الحكومة العراقية الجديدة ستفشل مهما كانت تركيبتها
طهران أصبحت اللاعب الأول في العراق وليس واشنطن..
قلل ممثل المجموعتين العربية والإسلامية سابقا في بروكسيل ونيويورك وبغداد السفير المغربي المختار لماني من أهمية «التحركات السياسية والأمنية والعسكرية الأمريكية التي تهدف إلى تدارك أخطاء الإدارة الأمريكية السابقة في العراق وأفغانستان..ما لم تقترن تلك التحركات بعدة شروط من بينها المصالحة الوطنية العراقية العراقية..ومراجعة جذرية لتلك الأخطاء ومن أبرزها الفصل غير المبرر بين المواطنين العراقيين حسب أصولهم العرقية والدينية والمذهبية.. بين شيعة وسنة..عرب وأكراد ..مسلمين ومسيحيين وصابئة..مما حول العاصمة التاريخية والرمزية للعراق وكامل المنطقة العربية والاسلامية إلى « كانتونات «..ومناطق « متنافرة اصطناعيا «..معزولة بحواجز عملاقة وأسوار عالية لا مبرر لها أهدرت مليارات في سبيل إنجازها..بعد أن فشلت جل المخططات الامنية السابقة للقوات الامريكية والعراقية ..»
أخطاء الإدارة الامريكية في العراق ؟
لكن حتى متى يقع تفسير كل ما يشهد العراق من قلاقل واقتتال وأعمال عنف وارهاب بـ» المؤامرة الخارجية « واخطاء الادراة الامريكية ؟
ألم يحن وقت الاعتراف بخطورة الاخطاء الداخلية وهول الجرائم التي تورطت فيها ميليشيات ومؤسسات عراقية وعربية وايرانية..والتي تسببت في سقوط عشرات الاف القتلى والجرحى غالبيتهم الساحقة من بين المدنيين العراقيين العزل ؟
مبعوث الجامعة العربية السابق في العراق أقر في حديثه للصباح بـ» تداخل المعطيات والعوامل التي تفسر هول معاناة الشعب العراقي منذ عقود وخاصة منذ سقوط بغداد في أفريل 2003 وتنصيب قيادة عسكرية وسياسية أمريكية لتعويض نظام صدام حسين ..»
تراجع دور واشنطن لصالح طهران
في نفس السياق اعتبر السفير المختار لماني أن « سلسلة أخطاء الادارة الامريكية في عهد بوش ـ ومن أبرزها تفكيك الجيش النظامي العراقي ـ ساعد على احداث فراغ استغلته عدة جهات سياسية وامنية وميليشيات عراقية وأخرى من بلدان الجوار..من بينها تنظيم «القاعدة» قاعدة العراق» و قاعدة بلاد الرافدين ..وميليشيات مسلحة متشعبة تتحكم أطراف عديدة فيها..) فكانت النتيجة درامية..واستفحلت الخلافات العراقية العراقية..وتراجعت فرص المصالحة بعد نشوب أعمال عنف ذات صبغة طائفية تتنافى مع خيار التعايش التاريخي الذي شهده العراق طوال قرون..كما تضررت الادراة الامريكة ذاتها من فشل « النموذج الديمقراطي « الذي حاولت الترويج له عربيا واسلاميا ودوليا بعد أن فشلت في البرهنة على امتلاك نظام صدام حسين لأسلحة دمار شامل..ثم دفعت الخزينة الامريكية مليارات في حرب وردود فعل أمنية غير ناجعة ولا مبرر لها في نظر تيار عريض من الشعب الامريكي الذي صوت لاحقا لفائدة أوباما ..أي ضد ماكاين والجمهوريين..والحصيلة أن أصبح السفير الإيراني في بغداد (والسلطات التي وراءه في طهران) قبلة كل الأطراف السياسية العراقية بما فيها علاوي والزعماء السنة..خلال جهود تشكيل الحكومة القادمة..بينما كانت الاسشارات تتم بعد انتخابات 2005 في مكتب السفير الامريكي ببغداد خليل زادة وفي « المنطقة الخضراء «..حيث قادة القوات الامريكية..وبلغة أخرى اصبحت ايران اللاعب السياسي الاول في العراق (مع جل الفصائل الشيعية والكردية والسنية) وليست الولايات المتحدة..رغم الحضور العسكري القوي لامريكا في المنطقة
الحكومة العراقية الجديدة
وماهي حظوظ عودة الامن والاستقرار والتنمية في العراق بعد تشكيل الحكومة الجديدة حسب ميزان القوى في البرلمان الجديد ؟
المبعوث السابق للجامعة العربية في العراق اعتبر أن « معالجة مشاكل العراق لا يبدأ بتنظيم انتخابات ديمقراطية وشفافة ..وقد قلت هذا مرارا لمستشاري بوش وباراكا أوباما ولأعضاء في الكنغرس الامريكي.. وبينهم وزير الخارجية الامريكي الاسبق جيمس بيكر ورفيقه هاملتون لما التقيتهما ببغداد اثناء اعداد تقريريهما الشهير ..لأن المصالحة الوطنية بين كل الاطراف العراقية ـ بما فيها تلك التي عملت مع النظام العراقي السابق أي البعثيين ـ لا بد أن تسبق أي جهد حقيقي لاحلال الامن الشامل والاستقرار الكامل وهما من شروط تنظيم أية عملية انتخابات ديمقراطية وتعددية..تنظم بين مخاطر التفجيرات والهجمات الارهابية والاغتيالات للمرشحين ولحلفائهم ..واذا لم يتوفر شرطا المصالحة الوطنية والاستقرار الامني فلن تنجح اية حكومة عراقية سواء كانت بقيادة المالكي او علاوي او غيرهما..»