عبد المجيد
عدد المساهمات : 1467
تاريخ التسجيل : 18/03/2010
 |  موضوع: هل يتجه العراق من الاحتلال إلى التفتيت؟  الجمعة 20 أغسطس 2010 - 14:07 | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]لا شيء يمكن ان يعيد الامل في الحياة لشعب خبر ويلات الاحتلال و مصائبه اكثر من استعادته حريته وحقه في تقرير المصير,فقد اكدت مختلف التجارب التي خاضتها شعوب العالم من اجل الحرية والسيادة ان لا شيء يمكن ان يعادل كرامة الانسان على ارضه وفي وطنه فتلك واحدة
من الحقائق التي لا تقبل المغالطات والمزايدات او المساومات، ومن هذا
المنطلق فان كل التصريحات والتحركات والاصوات والتي ارتفعت محذرة من أي
انسحاب للقوات الامريكية من العراق بدعوى ان من شان هكذا خطوة ان تعيد
البلاد الى متاهات العنف و الفوضى وسفك واستباحة الدماء يجب ان تكون غير
مقبولة وذلك لاكثر من سبب. ولعل سنوات الاحتلال الطويلة الماضية قد اكدت دون شك ان وجود تلك القوات وبتلك الكثافة لم يمنع العراق من السقوط الى الهاوية التي تدفع به اليوم الى مخاطر التقسيم والتفتيت مع انتشار الفوضى ولغة العنف في كل ارجائه وان وجودها لم يقف دون منع الهجمات اليومية التي استهدفت المدنيين في البيوت والجامعات وحتى في المستشفيات ومواقع العبادة اوفي مراكز التجنيد كما
لم يساعد باي حال من الاحوال على وقف التدهور الحاصل في الحياة اليومية
للشعب العراقي بعد ان بات ربع العراقيين تحت خط الفقر بشهادة تقارير الامم
المتحدة التي اكدت ان في العراق خمسة ملايين يتيم دون اعتبار للملايين من
المهجرين والمشردين والارامل حتى باتت بغداد توصف بمدينة الارامل التي
عزت فيها لقمة العيش وافتقرت الماء والكهرباء... اما السبب الاهم والذي من
شانه ان يدعو للتصدي لتلك الاصوات فهو بالتاكيد مرتبط بتلك القناعة
الحاصلة بعد تجربة الاحتلال الفاشلة التي ارتبطت بمشروع الشرق الاوسط
الجديد وخيارات الفوضى الخلاقة.
ان مستقبل ومصير الشعوب وشعب العراق احدها مرتبط بأبناء شعبه ولايمكن باي
حال من الاحوال ان يرتبط بخطة او مشروع يصنع في اروقة البنتاغون لتستورده
فئة من المرتزقة لفرضه على اهل البلاد ومصالح الاحتلال مهما تبدو ايجابية لا يمكن ان تجعل من المستضعفين اولويتها.
والواقع ان عودة العراق الى الخارطة الدولية والعربية ونجاحه في اعادة بناء ما تهدم ومواجهة مختلف التحديات الامنية القائمة و مخاطر التقسيم المتفاقمة انما يستوجب
من العراقيين تجاوز الماضي والاستفادة من دروسه الكثيرة والنظر الى
المستقبل وهو ما لا يمكن ان يتحقق بدون حكومة صادقة و قوية الارادة تجمع
العراقيين ولا تفرق بينهم وتقرب ولا تنفر يكون ولاؤها للمصلحة العراقية العليا اولا و اخيرا.
من المفترض اذن ان يكون العراق على موعد نهاية هذا الشهر مع الحدث الذي يعتقد انه سيستعيد بمقتضاه بلاد الرافدين حريته وسيادته بعد سبع سنوات وخمسة اشهر من الاحتلال الذي يستعد للرحيل غير ماسوف عليه بعد ان استباح حرمة العراق و جعله مختبرا لمختلف انواع الاسلحة المحرمة وحوله الى ساحة مفتوحة للفتن والصراعات الدموية وتصفية الحسابات العرقية التي لا تنتهي.
بل ولاشك ان من تتبع تصريحات المتحدث باسم الجيش الامريكي استر بلوم وهو يؤكد
بالامس ان اخر "القوات قد عبرت الحدود العراقية الى الكويت فجرا "وذلك قبل
اسبوعين من الموعد الذي كان الرئيس الامريكي باراك اوباما حدده سابقا لسحب
قواته من هذا البلد يوشك ان يسلم بان ماساة الشعب العراقي اشرفت على نهايتها .وبرغم التباين والتناقض الصارخ بين خطاب صناع القرارالسياسي الغارق في تفاؤله المفرط بشان مستقبل العراق وبين المشهد الميداني الغارق في دمويته ما يجب ان يدفع العراق الى نحت فصل جديد في تحديد مسيرته بعيدا عن مخططات الاحتلال و مصالحه و لكن دون ان يسقط من ذاكرته الانسانية والتاريخية تلك المسؤولية التي ستظل عالقة بملاحقة ومحاسبة الذين مهدوا وخططوا لحرب غير شرعية على العراق...
آسيا العتروس | |
|
