الدهاء السياسي لدى الباجي قائد السبسي

عدد المساهمات : 367 تاريخ التسجيل : 09/02/2010

لنقل أن من أتى بالباجي قائد السبسي هو الرئيس الغير شرعي فؤاد المبزع عندما
كان يمتلك نصف شرعية أي قبل حل مجلسي النواب و المستشارين و تعليق العمل
بالدستور بعد إعتصام القصبة الثاني مع أن هناك بعض التسريبات تقول بأن
السيد الباجي قائد السبسي هو توافق المبزع و رموز الأحزاب و فرنسا مع صمت أمريكي
لكن هذا غير مهم فالرجل خبرته السياسية الممتدة على أكثر من نصف قرن و
مواقفه المعارضة لنظامي بورقيبة و بن علي تجعله في كل الحالات محل توافق
خاصة و كما أكد هو بنفسه في مناسبتين على أن الثورة كانت عفوية بلا قيادة و
غير مؤطرة ،في مناسبة أولى بعيد الثورة مباشرة في لقاء صحفي مع قناة
تونسية خاصة و في مناسبة ثانية في أول مؤتمر صحفي إبان تقلده منصب الوزير الأول .

لا شك أن الفترة التي تحمل فيها السبسي مسؤوليته كانت فترة حرجة و لا شك أن
تونس الآن و خاصة الوضع الداخلي من حسن إلى أحسن خاصة أمنيا لكن كيف استطاع
هذا الأخير السيطرة على الوضع ؟
*النقطة الأولى :
قبل أن يظهر الباجي قائد السبسي في أول مؤتمر صحفي أوردت الأخبار
بانه إلتقى مع عبد السلام جراد و اللقاء لا يتطلب ذكاءا كبيرا لفهم فحواه
فالقاصي و الداني يعلم أن عبد السلام أمين عام إتحاد الشغل متورط في
الفساد المالي و في عديد التجاوزات و الكثير يطالب بمحاكمته و كانت جل
الاضرابات و المظاهرات التي تطالب بالزيادة في الأجور من تنظيمه كوسيلة
لاثارة بلبلة في البلاد كي يفلت من المحاسبة ،فالباجي قائد السبسي التقاه
إما لتهديده بتقديمه إلى العدالة و إما لاعطائه تطمينات مقابل تهدئة
الاتحاد و الكف عن الاضرابات و في كلا الحالتين لن يفلت من المحاسبة لأن
صلاحياته كما هو منتظر تنتهي أواخر هذا العام ليأتي وقت محاسبته .
النقطة الثانية :
في أول مؤتمر صحفي للباجي قائد السبسي ركز على أن الثورة
كانت عفوية بلا قيادة و غير مؤطرة و بذلك قام بتقزيم
كل الأحزاب و معارضي بن علي القدامى كي لا يشاركه أحد في القرار كما عرج
عن أن الحكومة لا تتدخل في القضاء و لا في الاعلام و هذا غير صحيح و هو يعلم ذلك .
القضاء : كان بامكان الباجي قائد السبسي حل المجلس الاعلى للقضاء الموالي سابقا
لبن علي و تعيين مجلس أكثر مصداقية أو ترك الجهاز ينتخب من يمثله ، لكن
الباجي قائد السبسي لا يرغب في محاسبة كل رموز الفساد ..فمن رموز الفساد بل
جلهم هم رجال أعمال متورطين خاصة في الفساد المالي و نهب المال العام و هم
الآن يتم التحقيق معهم الواحد تلو الآخر لكن في شكل مساومات إما بفرض
عقوبات مالية أو بفرض تشغيل العاطلين عن العمل و هذا من النتائج المطالب
بها السبسي ؛ توفير المال ، حل مشكل البطالة
النقطة الثالثة :
السبسي و حركة النهضة ،من المعلوم أن من أعطى التأشيرة لحزب
النهضة فعليا هو الباجي قائد السبسي و ليس حبا في الحركة و لا حياد عن
الحياة الحزبية بل ليترك لهم المجال ليرتكبو الأخطاء و المعلوم أن السبسي
له مواقف من النهضة
النقطة الرابعة :
منذ توليه منصب الوزارة قام باداء زيارة إلى المغرب و الجزائر
غطى الحدث بانهم دول جوار و موضوع قروض و منح لكن السبب الرئيسي هو موقف
الجزائر الداعم للقذافي كي لا يكون هذا الموقف خطرا على تونس و
الواضح أنه تلقى تطمينات
النقطة الخامسة :
إقصاء التجمعيين ؛ مع إختلاف الباجي قائد السبسي و الرأي العام
التونسي حول مدة إقصاء التجمعيين إما لمدة 25 عام أو عشر سنوات قام السبسي
بتعين معتمدين من التجمع و خرجت المطالبات بعزلهم فماكان على الباجي قائد
السبسي إلا أن تنازل على ورقة و أحتفظ بأخرى ، تنازل عن المعتمدين و أحتفظ
بقرار عزل كوادر التجمع لمدة عشر سنوات فقط و بذلك يكون قد امتص شيء كبير
من غضب الشارع و كفت المطالبة بعزل التجمع نهائيا
النقطة السادسة :
تأجيل الانتخابات ؛ مع تأكيده دائما أن اللجنة المكلفة لإعداد
الانتخابات هي مستقلة و أن لا دخل للحكومة فيها لكن عديد التونسيين
انتظرو موقفه من الموضوع ، و لكي يظهر السبسي بمظهر البطل في هذا الموضوع
أعطانا خياران أحلاهما مر ..الأول أن تكون إنتخابات في موعدها لكن باشراف
وزارة الداخلية و الثاني أن يتم تأجيلها ..فما كان علينا إلا أن نقبل الحل
الثاني باخف الأضرار لكن السبسي خرج بموقف البطل أي أنه قادر على توفير حلين
النقطة السابعة :
موقفه من ليبيا ؛ في أول الأمر نظرا لموازين القوى التي كانت
تميل للقذافي أعطى تعليماته لقيادات الجيش أن تتوخى الحذر و تجنب و حكومته
أي تصريح فيما يخص ليبيا ..و لما مالت موازين القوى إلى الثور كان بامكانه
الاعتراف بالمجلس لكن رغم ذلك بحث عن غطاء و هو تصريحات لبعض العساكر
الليبين تفيد بأن ليلى بن علي كانت تعد مخطط شيطاني لتونس مع القذافي و
الثوار أنقذو الموقف و كل هذا ليتعاطف الرأي العام التونسي مع الثوار و لا
يجد حرجا في الاعتراف بمجلسهم و كي لا يتحمل الباجي قائد السبسي تبعات هذا
الخيار في صورة فشله
النقطة الثامنة :
صمته الرهيب تجاه ما حدث في المتلوي ..مازالت لغز ..ربما قد
يكشف بعد زيارته للمنطقة منذ يومين ..لكن في كل الحالات سيبقى ذنبا من
الصعب التكفير عنه أمام ما رأيناه من مشاهد مأساوية في المتلوي كان بامكان
الحكومة أن تتدخل و تحمي ضحاياها

la boussole

» الاعلان عن قائمة وزراء حكومة الباجي قائد السبسي
» الباجي قائد السبسي : لم يهنئنا بنجاح ثورتنا زعيم عربي واحد.. والسعودية ترفض تسليمنا بن علي
» لقاء بين قائد السبسي والصحفي بوكدوس
» قائد السبسي يصفع أحمد منصور.. فينفجر مُقهقها
» حكومة قائد السبسي تبدأ حملة لاعادة هيبة الدولة