رأي: الدعوة الى استفتاء تعبير عن الخوف من ارادة الشعب

>قد لا يكون انتخاب المجلس التأسيسي مطلبا شعبيا منذ البداية لكن التونسيين الآن على الأرجح يدركون جيدا مدى ضرورة اجراء انتخابات تفرز سلطة شرعية قادرة على المسك بزمام الأمور و الشروع الفعلي في بناء تونس الجديدة لذلك فإن رهان هذه المرحلة هو نجاح انتخابات المجلس التأسيسي المقررة في 23 جويلية.

إن فشل الحكومة الحالية في كسب ثقة الشارع يعود بالأساس الى تباطئها في محاسبة رموز النظام البائد و ترددها في تطهير وزارتي الداخلية و العدل و في الحقيقة ما يعزي الرأي العام و يلهمه الصبر هو من ناحية اعتقاده الجازم في هشاشة حكومة السبسي و من ناحية أخرى ايمانه الراسخ بأن السلطة التى ستنبثق عن المجلس التأسيسي ستكون قادرة على كسب ثقة الشعب و تحقيق طموحاته.

اذا التونسيون ينتظرون بفارغ الصبر موعد 23 أكتوبر لترجمة ارادتهم لكن على ما يبدو هناك من يخاف هذه الارادة و لعل مقترح ما يسمى استفتاء الوضوح أكبر دليل على ذلك فهذا الاستفتاء كلمة حق أريد بها باطل ففي ظاهره تشريك للشعب و استشارة له و في باطنه تكبيل و خيانة لإرادته.

الهدف من هذا الاستفتاء هو أن يكون المجلس التأسيسي الذي يستمد شرعيته من الشعب مجلسا ضعيفا محدود الصلاحيات غير قادر على اتخاذ القرارات المصيرية, لا يمكنه التعيين و لا التشريع, لا يمكنه المحاسبة و لا التطهير و هذا أكبر دليل على أن من يدعون الى هذا الاستفتاء هم من يخشون مجلسا شرعيا قويا, هم بالتأكيد ذاتهم الذين ساندوا حكومة الغنوشي الأولى و الثانية, هم ذاتهم الذين دافعوا عن رموز النظام السابق و رفضوا حل التجمع و وقفوا ضد القصبة 1 و القصبة 2.

واضح أن المستفيد من الاستفتاء لن يكون الشعب في أي حال من الأحوال فمن يدعون الى هذا الاستفتاء يعبرون لا اراديا عن عدم ثقتهم في الشعب و في اختياراته فرغبتهم الملحة في تقييد صلاحيات المجلس التأسيسي مبعثها الخوف من ارادة الشعب و لا نتمنى سوى أن لا يتم الانسياق وراء دعوات مماثلة.

عن موقع باب بنات