراء الفحص الفني خلالها.
وبخصوص هاتين الإشكاليتين وحول سبل الحد من الاكتظاظ في مراكز الفحص الفني أجابنا
السيد بوبكر المحواشي رئيس الإدارة الفنية في الوكالة الفنية للنقل البري
أن العمل بنظام الحصتين تجربة أقدمت عليها الوكالة سابقا للحد من الاكتظاظ
في بعض مراكز الفحص الفني للسيارات في تونس الكبرى وصفاقس لكن هذه التجربة
لم تنجح باعتبار أن الحصص المسائية تمر دون عمل يذكر تقريبا خاصة أن
التونسي تعود على الحضور صباحا لمراكز الفحص. وهناك خطة للعودة إلى هذا
النظام في بعض المراكز التي تشهد اكتظاظا ملحوظا.

موقع

وفيما يتعلق بالتسجيل عن بعد ذكر
السيد المحواشي أن الإدارة أقدمت على تطوير موقعها الالكتروني وراعت فيه
هذا الجانب.ومن المنتظر أن يتم العمل بنظام التسجيل عن بعد للفحص الفني
والدفع الالكتروني بداية من الثلاثية الثانية من سنة 2011.وستكون هذه
التجربة عبر مراحل وانطلاقا من المدن الكبرى. وأضاف انه وللحد من الاكتظاظ
تم دعم المراكز ليصبح عددها 29 مركزا ليفوق عدد ولايات البلاد (24 ولاية)
بعد أن كان الهدف المرسوم سابقا يتمثل في تخصيص مركز واحد لكل ولاية.
ومن شأن إجراء التسجيل عن بعد والدفع الالكتروني أن يجنب الوقوف في الصفوف
الطويلة وما يسببه ذلك من تأخير وضياع مصالح...فالمواطن يختار بنفسه يوم
وساعة ودقيقة وصوله الى المركز وتمر سيارته للفحص في نفس الموعد الذي
اختاره بنفسه دون تأخير خاصة أن عملية الفحص الفني للعربات تجرى اليوم بدون
موعد مسبق وفي أي مركز للفحص يختاره صاحب العربة.
كذلك من المؤكد أن
يساعد نظام الحصتين والتسجيل عن بعد في التقليص من ضغط وإضاعة وقت ومصالح
المواطن وبالخصوص للعربات المهنية كسيارات الأجرة واللواج والشاحنات
والحافلات.كما سيستفيد منه أصحاب المؤسسات الذين سيتولون بأنفسهم اختيار
الموعد الذي يتناسب وظروف عملهم واستغلالهم لعرباتهم مثل الشركات المالكة
للحافلات وللشاحنات وللسيارات المعدة للتسويغ...

إصلاحات

ويذكر أن الوكالة الفنية للنقل البري أدخلت مؤخرا جملة من الإصلاحات على مراكز
الفحص الفني للعربات وزودتها بأحدث التجهيزات التي لا تتوفر عادة إلا في
بعض الدول الكبرى مما ساعد على تحسين نسب تواتر العربات عند عملية الفحص،
والحد من الانتظار، والقضاء على الأساليب التقليدية في الفحص التي لا تمكن
من التدقيق ولا تعطي نتائج جلية وواضحة وتترك هامش التقدير لبعض الأعوان
وهو ما يفسح المجال للتشكيك ولعدم اقتناع المواطن بـ "مصداقية" الفحص. فالفحص
الفني وباستثناء العيوب الخارجية للعربة يتم بصفة آلية كاملة لا مجال فيها
لتدخل العنصر البشري وهو ما يعطي مصداقية للفحص ويجسد العيوب بكل دقة تمكن
صاحب العربة أولا من الاقتناع بالعيب وثانيا من تحديد الأعطاب وإصلاحها
للحفاظ على سلامته وسلامة غيره.
وحسب أرقام الوكالة فان نسبة العربات التي تحصل على شهادة في الفحص الفني في
هذه المراكز لا تتعدى 53 بالمائة وان 60 بالمائة من عمليات الفحص الفني
للسيارات تتم باعتماد طريقة آلية ودون تدخل بشري
ويناهز أسطول العربات المتجولة في بلادنا الـمليون و600 ألف عربة، ويخضع الأسطول
إلى عملية الفحص الفني بصفة دورية مرة في السنة على الأقل بالنسبة للسيارات
العادية التي تجاوز تاريخ أول إذن بالجولان بالنسبة لها الـ 3 سنوات.وأكثر
من مرة في السنة بالنسبة لعديد الأصناف الأخرى من العربات كسيارات الأجرة
والتاكسي... ويتولى اليوم 29 مركزا فنيا للنقل البري في كامل الجمهورية مهمة الفحص الفني وإعطاء شهادة الصلاحية الفنية للجولان.

سفيان رجب