لأن الأحلام تزود دموعنا بالكلمات
ليتنا لا نفكر بأبعد من حدود ما نراه، ليتنا لا نتراقص في هذا الفراغ متمنين أن يصلح الزمان أخطاءنا بأقل خسائر ممكنة، ليت هذا الذكاء المتوقد لم يوجد يوما ببعض الإجابات، ليتهم ظلوا بعيدين في بلاد الأحلام، يزورون وحدتنا كل ليلة، في عالم لا يعرف سوى معاني السراب، ليت الواقع لم يشوه ذاك الانسجام اللامعقول، ليت حدود المادة لم تصل لأرض الخيال، ليتك بقيت سيد البئر الذي تسكنه جنة الإنكار والغموض، دون أن تضطر لأن تصعد للاضطراب بإرادتك
حتى الأحلام باتت مطلبا غير عادل، يجب التداول في شرعيته الساذجة، حتى أردوها جوفاء مهترئة، بلا نقاء ولا إحساس يذكر
لأن الأحلام تزود دموعنا بالكلمات، كيف لتلك القلوب الضعيفة أن تقوى على احتمال ما تمر به.كيف باستطاعتنا أن نواصل المسير في ضباب هذه الحياة بعد ما كان، وبعد ما لم يكن. كيف تبقى هذه الدماء صالحة في شراييننا، بعد أن تجمد كل ما حولنا.كيف لا تذوب أرواحنا، حين تضعنا الأقدار في وسط نيران مضادة للاستسلام. كيف يعيش من خلق من النسيان في الماضي السقيم. كيف نسافر تاركين كل ما نريده وراء دموعنا. كيف باستطاعة هذه العيون أن تبصر النور، بعد أن ذرفت كل تلك الدموع، بل كيف نعيش بين أناس مضطرين أن نخفي عنهم أحزاننا، حاملين أصواتنا على أن تصمت، في حين تدفعنا الرغبة أن نصرخ في وجوههم الكاذبة، معلنين أننا على علم بتواطئهم القذر لإنهاء وجود النور من مفرداتتا. لأن حقيقة إخلاصهم كانت إحدى أكاذيبهم، لأنهم ما أضاءوا شموع أعيادنا إلا ليروا أطياف الدموع في أحداقنا. لأنهم يريدون أن يذيقونا (بكل كرم) كل فشل عاشوه
لأنهم بأكاذيبهم يريدون أن يقذفونا بكل حقد في دوامة اختناقهم. يصيبون أيامنا بقصر النظر. يبحثون بعجلة (وحرص) عنا في كل مكان، كي يتجاهلونا. كي يستمروا في إخفاء اللامشاعر التي تسكن عالم لا يروه إلا من وراء الزجاج. كيف نعيش ببلاهتنا، وأحلامنا الغبية وسط هذا الظلام
كيف نحتمل أن نحيا بغياب (حريتنا) كبرى مقومات الحياة، كيف تنام الآلام في جفوننا، ونستقبل صباح الكذب بأكاذيبنا. فما الفرق بيننا، وبين من خانوا حقنا في الوجود؟