نعيش في وقتنا الراهن زمن الأزمات و الهزائم
نكاد لا نرى ما وراءنا من ماض وما أمامنا من مستقبل و نكاد لا نرى حتى
حاضرنا لشدة الظلمة التي من حولنا و التي في داخلنا, هذا الزمن وصلت فيه
هزائمنا حدّ فقدان البوصلة و اختلاط المفاهيم, تاريخنا أصبح محلا للتأويل
الخاطئ بين متشدد فيه و منزّه له عن كل خطأ و بين زاهد فيه و مسلّط عليه
سهام نقده غير المنصف, مستقبلنا لا نعرف وجهته هذا إن بقي لنا مستقبل فكل
يدعو إلى طريق و يسفّه طرق غيره, أمّا واقعنا لم نعد نفهم منه شيئا اختلط
فيه الحابل بالنابل حتى لم نعد نفرّق بين ماهو سلبي و ماهو إيجابي فيه,
فعلا ينطبق علينا في هذا الزمن قول الصادق الأمين صلّى الله عليه و سلّم:
يأتي على الناس زمن يصير فيه الحليم حيران أو كما قال صلّى الله عليه و سلّم
نحن في حاجة في هذا الزمن إلى من يجلّي لنا الصورة و يوضّح
لنا الأمور, سأقترح هنا على قرّاء هذا المنتدى أسماء بعض هذه العلامات
المضيئة في هذا الزمن الرديء التي تنير العقول و توضح الغامض, و أنا أنتظر
منكم اقتراح أسماء أخرى أو إبداء ملاحظات حول هؤلاء.
محمد سليم العوّا:
رجل قانون من مصر له اهتمام كبير
بالتاريخ الإسلامي, له عديد الكتب في هذا المجال و سلسلة محاضرات كانت تبث
على الجزيرة مباشر و لا أدري هل ستستمرّ وضّح فيها كثيرا من الغموض عن
الفرق الإسلامية و عن التاريخ الإسلامي. هذا الأستاذ منارة كبرى لمن أراد
إعادة قراءة التاريخ القديم لهذه الأمة بشكل
عقلاني غير منحاز و لا متجنّ.
محمد حسنين هيكل:
غني عن التعريف هذا الرجل المعمّر عاصر جميع أحداث التاريخ المعاصر لمصر و
العالم العربي عن قرب, و هو لا يتحدث من فراغ بل على أساس ما عايش و ما
لديه من وثائق نادرة لا تتوفر حتى لدى الأرشيفات العالمية, له عديد
الكتابات و له برنامج أسبوعي على الجزيرة أيضا, من أراد أن يفهم التاريخ المعاصر
دون تزييف للحقائق أو بتر لها فليتابع انتاجات هذا الرجل.
مصطفى بكري:
رجل يتنفس عروبة, يعيد الأمل في أنّ لدينا ما يجمعنا و يوحّد مصائرنا,
حديثه و برامجه تشحن مشاعر الإنتماء و هو رائد ترسيخ الهوية
لمن تزعزعت عنده هذه القيم.
عبد الباري عطوان:
هذا الرجل يحترق من أجل القضية, هو منبر لبث
الحماس من أجل استنهاض هذه الأمة و فك عقدة الإنزواء و الخوف لديه.
عزمي بشارة:
عقل مفكر يمشي على الأرض, يحلل القضايا
بحرفية عالية و يسبر أغوار المواقف و الأحداث ثم يطرح الخطط و الحلول, هو
رجل الإستراتيجية في هذا الزمن, تفهم منه أين
نحن و إلى أين نسير و إلى أين يجب أن نسير.
محمد حسان:
كل ما فات هو أدوات لتحقيق الغاية, نحتاج إلى من يفهمنا ماهي
الغاية و ماهو المنهج الصحيح لبلوغها, وهذا الشيخ له برنامج عمل واضح يريد
من خلاله توضيح المنهج الصحيح أمام هذه
الأمة لتسير عليه.
الشاب منّا مازال في طور البناء النفسي و الفكري و هو يحتاج
لمن يضع أمامه تاريخه بكل تفاصيله و حقائقه دون تشويه و بكل عقلانية, و
يحتاج لمن يرسّخ لديه الهوية في زمن العولمة و لمن يذكره دوما بقضايا
أمّته, و عندما يتوه بين القضايا يجد من يعتمد عليه ليفهم الدوافع و
المآلات الحقيقية لما يجري, و هو في كل هذا في أشد الحوج لمن يضع المنهج
الصحيح لكل حركاته و سكناته.
أنا هنا لم أعرض أسماء شخصيات لها
أدوار رسمية لأن هؤلاء مهما كان هدفهم ساميا فهم يقعون دوما تحت قيود العمل
الرسمي و اشتراطاته و تكتيكاته. فأرجو من الإخوة أن نبقى في إطار الشخصيات
العامة المتحرّرة من كل هذه القيود
منقول