كنيسة القيامة
الصورة في احتفال رأس السنة حسب لاتقويم الشرقي في كنيسة القيامة أمام القبر المقدس .
هنا رفض عمر بن الخطّاب أن يصلّي - حين كان في ضيافة البطريرك و رعاة الكنيسة - حتّى يحمي الكنيسة من أن يحوّلها من يأتي بعد وفاته إلى مسجد .
حسب فكتور سحّاب - وباختصار - فقد تعرّض المسيحيون العرب إلى ثلاثة مراحل من الاضطها عبر تاريخهم
1 - الاضطهاد البيزنطي
حيث عملت الامبراطورية البيزنطية على قتل جميع المذاهب المسيحية المخالفة للمذهب الرسمي , و تركّز الصراع في الشرق في إطار دموي مورس على المسيحيين السوريين و المصريين و " في مجزرة بيزنطية واحدة قتلت الدولة في مصر مائتي ألف قبطي من أنصار الطبيعة الواحدة ( اليعاقبة ) , و عندما فتح العرب مصر كان الإكليروس القبطي مختبئا برمّته في الصحارى هربا من التصفية "
" ولم يتوقّف اضطهاد المسيحيين العرب .... إلّا عند ظهور الإسلام على البلاد " .
2 - الدولة الصليبية
" إن الغزو الصليبي الأوروبي، أوقع المسيحيين العرب في حرج شديد، ألطف ما يقال فيه إنه خيَّرهم بين الوقوف مع بني دينهم والوقوف مع بني قومهم، ويبدو أن المسيحيين العرب في معظمهم اختاروا الحل الثاني، فكان المسعى الصليبي وبالا على المسيحية العربية، من حيث ظن أو صور أنه دفاع عنهم ..... و لا يعني هذا أنّ أعوان الصليبيين في سورية كانوا من المسيحيين فقط بل كان منهم مسلمون أيضا , و لكنّ الوبال كان على المسيحية وحدها "
3 - عصر السيطرة الأوروبية
حيث إنّ القوافل الاستعمارية الغربية إضافة إلى من قتلت من المقاومين المسيحيين لوجودها فقد ساهمت في إشعال فتيل الحروب الأهلية الأمر الذي أدى غلى آلاف القتلي من المسيحيين و المسلمين و الطوائف الأخرى .
و ينقل بالنسبة لفكرة " الجزية " عن الأستاذ "إدمون ربّاط " :
" من الممكن، وبدون مبالغة، القول بأن الفكرة التي أدت إلى إنتاج هذه السياسة الإنسانية (الليبرالية) إذا جاز استعمال هذا الاصطلاح العصري، إنما كانت ابتكاراً عبقرياً، ذلك لأنه للمرة الأولى في التاريخ انطلقت دولة هي دينية في مبدئها، ودينية في سبب وجودها، ودينية في هدفها ألا وهو نشر الإسلام من طريق الجهاد بأشكاله المختلفة، من عسكرية ومثلية وتبشيرية، إلى الإقرار في الوقت ذاته بأن من حق الشعوب الخاضعة لسلطانهم أن تحافظ على معتقداتها وتقاليدها وتراث حياتها، وذلك في زمن كان يقضي المبدأ السائد فيه بإكراه الرعايا على اعتناق دين ملوكهم "
و يعلّق سحّاب على ذلك بقوله :
" لا شك في أن المسيحيين المخضرمين، الذين عاصروا الفتح الإسلامي، هم أكثر من لمس الأمر بوضوح، إذ انتقلوا فجأة من سلطان دولة كانت تضطدهم اضطهاداً وصفه بعض المؤرخين العصريين في أوروبا بأنه لا يُشبَّه حتى بأعمال البهائم.. إلى سلطان دولة حافظت لهم على أديارهم وبيعهم "
و يقول سحّاب " ن الغرب هو الذي توسل إلى مصالحه بحماية المسيحيين العرب، وجعلهم في كثير من الأحيان يدفعون من دمهم ثمن تحويلهم إلى ترس يختبىء من ورائه .....وأثبت التاريخ للمسيحيين العرب أن الغرب يسوقهم إلى الهلاك، وأن التعريب أكثر مدعاة إلى اطمئنانهم إلى مصيرهم "
.....
ملاحظة
1 - فيكتور سحّاب هو باحث مسيحي لبناني , يحمل دكتوراه في التاريخ العربي قبل الإسلام و هو نائب رئيس مجلس الموسيقى الدولي في اليونسكو , و له أكثر من عشرين كتابا في تاريخ أديان الشرق و الموسيقى الشرقية .
2 - هذا جزء يجمل فكرة الكتاب - إذ لا يمكن عرضه كاملا - , و هذا الرابط لمن أراد قراءته
http://www.4shared.com/document/-Ofx_Y9Q/___.html