نعوت كثيرة يلصقونها بنا نحن معشر العرب ....يمطروننا في خطبهم وجلساتهم وحواراتهم بشتى عبارات التهجم والثلب .... يتحدثون في أفلامهم وبرامجهم عن "راكب البعير" الذي يشق الصحراء تائها ... لا يعرف أين المسير ....
باختصار شديد وبلا فلسفة وتنظير ... وصل بهم جنون التحقير إلى وصفنا بالرعاة ... العاجزين عن ملاحقة قطار تطوّرهم الذي لا يتوقف في المحطات .... لكن ملفات التاريخ التي يتجاهلونها عن سوء نيّة وقصد ...تخفي في طياتها ما يثبت أن العرب هم صناع ما يتشدقون به اليوم من رفعة ومجد ... ولا فائدة في تقديم الأدلة واستحضار مناقبنا القديمة طالما أمامنا اليوم دليل صارخ على خصالنا الجسيمة .... هذه الحقيقة سطعت في إفريقيا الجنوبية بعد أن انسحبت فرنسا من أرفع تظاهرة كروية عالمية .... و إذا عرف السبب بطل العجب ... فلا بد من الاعتراف بأن ما حدث لفرنسا في المونديال من أهم أسبابه تعمّد تغييب العرب ... فالسيد "دومينيك" وبتصرّفه العنصري الركيك ...أطاح بهيبة المنتخب الفرنسي و "نتّف" ريش الديك ... تعمّد بكل صلف وغرور إبعاد "بن عرفة " وبن زيمة" و "النصري" ... فالتحق بركب المغادرين "على بكري" ... ضرب بعرض الحائط ما تلا قراره من اعتراض واحتجاجات .... بل وصرّح أنه ليس في حاجة إلى ما سيقدمه هذا "الثالوث العربي" من خدمات ... استبدّ ... علا ... طغى... استنطح واستكبر .... وغاب عنه أن"اللعبة" تحسم فقط داخل المستطيل الأخضر ... وإن كان السيد دومينيك ناسيا فذكّروه .. أنه عام 1998لم تكن فرنسا لتتوّج وتكسب الرهان ...لو لم تأت الأهداف من أقدام العربي "زيدان"
ليليا التميمي