[كتب ماهر حسن ٢٣/ ١/ ٢٠١٠
«هذه الحسناء غزة فى مآتمها تدور.. ما بين جوعى فى الخيام وبين عطشى فى القبور.. ومعذب يقتات من دمه ويعتصر الجذور.. صور من الإذلال فاغضب أيها الشعب الأسير.. فسياطهم كتبت مصائرنا على تلك الظهور».. هذه بعض من أبيات الشاعر الفلسطينى ابن غزة معين بسيسو، وبهذه الأبيات التى يتجدد معناها وصف حال غزة المحاصرة.
معين بسيسو كان الأمين العام للحزب الشيوعى الفلسطينى فى قطاع غزة.. ولد فيه وتلقى علومه فى مدارسه، وفيه بدأ أولى خطواته النضالية ومع شعب غزة المقاوم والمحاصر خرج محتجاً على مشروع التوطين فى خمسينيات القرن الماضى، وقاد المظاهرات الشعبية وهتف مع الناس: «لا توطين ولا إسكان يا عملاء الأمريكان»، ومعين من مواليد ١٩٢٦ وعاش فى مصر،
حيث خاض تجربة المسرح الشعرى، وأنهى علومه الابتدائية والثانوية فى غزة عام ١٩٤٨، وبدأ النشر فى مجلة «الحرية» اليافاوية ونشر فيها أولى قصائده عام ١٩٤٦ والتحق سنة ١٩٤٨ بالجامعة الأمريكية بالقاهرة،
وتخرج عام ١٩٥٢ فى قسم الصحافة وعمل فى الصحافة والتدريس، وفى ٢٧ يناير ١٩٥٢ نشر ديوانه الأول «المعركة»، وتعرض فى مصر للاعتقال مرتين الأولى من ١٩٥٥ إلى ١٩٥٧ والثانية من ١٩٥٩ إلى ١٩٦٣،
وفى عام ١٩٨٨ عندما توحد الشيوعيون الفلسطينيون فى حزبهم الموحد، أعلن بسيسو ذلك من على منبر المجلس الوطنى الفلسطينى الذى عقد بالجزائر حينها، وظل معين عضواً باللجنة المركزية للحزب حتى وفاته، ومن أعمال بسيسو «المسافر، والأردن على الصليب وقصائد مصرية وفلسطين فى القلب ومارد من السنابل والأشجار تموت واقفة وكراسة فلسطين والقصيدة وآخر القراصنة من العصافير، وحينما تمطر الأحجار»،
هذا غير أعمال شعرية درامية للتليفزيون، ومن أعماله المسرحية: مأساة جيفارا وثورة الزنج وشمشون ودليلة والصخرة، والعصافير تبنى أعشاشها بين الأصابع..
ومن أعماله النثرية: مات الجبل، عاش الجبل ودفاعاً عن البطل والبلدوزر، مقالات ودفاتر فلسطينية، مذكرات وكتاب الأرض، رحلات وأدب القفز بالمظلات، وطن فى القلب، يوميات غزة، غزة مقاومة دائماً. حصل بسيسو على جائزة اللوتس العالمية وكان نائب رئيس تحرير مجلة «اللوتس» التى يصدرها اتحاد كتاب آسيا وأفريقيا،
كما حصل على أعلى وسام فلسطينى (درع الثورة).. وقد توفى إثر نوبة قلبية حادة فى أحد فنادق مدينة لندن فى مثل هذا اليوم ٢٣ يناير ١٩٨٤.
[size=24][/size]