إنَّ من أعمال القلوب التي تبعَث على الأعمال الصالحةِ
وترغِّب في الدار الآخرة وتزجر عن الأعمال السيئة
وتزهِّد في الدنيا وتكبَح جماحَ النفس العاتية الخوفَ من الله.
فالخوف من الله تعالى سائقٌ للقلب إلى فعل كلِّ خير،
وحاجز له عن كلّ شيء، والرجاء قائدٌ للعبد إلى مرضاةِ الله وثوابه،
وباعِث للهِمَم إلى جليلِ صالح الأعمال، وصارفٌ له عن قبيح الفعال.
والخوف من الله تعالى مانعٌ للنفس عن شهواتها، وزاجرٌ لها عن غيِّها،
ودافع لها إلى ما فيه صلاحُها وفلاحها.
والخوفُ من الله تعالى شعبة من شعَب التوحيد،
يجِب أن يكونَ لربِّ العالمين، وصرفُ الخوفِ لغير الله تعالى
شعبَة من شعَب الشرك بالله تعالى.
وقد أمر الله عزّ وجلّ بالخوف منه، ونهى عن الخوف من غيره،
فقال تعالى:
إِنَّمَا ذَلِكُمْ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِي إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ [آل عمران:175]،
وقال تعالى
"
فَلا تَخْشَوْا النَّاسَ وَاخْشَوْنِي وَلا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلاً [المائدة:44]،
وقال عزّ وجلّ:
وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ [البقرة:40]
فخفوا ربكم يا عباد الله و لا أحد غيره
و تذكروا يوما لا يتفع فيه لا جاه و لا سلطان و لا مال و لا بنون
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ***