منتديات قفصة
التسجيل يمكّنك من دخول كافة الأقسام و المساهمة فيها، و يتم تفعيل عضويتك بالعودة الي بريدك الإلكتروني والضغط على رابط التفعيل
منتديات قفصة
التسجيل يمكّنك من دخول كافة الأقسام و المساهمة فيها، و يتم تفعيل عضويتك بالعودة الي بريدك الإلكتروني والضغط على رابط التفعيل
منتديات قفصة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الحرّيّة الأدبية من المروءة إلى الوقاحة - سمير الزواري

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد المجيد

عبد المجيد


عدد المساهمات : 1467
تاريخ التسجيل : 18/03/2010

الحرّيّة الأدبية من المروءة إلى الوقاحة - سمير الزواري Empty
مُساهمةموضوع: الحرّيّة الأدبية من المروءة إلى الوقاحة - سمير الزواري   الحرّيّة الأدبية من المروءة إلى الوقاحة - سمير الزواري Icon_minitimeالأربعاء 3 نوفمبر 2010 - 18:20

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

قال أحد الحكماء: " ليس من الحرّيّة الأدبيّة أن تقول في الغائبين شيئا لا تجرؤ على أن تقوله أمامهم ".
الحرّيّة حقّ من أسمى حقوق البشر، و بدونها لا تزدهر الحياة و لا ترفرف السّعادة، و لا يتقدّم المجتمع.
و الحرّيّة الأدبيّة ضرب من ضروب الحرّيّة، يستطيع المرء في ظلّها أن يعبّر عمّا في ضميره و أن يقول ما يعتقده أنّه حقّ و عدل، و أن يدافع عن حقّ إذا رآه مهضوما، و عن المضطهد إذا رآه مظلوما، و أن يقول كلمتي الخير و الشّرّ للأخيار و الأشرار في وجوههم دون أن يرجو النّفع من الأولين، أو يخشى الأذى من الآخرين.
والفرق عظيم بين الحرّيّة الأدبية التي تصدر عن شجاعة و مروءة و فهم و إنصاف، و بين الوقاحة التي تنمّ عن سقوط في الخُلُق، و تدنّ في المروءة و فساد في الطّبع و لؤم في الضّمير.
و أسوأ من الوقاحة أن يعمد المرء إلى القول السّيّء ينال به الغائبين بلؤم و وقاحة، وهو لا يجرِ على أن يفتح فاه بسوء أمامهم.
و هذا ما نسمّيه الغيبة وهي إن دلّت على شيء فإنّما تدلّ على ضعة المتّصف بها و سقوط نفسه و فساد طبعه و لؤمه و جبنه.
وهي صفة ذميمة تجلب الشّرّ، و تدعو إلى التّفرقة و توغر الصّدور، و تثير الأحقاد و تعود بالضّرر البالغ على الفرد و المجتمع، و إنّ المغتاب جدير بكلّ احتقار و ازدراء، بل هو حقيق بأن يفرّ من وجوه النّاس حياء و خجلا، و العاقل من أبت نفسه الانزلاق في مهاوي هذه الخصلة الرّديئة فتطهّر من أدرانها، و عمل على محاربتها بكلّ ما في وسعه.
قال الله تعالى: " يا أيّها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظّنّ، إنّ بعض الظّن إثم، و لا تجسّسوا و لا يغتب بعضكم بعضا أيحبّ أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميّتا فكرهتموه، و اتّقوا الله إنّ الله توّاب رحيم "
و قال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم: " ألا أنبّئكم بشراركم، قالوا بلى يا رسول الله. قال: شراركم المشّاؤون بالنّميمة، المفسدون بين الإخوة، الباغون العيوب".
و قال عليّ رضي الله عنه: " الأشرار يتبعون مساوئ النّاس و يتركون محاسنهم كما يتبع الذّباب المواضع الفاسدة".
و المغتاب مخلوق لئيم، حقود، جبان، لا يعرف المروءة و الكرم، قد جُبِلت نفسه على النّذالة فلا يجد راحة لنفسه إلا في اغتيب النّاس و كشف ما ستروا من عوراتهم، فهو أداة هدم في المجتمع، وهو حين يغتاب إنّما يشفي بذلك نفسه الحاقدة التي تتنزّى حقدا و ضغنا على الآخرين.
و المغتاب يحاول أن يجد لجرائمه في الاغتياب آذانا مصغية، فهو يحاول أن يستغلّ النّفوس الضّعيفة فيجعلها هدفا لشحنها بما في نفسه من حسد و حقد، وهو واثق بأنّه لن يجد من أصحاب هذه النّفوس من يستطيع أن جماحه أو يلجم فاه، ذلك لأنّ النّاس يخشون أن ينالهم المغتاب بسوء، فيتفادون شرّه باستخذائهم له و إنصاتهم إلى أقواله المؤذية في الآخرين.
و كثيرا ما ينشأ عن الغيبة من المآسي ما يخلع القلوب هلعا و حزنا، فكم من بيوت عامرة بالحبّ و الصّفاء دمّرتها الغيبة و أشاعت فيها البؤس و الشّقاء و كم من عداوة غذّتها الغيبة فمضت تفتك في النّاس و تفعل في العلاقات الطّيّبة القائمة بينهم فعل النّار في الهشيم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الحرّيّة الأدبية من المروءة إلى الوقاحة - سمير الزواري
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» لماذا أخفى سمير الطرهوني هذه التفاصيل؟
» أنا و أجمل امرأة في العالم " بقلم سمير الوافي "
» تلاسن بين سمير الوافي و صفحة منتديات قفصة على الفايسبوك
» في ذكراه النازفة وعد بلفور ... قصائد بلون الغضب بقلم : سمير عطية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات قفصة :: المنتديات العامة :: منتدى الآداب و العلوم الإنسانية-
انتقل الى: