منتديات قفصة
التسجيل يمكّنك من دخول كافة الأقسام و المساهمة فيها، و يتم تفعيل عضويتك بالعودة الي بريدك الإلكتروني والضغط على رابط التفعيل
منتديات قفصة
التسجيل يمكّنك من دخول كافة الأقسام و المساهمة فيها، و يتم تفعيل عضويتك بالعودة الي بريدك الإلكتروني والضغط على رابط التفعيل
منتديات قفصة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

  قراءة سوسيوسياسية لدور حركة النهضة ومستقبلها في ضوء فوزها في الانتخابات التونسية د. يوسف إبراهيمي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin


عدد المساهمات : 2831
تاريخ التسجيل : 24/01/2010

 قراءة سوسيوسياسية لدور حركة النهضة ومستقبلها في ضوء فوزها في الانتخابات التونسية  د. يوسف إبراهيمي Empty
مُساهمةموضوع: قراءة سوسيوسياسية لدور حركة النهضة ومستقبلها في ضوء فوزها في الانتخابات التونسية د. يوسف إبراهيمي    قراءة سوسيوسياسية لدور حركة النهضة ومستقبلها في ضوء فوزها في الانتخابات التونسية  د. يوسف إبراهيمي Icon_minitimeالإثنين 7 نوفمبر 2011 - 19:10

كما فوجىء العالم العربي بالثورة التونسية، وبالثورات العربية التي تلتها ومازالت، فوجئت حركة النهضة التونسية كذلك بانتقالها مرة واحدة من المعارضة الطريدة إلى سدة الحكم.
والمفاجأة هنا ذات معان، فالحركة لم تخطط ولم تتهيأ يوما (كغيرها من الحركات) لهذه الثورة، ولا للحكم، فالأحداث تدحرجت سريعا جدا بحيث تبدلت قراءة الحركة للواقع ومجرياته عدة مرات في تسعة شهور، قاد إلى تبدل قراءات الحركة لذاتها ودورها كذلك وبذات السرعة القياسية، وما يحمله ذلك من مغامرة سرعان ما تفرز إعادة نظر في المشروع بمجمله وتفتح نافذة مراجعات ثم اعتراضات داخلية ربما تفتح بابا لهزات تنظيمية وبرامجية.
يمكن للمتابع المتدبر لمسار الحركة وتفاعلها مع الوقائع العربية خلال عام 2011 أن يرى ثغرات عميقة ورؤية ضبابية، في فهم حركة النهضة لطبيعة وثقافة المجتمع التونسي بعد قرابة خمسين عاما من محاولات النظم السابقة من فرض قيم الحداثة الغربية عليه وعلمنته.
إن قراءة سوسيوسياسية لخطابات قادة الحركة ومنظريها خلال هذا العام وحتى فوزها في الانتخابات، كما التدبر في الخلفية الفلسفية والغائية لبرنامج الحركة الذي أعلنته قبيل الانتخابات، تفيد بالمعطيات التالية:
ـ عمق تأثير انقطاع الحركة عن تفاصيل المجتمع التونسي وثقافته ـ وليس عمومياته ـ لما يزيد عن عشرين عاما، حيث قيادات وعضوية الداخل في السجون والملاحقة، والنخبة الأخرى شردها النظام إلى أوروبا، مما يؤدي عمليا إلى انعدام فرص استقطاب عضوية جديدة، أو حتى إمكانية المحافظة على وجود منظم وفاعل لبنية الحركة في الداخل، مما يحول دون دراسة عميقة من القاع لتفاعلات وتطورات المجتمع التونسي.
ـ مدى نفوذ وفاعلية النخبة القيادية للحركة (المثقفة ثقافة غربية وخاصة من قيادات المهجر) وانعكاس إعجابها لدرجة الاندهاش بالنموذج الغربي الذي عايشوه طويلا، على خطاب الحركة وبرنامجها.
ـ فاعلية الدور الارتدادي لبروز وسطوة خطاب اليسار العلماني التونسي بشقيه المتطرف والأقل تطرفا (رغم أن اليسار العلماني نخبة معزولة جماهيريا لكنها حاضرة إعلاميا)، ونجاحه في تأطير خطاب وبرنامج حركة النهضة، الذي دفعها ضمن عوامل أخرى إلى التراجع عن الكثير من النكهة الإسلامية، بل وتبني مصطلحات ورؤى حداثية وعلمانية لطالما رفضتها سائر الحركات الإسلامية (والإخوانية منها أيضا) بشدة في تاريخهم الكفاحي ضد النظم الليبرالية والعلمانية الاستبدادية (مثلا الموقف من مجلة الأحوال الشخصية، والحفاظ على الأنماط السياحية الحالية، الاقتصاد الرأسمالي...)
ـ الانبهار النخبوي على الأقل بالنموذج التركي الأردوغاني والإشادة بكل معالمه ورموزه لدرجة الإدعاء أحيانا أن النموذج التركي هذا قد تتلمذ على كتب زعيم الحركة الشيخ راشد الغنوشي، لمجرد ترجمة كتبه، على العكس من الإخوان المسلمين في مصر الذين يُعجبون ويتحفظون في ذات الوقت على التجربة التركية ويركزون في سياق الثناء عليها على جوانب الخصوصية فيها، وهو شأن غالبية التيارات الإسلامية في العالم العربي باستثناء حركة النهضة.
كما أشرنا، فقد فعلت تلك العوامل الأربعة فعلها العميق في خطاب وبرنامج قيادات حركة النهضة، فالحركة مثلا لم تعد تقدم نفسها باعتبارها حركة إسلامية إلا استحياء، ولكنها حين تبادر في تقديم نفسها فهي تركز على إبراز كونها حركة وطنية تونسية ترتبط بالإسلام الليبرالي المُعصرن، وتتبنى تفاصيل ومضامين تحاول من خلالها الدمج والمواءمة بين الإسلام والعلمانية، وصولا ربما إلى ما يمكن تسميته 'الإسلام العلماني'، وهو في الحقيقة ما يتطلع له العديد من المفكرين الغربيين ممن انبثق عنهم مصطلح مثل 'الإسلام الأوروبي' ويعنون به إسلاما بنكهة علمانية أو علمانية بنكهة إسلامية، الأمر الذي يتناقض تماما مع تراث ونضالات سائر التيارات الإسلامية منذ ما يزيد عن قرن.
ويزيد الأمر عمقا ووضوحا، تلك الحالة من النشوة الاستعراضية التي بدت على وجوه وتصريحات عدد من رموز الحركة قبيل الانتخابات ومع بدء ظهور النتائج الأولية لفوزها فيها، فقد بدأت تتجلى حالة من استعراض الذات الطامعة في المزيد من إثارة إعجاب الراصدين من النخبة التونسية أو الغربية، من أمثلة ذلك، تقصد إبراز شخصيات نسائية غير ملتزمة بالحجاب كقيادات لحزب النهضة والعمل على ظهورهن الإعلامي (لماذا لم يحدث مثل ذلك في مسيرة الحركة سابقا؟)، وكذا تكرار تبني الحركة لمجلة الأحوال الشخصية على ما فيها من معاكسة لقيم إسلامية، والإعلان أن الحركة تقدم نصف مرشحيها من النساء (وكأن الأمر خصوصية لها)، ثم البدء بتوزيع هدايا من المواقع القيادية مثل منصب رئاسة البلاد، والإعلان عن إقصاء قائمة العريضة الشعبية من المشاورات والتحالفات، وكذا الإشارة نصا على عدم فرض الحجاب وعدم منع الخمور وعدم محاربة السباحة المختلطة شبه العارية. غير أن القدر الكبير من المزاج الحاد وعدم اللطف وضيق الصدرالتي ظهر بها السيد حمادي الجبالي مرشح الحركة لمنصب الوزير الأول وأمينها العام، خلال الندوة النقاشية التي أدارتها وعرضهتا مباشرة ليلى الشايب على قناة الجزيرة مساء الثلاثاء، تشي بحالة مضطربة بين جملة تفاعلات تسود ألاجواء القيادية داخل النهضة، حيث تتفاعل أجواؤها النفسية بين تفاعلات من النشوة والزهو بالانتصار، وعرض الذات وإثارة الإعجاب، والتميز عن سائر المشابهين والمنافسين، كما قدر من الاستعلاء والسطوة في ذات الوقت، فلم يكن الصدر رحبا في تقبل أسئلة مقدمة البرنامج، إضافة إلى تجاهل الضيوف المشاركين أحيانا وسطوة في الرأي والموقف أحيانا أخرى.
في ضوء ما سبق يمكن الجزم أن حركة النهضة لم تُحسن قراءة الواقع الاجتماعي والثقافي للمجتمع التونسي بعد انقطاعها الطويل عنه، بحيث اعتقدت أن المجتمع قد تعلمنت ثقافته وواقعه الاجتماعي بشكل كبير، ولذا فقد تراجعت قيم الإسلام الاجتماعية والثقافية والاقتصادية في برنامجها كماَ ونوعا ولم يبق منه إلا عموميات مقاصدية في الشق السياسي ينادي بها الإسلام: الحرية والعدالة والتنمية ونحوها، بينما يعج الخطاب والبرنامج بمقولات لم تُدرس جيدا بعد في الفكر الإسلامي ولدى المنظرين الإسلاميين من مثل استيعاب الإسلام لقيم الحداثة، والعلمانية، ومقولات لا أصل لها حتى في العلوم السياسية ولا في القوانين الدولية مثل المصطلح الذي يطرب له الكثير من الإسلاميين حديثا 'الدولة المدنية'.
وفي ضوء هذه القراءة الخاطئة من حركة النهضة للمجتمع التونسي، اضطربت في قراراتها ومواقفها، فقفزت من عدم رغبة بدخول المنافسة السياسية في الجولة الأولى بعد نجاح الثورة مكتفية بالرغبة في الحصول على رخصة العمل والاعتراف الرسمي بها، إلى رغبة بدخول المنافسة بما لا يزيد عن 20' من المرشحين، ثم أخيرا إلى منافس في كل المقاعد. ومن رغبة صريحة للتحالف مع جميع الأطياف دون إقصاء، إلى استثناء بعضها دون تفسير لذلك يقنع أحدا.
وبينما أظهرت نتائج الانتخابات أن تأثير العلمانية وقيم الحداثة محدودة في قاع المجتمع التونسي (على غير حال صفوة النخبة) وأن عموم المجتمع ليس محايدا إزاء الإسلام أحكامه ورموزه، بل يتبناه ويطلبه، نزل خطاب النهضة وبرنامجها بالمجتمع إلى ما دون ذلك بكثير بحيث اقترب من المطابقة بين المجتمعين التركي والتونسي من حيث حجم عمق القيم العلمانية ودرجة اختراقها لقيم الإسلام فيه. وهنا لا بد من الإشارة إلى وقوع خلل كبير في عملية بناء وإنضاج وانبثاق برنامج حركة النهضة وخطابها الإعلامي، حيث اقتصرت تلك على النخبة القيادية المثقفة المشبعة بقيم الحداثة الغربية بما فيها العديد من الرموز الشرعية للحركة، بعيدا عن مساهمة أعضاء الحركة وقواعدها في عملية البناء والإنضاج تلك. الأمر الذي يجعلنا نتساءل: هل ستستمر حالة الاستقرار والتماسك الظاهرة في الحركة مابين النخبة بثقافتها تلك، والقاعدة العامة لها المشبعة بالتعبئة الإسلامية الوسطية التقليدية؟ ذلك ما سيكون عنوان التحدي في المؤتمر العام القادم للحركة والذي بات قريبا ـ خاصة وأن الحركة قادمة على استلام معظم مواقع السلطة في البلاد وهي بالتأكيد ـ بناء على قراءتنا لمنحنى خطاب الحركة ومستوى انحداره منذ الثورة ـ مقبلة مضطرة وراغبة على تقديم مزيد من التراجعات في فكرها وقيمها الدينية وصبغتها الإسلامية، إمعانا في السير في هذا الطريق الذي اختارته نخبتها القيادية مما قد لا تحتمله ميادين الاجتهاد الإسلامي إلا بوضعية الشذوذ المستنكر، وهو ينذر تلقائيا بتصدع سيتنامى في جدار تماسكها التنظيمي الظاهر وتمايزها الثقافي الطبقي الداخلي، خاصة حين يُصدم قطاع واسع من الجمهور التونسي المتعاطف معها كحركة إسلامية بنكهة تحديثية مُتكلفة، أقرب ما يمكن إطلاقه عليها ثقافيا : البورقيبية الثقافية الحديثة، أو الإسلام اللائكي.
ومن ثم، هل يمكن للمغامرة الجامحة التي اختارتها النخبة القيادية في حركة النهضة مضمونا لمشروعها، وأعني بها طريق المواءمة بين قيم الإسلام وأحكامه وقيم العلمانية والحداثة، أن يُفاجئها مجددا لتجد نفسها خارج المشروع الإسلامي من جهة، وبعيدا عن الحداثة والحداثيين من جهة ثانية، ومن ثم انفضاض جمهور المصوتين؟ وهل ستجد حركة النهضة ذاتها يوما عاجزة عن تحديد هويتها، أو وصف كينونتها، أو التعبير عن مشروعها حتى لكوادرها وأعضائها؟

' أكاديمي تونسي مقيم في أوروبا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://gafsajeune.ahlamontada.com
 
قراءة سوسيوسياسية لدور حركة النهضة ومستقبلها في ضوء فوزها في الانتخابات التونسية د. يوسف إبراهيمي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حركة "النهضة" في مفترق الطرق2.2
» حركة "النهضة" في مفترق الطرق 2/1
» حزب جديد في طور الانشاء إثر انشقاق داخل حركة النهضة
» بيان حركة النهضة حول مقتل أحد القساوسة بتونس
» عبد الفتاح مورو في حوار لـ«التونسية»: النهضة ستضحّي بالغنّوشي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات قفصة :: المنتديات العامة :: المنتدى العام-
انتقل الى: