عبد المجيد
عدد المساهمات : 1467 تاريخ التسجيل : 18/03/2010
| موضوع: في «انسحاب» لمعز القديري وداعة النص أفسدت جرأة الفكرة الأحد 7 نوفمبر 2010 - 15:50 | |
| وداعة النص أفسدت جرأة الفكرة | | بالتعاون مع المجلس الثقافي البريطاني وفضاء «التياترو» قدم المخرج معز القديري قبل يومين العرض الأول لمسرحية «انسحاب» في نسختها التونسية. وهي من تأليف السوري محمد العطار وقد ظهرت في البداية باللهجة السورية لتعالج بعض القضايا المتعلقة بالمثقف في علاقته بمجتمعه وما قد يمارسه عليه من ضغوطات تطمس روح المبادرة وحرية القول والفعل لديه. |
شارك في تنفيذ المسرحية ركحيا الثنائي اسكندر زهاني ونادية والي، في دوري البطولة المطلقة، اذ «يحتكر» هذا الثنائي الركح طيلة 55 دقيقة لسرد تفاصيل الانسحاب والهزيمة. خير المخرج-المقتبس معز القديري ركحا خاليا من الديكور واكتفى بممثلين وقارورة ماء وسرد متواصل للحكاية. يسهم الضوء المنبعث من 3 اتجاهات معلومة في كشف تقاسيم الوجهين المبتسمين تارة والباحثين دون هوادة عن الأجوبة للأسئلة العالقة بينهما. ويتراءى للمتابع للعمل منذ الوهلة الأولى أن الانسجام هو سيد الموقف بين شاب وفتاة يجمعهما شعور مشترك حاولا الدفاع على فردانيته وتنميته فالتجآ الى بيت صغير رغبة في التوحد. ثم نكتشف عبر تواتر المواقف المتتالية أن الرجل العاشق غائب بشعوره وجسده عن المكان، فيما تحاول» نور» الفتاة العاشقة أن تحتضن اليها هذا الرجل علها تظفر بلحظات حب مشتركة، ويفشل الثنائي في ذلك،اذ يتدخل «الشارع» في كل مرة ليقطع عليهما رغبتهما في التوحد، فتارة يطل الجيران للتطفل حول تفاصيل العلاقة القائمة بينهما وطورا تنبعث من النافذة أصوات لأطفال يصرخون أو آذان يذكرهما بأن ما يفعلانه هو خطيئة، وقد تنجح السلطة الأبوية أيضا في تهميش مشاعرهما، فوالد الشاب حاضر-في الذاكرة- بسلطته يوبخ ويصرخ ويرعب هذا الشاب المتردد في اتخاذ قراره المصيري بشأن الفتاة التي اختارته ليكون عشيقها في بيتهما المنزوي عن العالم. بدا أداء اسكندر زهاني أكثر اقناعا في العرض الأول الذي تابعناه، ولكن نجحت نادية والي في بعض المشاهد التي كانت مطالبة فيها بذرف الدمع وفعلت،ولكن لم تنجح تقاسيم وجهها عموما في ترجمة عمق الحيرة واستفحال الشعور بالخيبة لديها. وقد شكا النص المقتبس من هنات في بعض المواقع، اذ انتظرنا أن يكون التعبير صارخا وأكثر جرأة في بعض المواقف، ولكن خاننا اقتباس القديري الذي اكتفى بالتلميح أو ربما المرور مرور الكرام على بعض القضايا العالقة والمؤرقة، ونتساءل حقيقة عن سبب هذا الاختيار من شاب اختار الخوض في موضوع هام وحساس كهذا الذي تناولته «انسحاب». في المقابل لا يمكن تجاهل بعض مواقع القوة في العمل والتي يمكن تعزيزها في العروض القادمة للمسرحية. وللترويح على المتابع لهذا السرد المتواصل دون تقطيع مشهدي كلاسيكي، اختار القديري تفنية «الصوت الخارجي المسجل» أو ما يعبر عنه ب voix off التي تحدث من خلالها الممثلان عن مغامرتهما مع مسرحية «انسحاب» وكيف وجدا بعض التفاصيل التي اقترحها المخرج عليهما. نادية بروطة |
| |
|