صيني الأصل أصبح قائد البحرية الاسرائيلية
بطل فضيحة "ملهى غوغو" قاد الهجوم على سفن المساعدات
لندن- كمال قبيسي
الرجل الذي قاد الهجوم فجر أمس على سفن المساعدات وهي مبحرة في المياه
الدولية نحو غزة هو قائد ورئيس مخابرات البحرية الاسرائيلية، الأدميرال
اليعازار تشي ماروم، الصيني الأصل شكلا وعقلية والمعروف بصاحب فضيحة "ملهى
غو غو" الشهير في أوائل العام الماضي بتل أبيب.
يكتبون عن ماروم، وهو متزوج من أورا ماروم وأب منها لثلاثة أبناء وأبصر
النور في بلدة بالشمال الاسرائيلي قبل 55 سنة، بأنه من النوع الصامت ولا
تعرف يسراه ما تفعل يمناه. مع ذلك استطاعوا ضبطه بالجرم المشهود في مارس
(آذار) 2009 وهو يدخل ويخرج من بعدها من الملهى الليلي في تل أبيب متعتعا
بالسكر الشديد، وأصبحت قصته على كل لسان.
في اليوم التالي أنكر ماروم بشدة أنه كان في "غو غو" لتمضية سهرة ليليلة
حمراء، وقال: "دخلته فقط لألقي السلام على صديق كان هناك ثم خرجت بعد
دقائق" لكن أحد الحضور في ملهى التعرية وتوابعها التقط لماروم لقطات
بكاميرا هاتفه النقال من دون أن يدري، ثم قام ببثها على فيديو في اليوم
التالي بموقع "يوتيوب" للفيديوات، فأقر ماروم واعترف واعتذر عما هو ممنوع
على العسكريين، وعما كاد أن يخسر بسببه منصب قائد البحرية الذي تم تعيينه
فيه بأغسطس (آب) 2007 خلفا لمن استقال وقتها بسبب الحرب الاسرائيلية مع حزب
الله في لبنان منذ 4 سنوات.
وماروم، الموصوف أيضا بأنه متهور ومحتسي خمور ممتاز وخبير بالنبيذ وما
شابه، ليس عسكريا تماما، بل جاء من خلفية مدنية الى الجيش، فهو حاصل على
ماجستير بالعلوم الاجتماعية من جامعة حيفا، وعلى ثانية بادارة الأعمال من
جامعة هارفارد الشهيرة في الولايات المتحدة، ومن بعدها دخل السلك العسكري
منخرطا ضمن دورة في البحرية للمحترفين في 1975 حيث برز بسرعة "ربما لأنه
مختلف شكلا عن سواه وأراد أن يثبت مقدرته بالتفوق على الآخرين، فكان له ما
أراد" وفق ما كتب عنه صحيفة "يديعوت أحرونوت" الاسرائيلية.
كتبوا عنه أيضا أنه من النوع اللامبالي بالعواقب، لكنهم وصفوه بأنه ثعلب
محترف بالانقضاض، وبرز ذلك واضحا حين قاد عملية السيطرة على سفينة الأسلحة
"كارين إيه" في مطلع 2002 بعملية خاطفة أطلق هو نفسه عليها اسم "عملية
سفينة نوح" حيث قاد بحارة اسرائيليين في البحر الأحمر وحملهم ليلا الى حين
وصوله عند نقطة تبعد 500 كلم عن ميناء ايلات الاسرائيلي، وهناك انقض على
"كارين ايه" مسيطرا بدقائق على السفينة التي كثرت الروايات حولها في ذلك
الوقت وعمن كان يقف وراءها وما كان عليها من أسلحة والى أين كانت وجهتها
النهائية.
ولماروم الموصوف أيضا بأنه صاحب عقلية مقامرة ومغامرة، شجرة عائلة معقدة
الأصول، فأبوه كان صينيا ولد في ألمانيا وعاش كلاجيء فيها زمن الحرب
العالمية الثانية، وجدته من أمه كانت يهودية روسية المولد وهاجرت الى
الصين. أما جده لأمه فكان صينيا اعتنق اليهودية حين تعرف بجدته في الصين،
فتزوجا وهاجر من بعدها ابن لهما الى اسرائيل، فتزوج فيها من اسرائيلية
أصولها آسيوية، لكن هويتها غير معروفة تماما، ومن رحمها خرج ماروم مبصرا
النور في شمال اسرائيل.
ولماروم شخصية تبدو لأول وهلة بسيطة وفكاهية، بحسب ما يكتبون عنه، فمع أنه
ممنوع مثلا على ذوي المناصب العليا في الجيش الاسرائيلي، وربما في أي جيش،
الاشتراك في مواقع للتعارف الاجتماعي على الانترنت، كالفيس بوك والتويتر،
فانه عاند وفتح صفحة له على "فيس بوك" مع صورة له لا تليق بقائد قوة
البحرية في أي دولة، ففيها يبدو وقد أطلق ضحكة امتدت من شفتيه وتكاد تصل
الى أطراف أذنيه، تماما كصور الأشخاص الفكاهيين والاجتماعيين البسيطاء.
الا أن ماروم ليس بسيطا بالمرة كما يبدو، فهو الذي أعطى الأوامر فجر أمس
وقتل أكثر من 10 مسالمين كانوا على متن سفن المساعدات الى الفلسطينيين وجاء
بعاصفة على اسرائيل لم تكن سفينتها تتمناها، لذلك بدأوا يطالبون باقالته
وتحويله الى كبش فداء بحسب ما رددته مواقع اخبارية اسرائيلية
.