جمال عرفاوي من تونس لمغاربية — 14/08/09
اندلع جدل حاد في تونس حول دعوة لإعادة إجازة تعدد الزوجات كحل
إسلامي للمشاكل الاجتماعية مثل العلاقات خارج نطاق الزواج والعنوسة
التعيسة.
تؤيد دلندة صحبي، التي وجهت نداءها يوم الثلاثاء 11 غشت خلال ندوة حول مكاسب المرأة التونسية تعدد
الزوجات بسبب "ارتفاع عدد العوانس وتزايد الانحلال الأخلاقي والليبرالية
المفرطة التي تسمح بإقامة علاقات خارج الزواج".
وقالت صبحي وهي متزوجة "علينا إجازة تعدد الزوجات لأننا لسنا أفضل
حالا من بقية الدول العربية. والأكثر من هذا كله فإن الدين الإسلامي أجاز
ذلك ولنا في الرسول محمد صلى الله عليه وسلم أسوة في ذلك".
ويذكر أن تونس حظرت تعدد الزوجات بموجب مجلة
الأحوال الشخصية . ففي عام 1957
أصبح تعدد الزوجات جريمة يخضع لعقوبات سجن قد تصل إلى ستة أشهر.
فكرة صحبي لقيت انتقاد عدد من المشاركين الآخرين في المنتدى خلال
الندوة التي عقدها الحزب الاجتماعي التحرري بمناسبة اليوم الوطني للمرأة 13 غشت من أجل مناقشة مكتسبات
المرأة التونسية منذ اعتماد مجلة الأحوال الشخصية.
وقالت روضة السايبي عضوة المكتب السياسي بالحزب إن "هذه الدعوة
اليتيمة لم تلق أي مساندة من المشاركات في الندوة بل إنها لقيت معارضة من
قبل العديد من النساء اللواتي تمسكن بما جاء في مجلة الأحوال الشخصية التي
تفاخر بها نساء تونس".
نسرين المشاركة في الندوة عارضت الفكرة مؤكدة بشيء من التهكم "وهل
الرجل في تونس قادر على إيفاء واجباته تجاه امراة واحدة حتى يتزوج بثانية
وثالثة؟"
وبالنسبة لخديجة، امرأة عازبة في الخمسينيات من عمرها، فهي تفضل
العنوسة وقالت "أنا أفضل أن أكون عزباء طوال حياتي على أن أكون زوجة
ثانية".
من جهته قال الإعلامي مختار التليلي الذي شارك في الندوة أن رفض
تعدد الزوجات في تونس كان ساري المفعول حتى قبل صدور مجلة الأحوال الشخصية.
لكن مع الصحوة الدينية القوية في تونس طُرح الأمر للجدل من جديد.
وقال التليلي "تتحول المرأة كأداة لمعركة ظاهرها ديني وباطنها
سياسي"، مضيفا أن "الكثير من التونسيين تستهويهم هذه الفكرة لأسباب غريزية
وحيوانية ولكنهم لا يجرؤون على الاصداع بها".
وفي خارج المنتدى، اختلفت الاراء في الشارع بين مناصر للفكرة
ورافض لها بشكل قطعي.
رمزي البدوي قال "في آخر الأمر فإن تعدد الزوجات جائز شرعا وحلال
ومشروع ولكن بشرط الاستطاعة والعدل."
وقال "لكن بسبب وجود عقوبة تعدد الزوجات، فإن الوضع يصبح أكثر
سوءا وتعقيدا" وأضاف "هنالك حالات انسانية تفرض على الزوج أن يتزوج بامراة
أخرى قصد الانجاب مثلا نتيجة عقم زوجته الأولى".
ويختم البدوي أنه "حرام شرعا وغير عادل أن يطلق ويهمل الزوجة
الأولى بعد عشرة عمر طويلة حتى يتزوج بثانية".
سميرة اللواتي، وهي في الثلاثينات من عمرها، هاجمت مجلة الأحوال
الشخصية برمتها وقالت إنها لم تكن رغبة المراة التونسية بل على العكس كانت
رغبة بورقيبة الرئيس السابق
بالنسبة لها، فإن المجلة ساعدت على انتشار الانحلال وزيادة عدد حالات
الطلاق في تونس. وكشفت دراسة حكومية أن عدد حالات الطلاق في تونس بلغ رقما
قياسيا سنة 2008 بوصولها إلى 9,127 حالة، مقابل 16,000 حالة زواج. ومن بين الأسباب الرئيسية للطلاق العنف
الأسري وتباعد المستوى الثقافي والاجتماعي. وهناك أسباب أخرى بنسبة
أقل وهي العقم والإعاقة وفقدان العذرية قبل الزواج والخيانة وقلة الثقة
والغيرة.
وقالت اللواتي "أتمنى لو تحذف القوانين غير الإسلامية التي تمنع
تعدد الزوجات في تونس حتى تقيد انجراف المرأة نحو تحرر متعجرف لا يحترم لا
الزوج ولا الأصول. تمنيته أن يبقى سيفا مسلطا عليهن".
وأضافت اللواتي "أنا لا أبتدع شيئا من عندي، فديننا الإسلامي أقر
ذلك ولا جدال فيه".
ولكن أحلام بوشوال، عازبة، تساءلت عن سجل التعدد في حل المشاكل
الاجتماعية في العالم العربي "هل أنهى تعدد الزوجات في بلدان الخليج قضية
الفساد والعنوسة؟"