منتديات قفصة
التسجيل يمكّنك من دخول كافة الأقسام و المساهمة فيها، و يتم تفعيل عضويتك بالعودة الي بريدك الإلكتروني والضغط على رابط التفعيل
منتديات قفصة
التسجيل يمكّنك من دخول كافة الأقسام و المساهمة فيها، و يتم تفعيل عضويتك بالعودة الي بريدك الإلكتروني والضغط على رابط التفعيل
منتديات قفصة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الفتاوى المثيرة للجدل

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد المجيد

عبد المجيد


عدد المساهمات : 1467
تاريخ التسجيل : 18/03/2010

الفتاوى المثيرة للجدل Empty
مُساهمةموضوع: الفتاوى المثيرة للجدل   الفتاوى المثيرة للجدل Icon_minitimeالأربعاء 2 يونيو 2010 - 12:43

محمود الذوادي *

لاشك أن عنوان هذا المقال مثيرلخاصة الناس وعامتهم، إذ هم ينظرون إلى العلوم الصحيحة كالطب والبيولوجيا والفيزيولوجيا باعتبارها علوما حقيقية بينما لايعتبرون الأمركذلك بالنسبة إلى العلوم الإجتماعية
كعلم الإجتماع والنفس والسياسة . ومن ثم، يسمي الناطقون باللغة الإنكليزية العلوم الصحيحة العلوم الصلبة والعلوم الإجتماعية بالعلوم الرخوة.
نحاجج هنا بأ ن العلوم الإجتماعية ذات مصداقية محترمة بحيث
تستطيع أن تتحدى في التفسير العلوم الصلبة في عقر دارها : أي في تفسير ظواهر بيولوجية وفيزيولوجية مثل لماذا يعجزالأطفال عن المشي المبكر كصغارالحيوانات ؟
فالأغلبية الساحقة من قراء هذا المقال ومن الناس جميعا لاتكاد تثيرذلك السؤال ناهيك عن الإجابة عليه. فهو سؤال غريب ومحير لمعظم هؤلاء.
وللإجابة عليه بمنظورالعلوم الإجتماعية نتبع خطوات منهجية بسيطة:
أولا: لا يقدر الأطفال عموما على المشي إلا قبل أوبعد احتفالهم بالذكرى الأولى لميلادهم بقليل بينما تمشي صغارالحيوانات عند الولادة أوبعدها بساعات أو أيام قليلة فقط. فهذه الملاحظة البسيطة والمحيرة في نفس الوقت تبدولمعظم الناس أمرا ساذجا أوفلسفيا. وفي الواقع، فلقد وجدت شخصيا أن طرح هذا السؤال على الأطباء وعلماء علم الحياة/البيولوجيا طالما يكون محرجا لهم بسبب عدم امتلاكهم لمعرفة حقيقية حول الموضوع. إذ إن
زادهم العلمي الذي يتعلمونه في دراساتهم الجامعية وما بعد الجامعية يحرمهم في الغالب من النظرإلى الإنسان على أنه ي الصميم كائن ثقافي [اللغة المكتوبة والمنطوقة والفكروالدين والمعرفة/العلم والأساطيروالقيم والمعاييرالثقافية = الرموزالثقافية] إلى جانب كونه كائنا بيولوجيا وفيزيولوجيا. فهم يقتصرون على دراسته كمجرد كائن يتكون فقط من عناصربيولوجية وفيزيولوجية. ونتيجة لهذا، فإن من يحاول منهم تقديم إجابات على السؤال المطروح فإنه طالما يدلي بتفسيرات بيولوجية و فيزيولوجية ضعيفة المصداقية العلمية بالنسبة لذلك السؤال المثير والمحير
.
ثا نيا: يفيد التحليل لطبيعة الناس أن ما سميناه أعلاه بالرموز الثقافية هي سمات خاصة أيضا بالجنس البشري. ورغم ذلك، فالعلوم المسماة الصحيحة لاتكاد تعطي أية أهمية إلى الرموزالثقافية في دراستها للإنسان. وهو موقف ليس بالسليم موضوعيا وعلميا. إذ أن دور الرموزالثقافية في تشكيل هوية الإنسان وطبيعته دور حا سم وشامل يؤثرحتى في تأخيرعملية المشي لدى الأطفال.
2ـ هل من علاقة بين السمات التي ينفرد بها الإنسان ؟
ولفهم وتفسير دورمنظومة الرموز الثقافية في تأخيرالقدرة على المشي مبكرا لدى الأطفال، نطرح سؤالين مشروعيين 1 - هل التأخرفي المشي سمة ينفرد بها أطفال البشرفقط؟ 2ـ وهل ينفرد هؤلاء الأطفال أيضا بسمة أو سمات أخرى ،ومن ثم البشربصفة عامة ؟ تجيب الملاحظة الميدانية على السؤال الأول بنعم و يفيد التحليل لطبيعة بني البشرأن ما سميناه الرموزالثقافية هي سمات خا صة با لجنس البشري. ومن هنا، تأتي مشروعية الفرضية: هل من علاقة بين 1 ـ التأخرفي المشي و 2 ـ منظومة الرموزالثقافية ؟ يتطلب التحقق من صدقية أوبطلان العلاقة بين 1 و2 في هذه الفرضية دراسة دورالرموزالثقافية في تشكيل هوية الإنسان. إن بطء النموالجسدي البشري ومن ثم تأخرالقدرة على لمشي المبكرعند الأطفال يمكن تفسيرهما بسبب أن عملية النموالشامل/الكلي عند بني البشرتتكون من جبهتين: أـ الجبهة الجسدية وب ـ جبهة الرموزالثقافية. وفي المقابل، فإن النموالجسمي الكلي لدى الحيوانات يقتصر أساسا على الجانب الجسدي الأمرالذي يجعل عملية النموالجسمي الحيواني عملية سريعة تمكن صغارالحيوانات من المشي المبكرجدا.ويرجع هذا الفرق ـ تبعا للفرضية المطروحة ـ إلى غياب منظومة الرموزالثقافية في عالم الحيوانات. أي أن نموكل جبهة من الجبهتين عند الأطفال يعمل بطريقة ما على تأخيرسرعة عملية النموبالنسبة للجبهة الأخرى. والنتيجة لكل ذلك تأخرملحوظ في نموالجبهتين لدى الإنسان كما يشهد على ذلك عجزالأطفال عن المشي مبكرا كصغارالحيوانات وتمتعهم بالبلوغ الجنسي إلا بعد سن العاشرة وكسبهم لرهان النضج الفكري والمعرفي إلا عد تجاوزهم لربع قرن من العمر. 3ـ التأثيرالشامل للرموزالثقافية يتصف تأثيرالرموزالثقافية على حياة البشربالشمولية الواسعة إلى درجة أنه يجوز القول إن الإنسان وحده كائن رموزي ثقافي بالطبع. تستند هذه المقولة على ملاحظات رئيسية حول خمسة معالم ينفرد بها الجنس البشري عن سواه من الأجناس لحية الأخرى : 1 - يتصف النمو الجسمي لأفراد الجنس البشري ببطء شديد مقارنة بسرعة النمو الجسدي الذي نجده عند بقية الكائنات، كما بينا. 2 - يتمتع أفراد الجنس البشري عموما بأمد حياة (سن) أطول من عمرالكثير من أفراد الأجناس الأخرى . 3 - ينفرد الجنس البشري بلعب دور السيادة في هذا العالم بدون منافسة حقيقية له من طرف باقي الأجناس الأخرى. 4 - وكما ذ كرنا من قبل ، يتميّز الجنس البشري بطريقة فا صلة و حاسمة عن الأجناس الأخرى بمنظومة ما أ طلقنا عليه مصطلح الرموز الثقافية : اللغة، الفكر ، الدين ، المعرفة/العلم، القوانين، الأساطير، القيم والمعايير الثقافية... 5 - يختص أفراد الجنس البشري بهوية مزدوجة تتكوّن من الجانب الجسدي والجانب الرموزي الثقافي (المشار إليه أعلاه في 4 )، بينما تتصف هوية الكائنات الأخرى ببعد واحد يتمثل أساسا في الجانب الجسمي. إن التسا ؤل المشروع الآن هو : هل من علاقة بين تلك المعالم الخمسة المميّزة للإنسان، من جهة؟ وهل تستطيع تلك العلاقات أن تبرهن أن الإنسان هو كائن ثقافي بالطبع، من جهة ثانية؟ أولا : هناك علاقة مباشرة بين المعلمين 1 و 2 . إذ أن النمو الجسمي البطيء عند أفراد الجنس البشري يؤدي بالضرورة إلى حاجتهم إلى معدل سن أطول يمكنهم من تحقيق مراحل النمو والنضج المختلفة والمتعددة المستويات. فالعلاقة بين الاثنين تغلب عليها،إذن، صفة العلاقة السببية. ثا نيا : أما الهوية المزدوجة التي يتصف ويتميزبها الإنسان فإنها أيضا يغلب عليها نوع العلاقة المباشرة بين العنصر الجسدي (المعلم 1) للإنسان والعنصر الرموزي الثقافي (المعلم 4). ثا لثا : عند البحث عن علاقة سيادة الجنس البشري بالمعالم الأربعة الأخرى، فإن المعلمين 1 و 2 لا يؤهلانه، على مستوى القوة المادية، لكسب رهان السيادة على بقية الأجناس الحية، إذ الإنسان أضعف جسديا من العديد من الكائنات الأخرى. ومن ثم يمكن الاستنتاج بأن سيادة الجنس البشري ذات علاقة قوية ومباشرة بالمعلمين 5 و 4 : الهوية المزدوجة والرموز الثقافية . والعنصر المشترك بين هذين المعلمين هو منظومة الرموز الثقافية . و هكذ ا يتجلى الدور المركزي والحاسم لمنظومة الرموز الثقافية في تمكين الإنسان وحده من السيادة في هذا العالم. را بعا : وكما شرحنا ، فالرموز الثقافية تسمح أيضا بتفسير المعلمين 1 و 2. 4 ـ قصورالعلوم الصحيحة فإهمال علمي الحياة والتشريح العصريين ومنهما علم الطب الأخذ بعين الإعتبارعناصرالرموزالثقافية في دراسة الإنسان لايقتصرفقط على النموالبطيء لدى هذا الأخيرالأمرالذي جعل الأطفال غيرقادرين على المشي المبكر كصغارالحيوانات. وإنما يتجلى ذلك الإهمال أيضا في دراسة المختصين في تلك العلوم للمخ البشري. فهم يدرسون ذلك المخ كمجرد عضوبيولوجي فيزيولوجي نورولوجي بينما تقرالعلوم الإجتماعية الحديثة أن المخ البشري هومركزالرموزالثقافية. أي أنهم يدرسون المخ البشري بدون إعطاء إهتمام يذكر لوجود الرموز الثقافية التي تحتل مكانا مركزيا في هوية الإنسان وتلعب دورا بارزا في تمكين الإنسان وحده من السلطة والهيمنة على بقية الأجناس الأخرى على وجه الأرض، كما رأينا. وفي مقابل موقف تلك العلوم المسماة بالصحيحة، فإن العلوم الإجتماعية وفي طليعتها علوم الإنثربولوجيا والإجتماع والنفس المعرفي Cognitive Psychology تعطي أهمية كبرى إلى دورالرموزالثقافية في التأثيرعلى سلوكات الناس وحتى هندسة بنيتهم الجسدية. ومن ثم، يجوزالقول بأن العلوم المسماة بالصحيحة هي في الواقع ليست صحيحة. إذ هي تدرس الإنسان وكأنه خال بالكامل من الرموزالثقافية ذات المكانة المركزية في هوية الإنسان. وهكذا يتضح أن الرؤية القاصرة والضيقة للإنسان من طرف هذه العلوم تعيق بالفعل كسب رهان فهم كامل وموضوعي لطبيعة الإنسان. يدعومنظورالعلوم الإجتماعية إلى وضع حد للنظرة الدونية التي تتعرض لها تلك العلوم في المجتمعات النامية على الخصوص. فالأمريتطلب إصلاح منظورنا إلى قيمتها. ومن هنا، يصبح واجبا استعمال منهجية معرفية/علمية تجمع بين رؤى العديد من العلوم والتخصصات Interdisciplinarity كبديل ضروري وحكيم لمسيرة العلوم الصحيحة والإجتماعية الحديثة على حد سواء من أجل الظفربالفهم والتفسير الأفضل لما يسعى الباحثون والعلماء إلى دراسته.
* عالم إجتماع تونسي

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الفتاوى المثيرة للجدل
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» "منتخب الساجدين" يشعل حرباً بين الفتاوى الشرعية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات قفصة :: المنتديات العامة :: مطالعات في الصحافة العربية و العالمية-
انتقل الى: