لا أدري ما الذي يدفعني كلما أسمع مفردة "النهضة" التونسية إلى استرجاع حقبة تاريخية دقيقة، تلك التي مرت بها الأندلس زمن ابن رشد.
هكذا وفجأة وكلما طقطقت مفردة "النهضة" في أذني إلا وتراني أنظر إلى ملتحين ومعمّمين - وأضف إليهم اليوم - ومحجبات ومنقبات يخطبون من المنابر معلنين زندقة ابن رشد وفكره ونهجه العقلاني التحرري. وتراني يا سيدي أنظر إلى كتب تحترق وفكر يفر إلى أصقاع أخرى وعقلاء يدمعون وحكماء يتأملون ويتألمون. ثم تراني يا سيدي أشاهد الشعوب الأخرى تترجم فكر ابن رشد وتؤسس للعقلانية منهجا فكريا ثم تطبيقيا ثم حياتيا، فتراهم يطورون العلوم الطبيعية ويردفونها بالعلوم الميكانيكية ثم الفضائية والآلية والمعلوماتية. وها هم يصنعون الفكر العالمي والطائرات والصواريخ بينما ترانا يا سيدي نهندم اللحيّ ونقص القماش لخياطة الحجاب والنقاب
والسلام والتحية
عبدالودود العمراني