مشروع بحر الصحراء ومستقبل السياحة الثقافية

دوز ـ الشروق ـ كتب نورالدين بالطيب
قدّم الدكتور أبوبكر خلوج المدير
العام للمركز الوطني للاتصال الثقافي في اطار الندوة الدولية لكرسي بن علي
لحوار الحضارات والأديان التي ستختتم اليوم الاربعاء في مدينة دوز مداخلة
هامة حول التقرير الذي أعدّه القائد العسكري الفرنسي رودار من أجل حفر بحر
في منطقتي الجريد ونفزاوة لربطهما ببحر قابس وهو نفس القائد الذي مهّد
لمشروع قناة السويس في مصر.
هذه الوثيقة الهامة التي قدّمها الدكتور
خلوج تعتبر من أبرز وأهم الدراسات التي أنجزت في تاريخ المنطقة ورودار قائد
عسكري عاش بين سنتي 1830 و1898 وعرف بحنكته العسكرية وتجربته في تجميع
المعلومات والأخبار خلال تواجده في الجزائر منذ سنة 1872 التي عمل فيها في
مجال اعداد الخرائط والمواقع ذات الابعاد الاستراتيجية تحت رعاية وزير
الحرب الفرنسي.
هذه الدراسة أعدت بتكليف من وزير التعليم العمومي
الفرنسي وقد تطرّق الدكتور خلوج الى صورة الصحراء لدى الرحّالة الفرنسيين
والدور الاستخباراتي الذي قاموا به في المغرب العربي والمشرق العربي قبل
دخول الاستعمار المباشر.
تاريخ
هذه المهمة الاستكشافية بدأت في 13
فيفري سنة 1876 وقد استقبل الجنرال خيرالدين البعثة بنفسه وعزز المجموعة
بمترجم ومستلزمات سفر وأصدر مجموعة من الأوامر لتسهيل عملها وقد وصلت
البعثة عن طريق البحر الى قابس يوم 26 فيفري حيث تم استقبالها في دار الباي
من طرف السلطات والاعيان وشيوخ القبائل.
وبعد الدراسة ينتهي رودار الى
ضرورة انجاز البحر الداخلي وربطه بشط الجريد على مستوى وادي المالح بحفر
قنال حسب خط واضح قدّم فيه خارطة دقيقة وحفر 30 مليون متر مكعب وقدّم
مجموعة من الأسباب التي تشجع على انجاز هذا المشروع من بينها فك العزلة عن
سكان الصحراء ودمجهم في الثقافة البحرية.
ندوة
هذه الندوة الدولية
التي تختتم اليوم بحضور السيد خليل العجيمي وزير السياحة قدّمت فيها مجموعة
من الدراسات الهامة حول النخلة والخيمة في حوار الثقافات والسياحة
والصناعات التقليدية وقد أكد الدكتور محمد حسين فنطر على أهمية تنظيم هذه
الندوة بالتعاون مع المهرجان وبدعم من وزارة السياحة والديوان الوطني
للصناعات التقليدية.
وستصدر اعمال هذه الندوة قريبا في كتاب حتى يكون
على ذمة الباحثين وكانت مؤسسة كرسي بن علي لحوار الحضارات والأديان قد
أصدرت مجموعة من الكتب للندوات السابقة