منتديات قفصة
التسجيل يمكّنك من دخول كافة الأقسام و المساهمة فيها، و يتم تفعيل عضويتك بالعودة الي بريدك الإلكتروني والضغط على رابط التفعيل
منتديات قفصة
التسجيل يمكّنك من دخول كافة الأقسام و المساهمة فيها، و يتم تفعيل عضويتك بالعودة الي بريدك الإلكتروني والضغط على رابط التفعيل
منتديات قفصة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 أردوغان والإخوان - عبد الحليم قنديل

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد المجيد

عبد المجيد


عدد المساهمات : 1467
تاريخ التسجيل : 18/03/2010

أردوغان والإخوان - عبد الحليم قنديل Empty
مُساهمةموضوع: أردوغان والإخوان - عبد الحليم قنديل   أردوغان والإخوان - عبد الحليم قنديل Icon_minitimeالإثنين 20 يونيو 2011 - 11:35

أردوغان والإخوان - عبد الحليم قنديل 19qpt995
لا أعرف اسم الذي كان سببا في شيوع خطأ يوازي بين حزب العدالة والتنمية التركي وجماعات وأحزاب الإخوان المسلمين في العالم العربي.
الخطأ فادح، ويشيع من الجهالة أكثر ما يزيح من المعرفة، فحزب أردوغان لا
يشبه حزبا إسلاميا واحدا في الأقطار العربية، لا من الإخوان، ولا من غيرهم،
وإن كان لا بد من تشبيه رغم اختلاف الظروف، فإن الحزب التركي الحاكم أقرب
لعقائد الأحزاب القومية العربية المعارضة، ومع تركيز أكبر على حريات السوق
والحريات العامة.
أصل الخطأ الشائع واضح، وهو الجذور التاريخية لأردوغان وجماعته القيادية المؤسسة
لحزب العدالة والتنمية، فالحزب يوصف عادة بأنه ذو جذور إسلامية، وهذا صحيح
بصفة عامة جدا، فرجب طيب أردوغان وعبد الله غول من تلامذة نجم الدين
أربكان القائد التاريخي للتيار الإسلامي التركي، وقد توفي أربكان قبل شهور،
وكانت جنازته مهيبة، حضرها ما يقارب المليون شخص، بينهم قادة حركات
إسلامية عربية وغيرها، وكان أردوغان نفسه في مقدمة صفوف المشيعين، وكان
حضوره نوعا من الوفاء الشخصي للأب، وإن كان فراق العقائد قد جرى منذ عشر
سنوات خلت، كان أربكان قبلها قد أصبح رئيسا للوزراء، وفي ائتلاف هش مع
تانسو تشيلر خليفة سليمان ديميريل في زعامة حزب العدالة اليميني العلماني
بالكامل، وفقد أربكان منصبه وحزبه في لحظة، وقرر القضاء التركي المحكوم
عسكريا حل حزب الرفاه الذي تزعمه أربكان، تماما كما جرى مع أربكان في رحلة
كفاح طويلة معقدة، فقد كان أربكان يتمتع بالصلابة والبراغماتية في الوقت
نفسه، ينشئ أحزابا فتحلها له المؤسسة العسكرية العلمانية التركية، فلا يهن
ولا يضعف، ويبادر إلى إنشاء أحزاب جديدة في الاتجاه نفسه، وتوالت أحزابه من
'النظام' و'السلامة' إلى 'الرفاه'، ولم ييأس حين أزاحوه عن منصب رئيس
الوزراء، وحلوا حزبه 'الرفاه'، وسارع إلى إنشاء حزب 'الفضيلة'، وعند هذه
النقطة بدأ الانشقاق التاريخي والفكري، وقع الطلاق البائن، خرج أردوغان
وجماعته، وهم أغلب القادة الشباب الأكثر تفتحا واستنارة وبراغماتية، وبقي
أربكان مع العناصر الأكثر ارتباطا بشخصه وعقائده شبه الإخوانية، وأسسوا حزب
'السعادة'، الذي لم ينجح خلال عشر سنوات مضت في الفوز بمقعد واحد
بالبرلمان التركي، فالقانون الانتخابي التركي يشترط الحصول على نسبة عشرة
بالمئة من أصوات الناخبين كحد أدنى لتمثيل الأحزاب بالبرلمان، وحزب أربكان
الإسلامي كان يحصل على ما نسبته 3' فقط من الأصوات، في حين حصل حزب أردوغان
'العدالة والتنمية' على المركز الأول في كل هذه الانتخابات، وحصل على نصف
إجمالي الأصوات في الانتخابات التركية الأخــــيرة، وحصل على تفــــويض
شـــعبي باتصال حكمه لتركيا إلى مدى يقارب الخمس عشرة سنة، قابلة للزيادة،
فقد تحول أردوغان إلى ظاهـــرة تركية تلامس حدود الأسطورة، وشعبــــيته في
ازدياد مطرد، ودوره هو الأبرز في تاريخ تركيا الحديثة بعد دور مؤسس الدولة
كمال أتاتورك.
وبالطبع، لم تكن الجماعة المؤسسة المنشقة عن ميراث أربكان وحدها هي صاحبة
التحول الدرامي، بل انضمت جماعات أخرى إلى حزب العدالة والتنمية، جماعات
واسعة من السياسيين تركوا حطام الأحزاب القديمة، وجماعات من رجال الأعمال،
وقوافل من الطبقة الوسطى التركية اجتذبتها براغماتية أردوغان، وجاذبية
خطابه التركي المتفتح، وملكاته الكاريزمية، ونجاحه في انتشال الاقتصاد
التركي من الحضيض، فقد كان معدل التضخم ـ قبل بدء حكمه ـ قد وصل إلى مئة
بالمئة، وانخفض الآن إلى حدود 7' سنويا، وقفزت تركيا إلى المكانة السادسة
عشرة بين اقتصادات العالم المتقدم، ووصل الناتج القومي الإجمالي لتركيا إلى
750 مليار دولار سنويا، وأصبحت تركيا هي القوة الاقتصادية الانتاجية
الحاسمة في محيطها العربي والإسلامي، وفي بيئة انفتاح ذكي محسوب على الهوية
الشرقية لتركيا، جعل أردوغان يهدي انتصار حزبه الأخير إلى القدس وبيروت
والشام، تماما كما يهديه لاستنبول ودياربكر.
حزب أردوغان ـ إذن ـ حزب قومي تركي بامتياز، وليس حزبا إسلاميا بالمعنى
الذي نعرفه في الحياة العربية، وإدراكه للإسلام إدراك قومي تماما، فنسبة
المسلمين في تركيا تفوق 99' من إجمالي السكان، وهو لا يدعو إلى تطبيق
الشريعة، وينصرف تركيزه إلى معنى الحريات الدينية، ودمجها في المعنى
العلماني المعمول به رسميا، فقد سعى ـ مثلا ـ إلى حرية ارتداء الحجاب، ووقف
التمييز ضد المحجبات في الجامعات والوظائف العامة، وزوجة أردوغان محجبة
على طريقة الإيشارب الملون الأنيق، وكذلك زوجة عبد الله غول، لكن الحجاب
ليس ملزما، ولا هو ظاهرة عامة حتى في حزب أردوغان، وعدد السافرات أكبر
بمراحل من عدد المحجبات في المراكز القيادية للحزب الحاكم، بينما يندر أن
تجد امرأة غير محجبة حتى في الأحزاب 'العلمانية' العربـــية، وهو اختلاف
سياق مفهوم، فالنزعة الأتاتوركــية كانت قد خلعــت عن تركيا ثوبــــها
الإسلامي بالكامل، أحلت الطربوش محل العمامة، وحولت المساجد إلى متاحف،
ومنعــــت رفع الأذان في المســـاجد، وقد تراجع التشدد العلماني في ظل حكم
أردوغان، إلى حد أنك تصادف في مطار استنبول لافتات بالتركية والعربــــية،
تقودك إلى مساجد لأداء الصلاة، والمعروف أن استنبول مدينة أوروبية في كامل
السلوك وبنصف الجغرافيـــا، وكان أردوغـــان قد شغل منصـــب عمدتها
بالانتخاب قبل أن يصبح رئيسا للوزراء، وشغل نفسه بتحسين مرافقها والاهتمام
بأحيائها الأفقر، ومن دون أن يشغل نفسه ـ مثلا ـ بإلغاء بيوت البغاء التي
ظلت أبوابها مفتوحة.
الميل الإسلامي ـ إذن ـ عند أردوغان ميل عام جدا، وأقرب إلى بلورة الشخصية
القومية لتركيا، وتبيان الهوية الثقافية للبلد، تماما كحالة مهاتير محمد في
ماليزيا، الذي سبق أردوغان إلى صناعة معجزة صناعية اقتصادية، وبميل
استقلالي يأخذ من الإسلام وهديه قيما ثقافية مجردة، وإطارا لصياغة دوائر
اهتمام دولي، تأخذ الفائدة الاقتصادية في حسابها، وتستفيد من استظهار
الودائع الثقافية التاريخية، وتتعامل مع الغرب بندية السباق في ميادين
السلاح والاقتصاد والسياسة، وإذا كانت ماليزيا على أطراف العالم الإسلامي
بأقدار الجغرافيا، فإن تركيا في القلب، ولديها ميراث القيادة للخلافة
العثمانية، الذي أحدث كمال أتاتورك قطيعة تامة معه، واعتبره مساويا للتخلف
والعداء للتحديث، بينما لا يبدو أردوغان كذلك، ولا النخبة المتنورة في
قيادة حزب العدالة والتنمية، وفيها رجل كأحمد داود أوغلو وزير الخارجية
التركي الحالي، الذي كان مستشارا لصيقا لأردوغان، ويطلقون عليه لقب كيسنجر
التركي، فهو عالم سياسة وصانع استراتيجية، وكان عونا لأردوغان في خطة بدت
مزدوجة، تضمنت مناورة الاقتراب من الاتحاد الأوروبي، ومعها سياسة وصل ما
انقطع مع المحيط العربي والإسلامي، المناورة الأوروبية ساعدت أردوغان على
تقليم أظافر العسكر والعلمانيين المتشددين على الطريقة الأتاتوركية، وسياسة
الوصل مع العالم العربي والإسلامي زادت في القوة الاقتصادية لتركيا،
وتتقدم بدورها إلى نوع من الخلافة السياسية لا الدينية.
والمحصلة ظاهرة، وهي أنه لا صلة تشابه أبدا بين حزب أردوغان وحزب الإخوان،
وإن كان لابد من مشابهة لا مطابقة بالطبع، فحزب الإخوان ـ في مصر مثلا ـ
قريب الشبه من حزب 'السعادة' الذي يسقط دائما في الانتخابات التركية.

' كاتب مصري



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أردوغان والإخوان - عبد الحليم قنديل
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أردوغان يحرج الحكام والإخوان بقلم عبد الباري عطوان
» ناصر قنديل - أول يوم بعد المئة
» السيرة العطرة للطيب رجب أردوغان
» إحالة حمدي قنديل إلى محكمة الجنايات ... ينهار ابيض
» سيرة بطل - رجب طيب أردوغان

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات قفصة :: المنتديات العامة :: المنتدى العام-
انتقل الى: