منتديات قفصة
التسجيل يمكّنك من دخول كافة الأقسام و المساهمة فيها، و يتم تفعيل عضويتك بالعودة الي بريدك الإلكتروني والضغط على رابط التفعيل
منتديات قفصة
التسجيل يمكّنك من دخول كافة الأقسام و المساهمة فيها، و يتم تفعيل عضويتك بالعودة الي بريدك الإلكتروني والضغط على رابط التفعيل
منتديات قفصة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 من بغداد إلى طرابلس الغرب الثورة والاستعمار-الثورة والاحتلال-

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
afif

afif


عدد المساهمات : 863
تاريخ التسجيل : 26/01/2010
العمر : 45

من بغداد إلى طرابلس الغرب الثورة والاستعمار-الثورة والاحتلال- Empty
مُساهمةموضوع: من بغداد إلى طرابلس الغرب الثورة والاستعمار-الثورة والاحتلال-   من بغداد إلى طرابلس الغرب الثورة والاستعمار-الثورة والاحتلال- Icon_minitimeالثلاثاء 7 يونيو 2011 - 15:20

مخططات تلو المخططات تخرج من الأدراج لكل حقبة من حقب الزمن نمر بها نجد أن مخططا متقن قد اعد من اجل إبعادنا عن وحدتنا و تقطيع أوصالنا و هدر ثرواتنا وسرقة أموالنا وانتهاك حرماتنا ،كيف يمكن أن تفسر لي أن الولايات المتحدة الأمريكية التي قادت العدوان الثلاثي ضد مصر في عام1956م هي اليوم ذات الامريكا التي تطالب وتضغط من اجل التغيير في مصر تغيير نظام طالما وصف بأنه من أكثر الانظمه العربية انبطاحاَ لها ! اذاّ المخطط هذه المرة يبدو عميقاَ وناعم وقد خطط له بدقة فائقة ليكون متناغم مع رغبات الناس وأهوائهم واحتياجهم بالشكل الذي تم أخراجه فيه وكم هو خبيث الشكل الذي يحدث فيه.
ثورة هنا وثورة هناك وأحيانا معارضة وكما يقال أصدقاء الأمس القريب أعداء اليوم ،ما الذي يحدث ومن الذي يحرك كل هذا ؟ اعتقد أن ما يحدث هذه الأيام غير مسبوق ولم يحدث أن اختل نظام العالم العربي وانفرط بهذا الشكل وتبدل نظام التحالفات في الشرق الأوسط بهذه الطريقة . ما الذي يحدث هل نحن على أعتاب تشكيل جديد للمنطقة ، سايكس –بيكو جديدة برعاية التقنيات الحديثة القناع الجديد للاستعمار القديم الحديث ونلاحظ بالتوازي مع كل هذه الاضطرابات والتغييرات والثورات التي يشهدها وطننا العربي فان اسرائيل ماضية وبقوه لتمرير المزيد من المخططات الاستيطانية ومحاولة التغيير الديموغرافي للقدس من اجل إعلانها عاصمة للدولة العبرية في فلسطين ،لم تتوقف الرحى فهي تدور على قدم وساق لتركيز الدعائم الجديدة للدولة الإسرائيلية والعمل بمثابرة وبشكل ناعم من اجل تجسيد مقولة "اسرائيل من النيل الى الفرات".
لنعود الى بداية حملة الرئيس الأمريكي اوباما الانتخابية حين رفع شعار التغيير ولاندري هل المقصود بالتغيير هو تغيير الأنظمة في الوطن العربي والشرق الأوسط وإعادة تشكيله بما يتلائم والمصالح الأمريكية الجديدة والمتغيرة في الشرق الأوسط
لا تقولوا لي أن الأمر مجرد ثورات شعبية بريئة . بل الأمر أعظم واخطر من ذلك بكثير حسب ما أرى ،هناك جهة ما مستفيدة من كل ما يحدث ،أن الأمور متداخلة بشكل عنيف. والتحالفات والمصالح لم تعد ظاهرة بشكل واضح كالسابق لذلك يستدعي منا البحث بشكل واسع.
لست هنا من اجل رثاء الأنظمة العربية الفاسدة والعميلة بلاشك وان كل مصائب ونكسات الأمة هي بسبب هذه النظم لكن البحث عن الحقيقة هو مايهمني لكي لاتسير علينا قوافل المستعمرين ومخططاتهم بشكل مغاير لما حدث مع أجدادنا وآبائنا .
في خطاب التنصيب بتاريخ 20/1/2005م لولايته الثانية أعلن بوش الابن الحرب على الطغيان في العالم قاطبة ،ورفع لواء "التكليف الإلهي"الى السماء السابعة باسم "الثورة العالمية الديمقراطية"التي ستجرف الطغيان وتستأصله من (45) دولة استبدادية فاشلة ومنها (23) دولة في الوطن العربي والعالم الإسلامي وامتدح بوش بلغة شكسبيرية أمريكية عظمة أمريكا ورسالتها الخالدة لتحرير الشعوب ونشر السلام والازدهار والكرامة والحرية في جميع أصقاع العالم.
وفعلا أطلقت أمريكا سلسلة سياسات لزعزعة الأنظمة وإسقاطها من الداخل تحت عنوان "اللااستقرار البناء
Constructive Instability" وليس الفوضى الخلاقة كما ترجمت للعربية .
حين ننظر الى المشهد العربي اليوم نجد ان هناك لغزاَ يحرك الحياة السياسية والحراك في الوطن العربي وبشكل متلاحق وسريع ،لاشك في ان المناداة بالتغيير شيء جميل وفعال لكن الأجمل منه التغيير نفسه حين يكون نحو الأفضل ومن اجل الشعوب العربية وتحقيق مصالحها التي طالما حلمت بتحقيقها دون اي تدخل خارجي فالخارجي هذا له مصالح وأهداف يسعى الى تحقيقها بكل السبل وبمختلف الوسائل .
تغيير أنظمة سياسية هي في حقيقتها أنظمة فاسدة وعميلة حد النخاع وخدمت كل المشاريع الاستعمارية فالثورة عليها وتغييرها أمر مشروع بلاريب ،شباب يتحركون الى الشوارع في حشود ويطيحون بتلك الأنظمة في أيام بالرغم من سعي وحاولة أحزاب وحركات سياسية معارضة ومتمردة لسنوات من تحقيق اي تغيير ا وان تؤثر في تلك الأنظمة وغير خافي على الجميع ان الأنظمة التي انهارت او التي ستنهار هي انظمة فاسدة وعميلة فهي المأتمرة بأمر أمريكا وإسرائيل والدوائر الغربية والمتحالفة معها في السراء والضراء اذاَ كيف يمكن ان يكون المؤيد والذي يحشد ويضغط ويرفع الأغطية عن تلك الأنظمة هي أمريكا وإسرائيل والدوائر الغربية الا يثير هذا التحرك المخاوف والريبة ويستدعي الشك والريبة.
الباحث الأمريكي ستيفن كنزر
Stephen Kinzer وهو متخصص في دراسة تغيير الأنظمة وتغيير سلوكهاChange and behavior change regime. يقول في كتابه "القرن الأمريكي في تغيير الأنظمة من هاواي الى العراق "Overthrow-America s century of regime change from Hawaii to Iraq,2006"
ان النموذج الأول هو احتلال وإسقاط الملكية في جزر هاواي ( 1893م) وأمركتها تدريجياَ وضمها لاحقاَ الى الولايات المتحدة تحت رقم الولاية الخمسون في عام 1959م مروراَ بالتوسعة الأمريكية الخارقة للعالم في جميع قاراته وصولاَ الى احتلال العراق في عام 2003م وقد استنتجت ناعومي كلاين--
Naomi Klein في كتابها "مبدأ الصدمة: صعود رأسمالية الكوارثThe Shock Doctrine The Rise Of Disaster Capitalism"المبدأ الذي مارسه مجمع دولة الشركاتCorporate stateالفاشية الطابع وهو مجمع الارتزاق والشهرة وتراكم الثروة والتحكم بالكوارث التي يبتدعونها و الذي تجسم بحكم بينوشة في تشيلي بإسقاط حكومة سلفادور الندي الاشتراكية (11 أيلول 1973م)وبتوجيه من كيسنجر وصحبه الانكلو- سكسون .
لقد أخذت الكاتبة ناعومي كلاين
Naomi Klein من اللقطات التاريخية عبراَ لكي تقول ان ماحدث في اسقاط الأنظمة من هاواي الى العراق لاتشكل أكثر من تمرين لإسقاطات جماعية قامت عبرها مجموعة أمريكية نخبوية هزيلة العدد بدمج حاجاتها ورغباتها مع رغبات وحاجات العالم باجمعه والنخبة التي استغلت أمريكا لمصالحها الخاصة واعتمدت سياسة "الجائحات الزلازل Cataclysms" الخاصة كالحروب على أنواعها والاوبئة والكوارث الطبيعية والنقص في الموارد الطبيعية لدمج مالايصح دمجه وقد اتخذت ذلك الدمج مطيه لنيل مآربها في الثروة والسلطة والتسلط والحصول على المكانة الاجتماعية والتحكم بمصير الشعوب باسم الشعب الأمريكي المستغل ودافع الضرائب لتمويل تلك الجائحات الطبيعية والمفتعلة .
قدمت ناعومي كلاين تفسيراَ فريداَ من نوعه الذي وجدته في بحثها عن "مبدأ الصدمة " من تجربة تفكيك وخراب الاتحاد السوفيتي الى انهيار "نمور" شرق أسيا الى البرازيل والأرجنتين وغيرها الى العراق احدث مسرح لتحقيق "مبدأ الصدمة" وبالتالي استكمال إعادة السيطرة التامة على الخليج العربي والمنطقة وتحول أمريكا الى قوة إقليمية ضاربة في قلب الوطن العربي والمحرك الأول في مسيره ومصيره، وتستطرد ناعومي كلاين في متابعة بحثها ان مهندسي الحرب على العراق في اوديستهم النهائية للهيمنة على العالم لم يتوقعوا مضاعفات البرنامج الاقتصادي ،الصدمة بالخصخصة
Shock Privatization" "بعد الصدمة بالحرب التدميرية وباختصار ان مبدأ الصدمة الذي ابتكره" ايوان كارمون "Ewen Cameronأستاذ الطب النفساني في جامعة ماكيل( (McGillفي الخمسينات في مونتريال بطلب وتمويل من الCIAواستخدامه للاطاحة بحكومة مصدق في ايران وحكومة آرنير في كاوتيمالا تبنته مدرسة ستيغاغو في الاقتصاد بقيادة " ميلتون فريدمان Milton Friedman" لغرض برنامج اقتصاد الخصخصة ونشر الرأسمالية المحتفظة بنقائها الأصلي ،بدءاَ من تشيلي والثورة المضادة التي شنها هنري كيسنجر بواسطة اوغستو بينوشية ضد الثورة الاشتراكية بقيادة سلفادور الندي عام 1973م لقد طور مبدأ الصدمة ونشر كدليل لإجراء التحقيقات مع الشعب العراقي.
لابد من أتطرق في هذا السياق الى ماقالته ابريل غلاسبي"
April Glaspie" أخر سفيرة لأمريكا في العراق قبل الحرب (1990-1991م)في بغداد الى المراسلة رندة تقي الدين والذي نشر في جريدة الحياة بتاريخ 15/3/2008 م "الماضي هو الماضي ،فأما ان نتعلم منه واما لا فالبريطانيون كان لديهم سلاح ممتاز مثل Galtin Gun وعلى الرغم من ذلك فأنهم لم يتمكنوا من اخضاع العراق ونحن حاولنا القيام بذلك ،لكن تناقضات العراق ومشكلاته كافه طافت على الواجهة والكل متفق على ذلك ؟؟؟ لقد قلت ان البريطانيين على رغم التكنلوجيا المدهشة التي كانت لديهم في ذلك الوقت ،بذلوا أقصى مابوسعهم وكانوا يتحدثون العربية أكثر من قوات التحالف الحالية ،كما كانت لديهم الخرائط وكانوا يعرفون كل بقعة في العراق من الشمال الى الجنوب ولم يفلحوا اعتقد ان أسباب عدم نجاحهم في متناول اي كان وان المصاعب ذاتها عادت الى البروز الان".
من العراق ابتدأ التغيير والتشكيل الجديد لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حين احتل في 9/4/2003م وتم تفكيك دولته ومؤسساته بشكل يعيد تشكيله وما يتوافق مع المصالح الأمريكية والإسرائيلية والدوائر الغربية تحت مسببات وأعذار واهية خادعه كامتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل والتعاون بين النظام العراقي والقاعدة.
أذن لنبدأ في الحديث عن المخطط الذي يستهدف وطننا العربي فقد استكمل هذا المخطط باستخدام قوتين قوة بدأت في العراق وهي" القوة الصلبة "
Hard Power ومن ثم استخدمت "القوة الناعمة او اللينة " Soft Powerبعد ان تم استخدام تقنيات حديثة يمكنها ان تكون وسيلة من وسائل القوة الناعمة وبعد ان وجدوا ان القوة الصلبة (وهي القوة العسكرية والاقتصادية)قد كلفتهم دماء وأموالا باهظة وسمعة يتحاشوها لذلك عمدوا الى استخدام الصفحة الثانية في هذا المخطط وهي القوة الناعمة "الذي هو اصطلاح حديث طرحه "جوزيف س.ناي"Joseph S.Nye وهو عميد كلية كندي للعلوم الحكومية بجامعة هارفارد و رئيس مجلس الاستخبارات الوطني الأمريكي ومساعد وزير الدفاع في عهد أدارة بيل كلينتون ومؤلف كتاب" القوه الناعمة :سبل النجاح في عالم السياسة الدولية"حيث وجد ان القوة العسكرية والاقتصادية اي القوة القاسية لم تعد كافية في الهيمنة او السيطرة لذا فهو يدعوا الولايات المتحدة الى عدم استخدام القوة الصلبة والتوجه لاستخدام قوة غير عسكرية في الترويج والترغيب لأفكارها وسياستها ويعتقد جوزيف ناي ان استعمال القوة من قبل القوى الكبرى قد يشكل خطر على أهدافها وتطلعاتها السياسية والاقتصادية وحتى الثقافية ،من هنا فان الولايات المتحدة كما يقول جوزيف ناي ان ارادت ان تبقى قوية فعليها ان تنتبه الى قوتها الناعمة "اللينة"فبإمكان دولة مثل الولايات المتحدة ان تحصل على النتائج التي تريدها في السياسة الدولية لان الدول الأخرى تريد اللحاق بها وإتباعها أعجابا بقيمها او تقليداَ لنموذجها او تطلعا للوصول الى مستوى ازدهارها ورفاهها وانفتاحها و ان من الأهمية بمكان ان تضع برنامجاَ في السياسة الدولية يجذب الاخرين أليك وان لاتجبرهم على التغيير من خلال التهديد او استعمال القوة العسكرية او الاقتصادية هذا المظهر من القوة جعل الاخرين يريدون ماتريده انت وهو ما اسميه بالقوة الناعمة بهذه الطريقة تكسب الناس بدلاَ من إجبارهم وتحقق أهدافك بابخس الإثمان ويشير الى ان القوة القاسية والقوة الناعمة ترتبطان ببعضهما البعض وتدعمان بعضهما فكلاهما مظهر من مظاهر القدرة على انجاز أهدافنا عبر التأثير في طريقة تصرف الاخرين "غير مكلفة لامادياَ ولادماء ويمكنها ان تحدث ذات التأثير بل ربما أكثر لان الصورة والاحداث ستبقى متشابكة لايمكن النظر اليها بمنظار واحد وسنعود للحديث عن الصفحة الثانية من هذا المخطط بعد ان نستكمل البحث في الصفحة الأولى وهي استخدام القوة الصلدة والمباشرة بفرض حصار اقتصادي وغزو واحتلال العراق.
ان الحقيقة الموضوعية للاحتلال الأمريكي للعراق كما يقر القادة الأمريكيين كان " العطش الأمريكي للنفط
U.S.Thirst for Oil " ويؤكد الكاتب ايان ترتيلدج أن الحرب على العراق لم تكن حربا لأجل الحرية أو الديمقراطية أو مؤامرة لسرقة النفط العراقي فحسب، بل كانت محاولة لإنشاء محمية نفطية موثوقة ومتفهمة في الشرق الأوسط تتعهد تأمين طلب الأمريكيين المتصاعد للنفط " واستكمال الطوق الاستراتيجي على اوراسيا وشرق أسيا بزعامة الصين لإخراج العراق من موقفه التاريخي المعادي لإسرائيل وضمان أمنها والبداية برسم خارطة جديدة للشرق الأوسط وشمال افريقيا وبما يخدم المصالح الامريكية والإسرائيلية.
هنا لابد من أن نشير الى اضطراب العلاقات بين أمريكا والشرق الأوسط، خصوصا في أعوام 1973 و1978 ، حيث انخفضت إمدادات نفط الشرق الأوسط بمقدار 3.3 مليون برميل و 3.5 مليون برميل على التوالي. وقد خفضت السعودية إنتاجها عام 1985 ليصبح 3.6 مليون برميل، بعد أن كان 6.7 مليون برميل/يوميا عام 1982. ولكن في عام 1988 في يناير/ كانون الثاني رفعت كل من السعودية والكويت إنتاجهما لتهبط أسعار النفط الى أقل من 50% (12.97 دولار/برميل)، مما جعل العراق يفسر هذا السلوك بأنه مخصص لإيذاء العراق، الذي تزايدت ديونه لتصبح 70 مليار دولار نتيجة للحرب العراقية الإيرانية، وقد صعد العراق من طرق انتقاده للدولتين، فاتهم الكويت بالتعدي على حقل نفط الرميلة ومن ثم اعتبر الكويت جزءا من العراق، فغزاها. لم تكن أصابع أمريكا بعيدة عن هذا السيناريو، واعتبرت غزو الكويت أفضل هدية لها لتحقيق أحلامها السابقة في إحكام السيطرة على منطقة الخليج والعراق معا.
لقد انهارت البنية التحتية للعراق بفعل ضربات القوة المحتلة وباحلال الفوضى والسلب والنهب الذي دخل متوازياَ مع الاحتلال وهنا نشير الى ان أمريكا لم تكن تحمل اي مشاريع لما بعد الاحتلال على عكس الوعود البراقة التي وعدت بها العراقيين ، ان أول سفيره أمريكية دخلت العراق بعد الاحتلال هي "باربره بودي " وقد كتبت في حزيران 2003م اي بعد مضي شهر على الاحتلال وبعدما كلفت وزارة الدفاع بالإشراف على العراق عوضاَ عن الخارجية اي استبدال "كولن باول
Colin Powell" ب"دونالد رامسفيلدDonald Rumsfeld" وبعدما كان الحاكم العسكري للعراق" بول برايمر"Paul Bremer والذي خلف الجنرال" جي.غارنر"Jay Garner في 6 آيار 2003 كتبت تقول "لم تكن هناك اي خطة للفترة التي تلت حرب العراق ،فقط اقتراحات ساذجة وربما متغطرسة انه كان هناك قناعة في واشنطن عندما يصل الأمريكيون الى بغداد تكون هناك بيروقراطية عراقية جاهزة ،وان عملية أعادة البناء سوف تكون من اموال عراقية وان العراق سيصبح نموذجا لدول المنطقة ولم يتوقع المسؤولون بقاء القوات الامريكية في العراق لأشهر ، لأنهم كانوا يعتزمون بدء الانسحاب في نيسان او ايار 2003 وابقاء عدد محدود من القوات .انه كان خطأ كبير توكيل وزارة الدفاع بإدارة الوضع في العراق بعد الحرب ،ان هناك ضرورة لتدويل الوضع في العراق وان هناك بالفعل هوية عراقية كذلك لااتوقع انقسام البلاد".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
afif

afif


عدد المساهمات : 863
تاريخ التسجيل : 26/01/2010
العمر : 45

من بغداد إلى طرابلس الغرب الثورة والاستعمار-الثورة والاحتلال- Empty
مُساهمةموضوع: رد: من بغداد إلى طرابلس الغرب الثورة والاستعمار-الثورة والاحتلال-   من بغداد إلى طرابلس الغرب الثورة والاستعمار-الثورة والاحتلال- Icon_minitimeالثلاثاء 7 يونيو 2011 - 15:22

ان أمريكا قد اعتمدت عملية "المطرقة الحديديةOperation Iron Hammer "في تعاطيها مع العراق لفرض الديمقراطية والمصالحة مع الشعب وتهدئته [Pacification] .يقول مسؤول القوات الخاصة "لقد استخدمنا تكتيكات وحشية ،لقد جرفنا البساتين بالتراكتورات الثقيلة واستخدامنا مقاتلات [F-16] لتدميراي منزل يشتبه بأن متمرداَ يختبأ به " ويضيف بسبب هذه القوه لم يكن جنودنا هناك لكسب قلوب وعقول العراقيين انما للأختباء وحماية انفسهم ،ان قائد القوات الامريكية "ديفيدهاول بترايوس " David Howell Petraeus بعد كل حملة يقول :"لقموا سلاحكم بعشرة ملايين دولار من الذخيرة" ساخراَ من موقف " بول وولفوتيزPaul Wolfowitz " الذي كان يقدر الكلفة الشهرية ب 7.4 مليار دولار للحرب على العراق ان أمريكا قد احتلت العراق دون اي مسوغ شرعي او قانوني فلم تحصل على تأييد المجتمع الدولي لشن هذه الحرب التي أدت الى تدمير العراق واحتلاله ،ونلاحظ بعد ثلاثة أيام من سقوط بغداد عقدت قمة بطرسبورغ في 12/4/2003 التي حضرتها روسيا والمانيا وفرنسا وادانت "السعي الأمريكي الى فرض سيطرة الدولة الواحدة على العالم بأسره "وانطلاقاَ من ذلك دعا الرئيس الفرنسي الى " اخضاع القوة للقانون " وشجب الرئيس الروسي" فلاديمير بوتين Vladimir Putin " الاستعمار الجديد الذي يهدد "بأثارة حروب لانهاية لها".
ان ما مخطط له ان تستمر أمريكا بالتوسع والإطاحة بالأنظمة في الشرق الأوسط من خلال القوة العسكرية والاحتلال وهو ماصنف بالقوة الصلبة لكن الشعب العراقي قد عاق هذه المخطط بشكل كبير من خلال رفضه الاحتلال والعمل على اسقاط المخططات الامريكية التي ارادت إذلاله ."أمريكا لم تعرف ان العربي العراقي مزيج يختلط فيه الحضري والقبلي والسني والشيعي والمتسامح والعنيف والقومي والقطري والديني ،كله في انسان واحد لايمكن ان يتعايش طويلاَ مع محتل ،فما بالك والمحتل متغطرس وعلى قدر متواضع من الخبرة في المنطقة وفي الوقت نفسه مغرر به" فكثيرون قد احتلوا بغداد ورحلو مهزومين وبقيت بغداد ،ان لورنس العرب قد كتب في صحيفة الصنداي تايمز بتاريخ 27 آب 1920 يقول :" لقد اقتيد شعب انكلترا في بلاد الرافدين الى فخ يبدو من الصعب الهروب منه على الاحتفاظ بالكبرياء والشرف لقد خدعنا بالمعلومات الكاذبة والفيض الجاري من الأضاليل ،بغداد منهكة ومقطعة الأوصال وكل شيء فيها غير حقيقي وغير منجز والإدارة لدينا اكثر وحشية واقل كفاءه مما يعرف الرأي العام انه عار في سجلنا الإمبراطوري وربما عاجلاَ سيزداد الالتهاب الى درجة لايمكن علاجه ،نحن اليوم لسنا بعيدين عن الكارثة ".

من النتائج الغير متوقعه للحرب العالمية الثانية ظهور المنظومة الاشتراكية وكذلك حركات التحرر العالمية والقنبلة النووية وتبعاتها وأبعادها السياسية والاقتصادية وغيرها وصولاَ الى الثورة التكنولوجية والعولمة والثورة الرقمية .
تشكلت المنظومة الاشتراكية من البلدان التي حررها الجيش الأحمر والتي احتلها وتوقفت حدودها حيث وطأت أقدام القوات الزاحفة من الشرق الأوربي.
أما جيوش الحلفاء بقيادة الشراكة الانكلو-أمريكية فانها كذلك بقيت ولتاريخه في البلدان التي حررتها من النازية والفاشية او استطاعت انتزاعها هنا وهناك في محاربة حركات التحرر التي نهضت على أنقاض الاستعمار التقليدي.ومع تبلور الاحتلال في القطاعين الشرقي والغربي والأوربي واستقراره انشئت انظمة موالية لكل من الفريقيين وكل على مثاله وبالتالي برزت بوضوح القطبية الثنائية واستقطابات الحرب الباردة التي شنتها أمريكا بموجب وثيقة إستراتيجية الأمن القومي وقد واكب ذلك الاستقطاب ظاهرة اجتثاث النازية والفاشية واستيعاب مجموعاتها غرباَ وشرقاَ كما تمظهرت ابان تلك المرحلة ظاهرة حركات التحرر العالمية والتي كان من أبرزها الحركات الصينية والفيتنامية والاندونسية –الحركة التي حررت جزر اندونيسيا من الهولنديين –أما الحركات الصينية التي كانت بقيادة " ماوتسي تونغ
Mao Tse Tung " فقد حاربت على نحو ربع قرن على جبهتين جبهة الاحتلال الياباني لمنشوريا Manchuria وغيرها من سنة 1932م ومابعد الى جبهة الاحتلال الوطني التي مثلها شنغاي شك بدعم أمريكي منذ اواسط العشرينات والتي انتزعتها حركة التحرر الصينية بالكفاح الشعبي المسلح واعلنت انتصارها نهائياَ بإعلان الصين الشعبية في 1/10/1949 لكن الحركة الوطنية الفيتنامية فانها استمرت بمحاربة عودة الاستعمار الفرنسي حتى دحرته في معركة "ديان بيان فوDien Bien Phu " التي بدأت في 7 آذار 1954 وانتهت في 7 أيار بعد حصار دام شهرين وافضى الى تقسيم فيتنام الى شمال وجنوب حيث استولى "هوتشي منهHo Chi Minh " على الشمال ولاحقاَ تدخل الأمريكيون في الجنوب لمكافحة الشيوعية الأمر الذي أدى الى حرب طاحنة أمريكية فيتنامية انتصر فيها الفيت كونغ Viet Cong على الأمريكان بعد عقدين من القتال في 1/ايار/1975 وهرب الأمريكيون من على سطح سفارتهم في "سايغونSaigon " حاملين معهم "عقدة فيتنام" وثاني هزيمة في تاريخ أمريكا بعد هزيمتهم الأولى على ايدي الكنديين عام 1812.
اما اختراع أمريكا للقنبلة النووية واستخدامها في هيروشيما-
Hiroshima- (6 آب1945)ونكازاكي -Nagasaki -في (9 آب 1945)فقد أدخلت العالم في مرحلة جديدة مرحلة الرعب وإمكانية الدمار الشامل المتبادل بعدما كسر الاتحاد السوفيتي الاحتكار الأمريكي للقنبلة النووية في آب 1949 أدخلنا في مرحلة الردع المتبادل الذي حافظ على الأمن والسلام الدوليين بين الجبارين وتفاقم الصراع بين الفريقيين لكنه استبدل المواجهة بالحروب بالنيابة وتصارعت الاكتشافات والاختبارات النووية وانتقل العالم الى صنع القنابل الهيدروجينية والنتروجينية وغيرها من الصواريخ عابره القارات والقذائف البالستية الانجازات العسكرية الى حقائق مدنية في مجالات الاتصالات والمواصلات وكذلك تحولت الرأسمالية من رأسمالية وطنية الى قارية وصولاَ الى ظاهرة معولمة كونياَ، الظاهرة التي دعيت في مطلع تسعينات القرن العشرين العولمة الكونية على اثر انهيار الاتحاد السوفيتي في 25 كانون الأول عام 1991 وبالتالي تفردت أمريكا بالأحادية القطبية التي استمرت على رأس هرمها نحو (15) عاماَ اذ بدأت الإقليميات تأخذ دورها في الصين والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا وعادت موسكو الى الصراع على القمة وأعادت تشكيل الاعتبار الى التعددية القطبية بعدما اتجه الاتحاد الأوربي الى الانضواء ثانية تحت المظلة الامريكية بينما بقيت اليابان كقطب اقتصادي ومحمية أمريكية.
اقليمياَ اغتصبت فلسطين وشرد شعبها في عام 1948 فتزلزلت الأنظمة العربية حديثة الاستقلال الصوري فزحف العسكر الى سدة الحكم وأصبحت العسكرتاريا ظاهرة عربية شاملة نسبياَ بين 1948 و1969 لكن ظاهرة الضباط الأحرار في مصر بقيادة جمال عبدالناصر كانت من طينة شعبية مختلفة كانت وطنية الالتزام وقومية التوجه فاستأنفت التحرير من براثن الاحتلال البريطاني وأدواته وبناء حكم وطني ،لذلك حاول الغرب الطامح للاستيلاء مجدداَ على المنطقة عبر امدادات عسكرية من مشروع الشرق الأوسط الأطلسي المنشأ الى قيام "حلف بغداد" عام 1955 وابتداع غيرها من احاييل لاحتواء او اسقاط المشاريع التنموية الوطنية لكن الغرب لم يكن موحداَ في تطلعاته للمنطقة فالولايات المتحدة مثلاَ استهدفت استبدال الاحتلاليين البريطاني والفرنسي باحتلالها هي وفي ذات الوقت تعاونت مع فرنسا وبريطانيا وضمنت امن اسرائيل وسيادتها في فلسطين كما جاء في البيان الثلاثي في 25 ايار 1950 وعليه حولت أمريكا اسرائيل الى حاملة طائرات عسكرية ولبنان الى حاملة طائرات اقتصادية بغية التوغل في المنطقة من المشرق الى الخليج العربي الى ايران حيث أسقطت حكومة الدكتور مصدق لأنه قام بتأميم النفط وأعادت الشاهنشاه الى السلطة في 19 آب 1953 والذي دام ظله الاستبدادي حتى استولت الثورة الإسلامية في ايران على مقاليد الحكم في 11 شباط 1979 ، وبالعودة الى السياق الإقليمي التاريخي لابد من الإشارة الى انطلاق الثورة الجزائرية ضد الاستيطان الفرنسي في الجزائر في 4 تشرين الثاني عام 1954 وذلك على وهج وخطى الثورة الفيتنامية واتساع مدى المد القومي العربي عندما تدهورت الأمور بين مصر الناصرية والغرب في اعقاب تامييم قناة السويس في 23 تموز1956 ومنح جبهة التحرير الوطني الجزائرية قاعدة ارتكاز خلفية في القاهرة والاعتراف بالصين الشعبية وكسر احتكار السلاح بشراء سلاح سوفيتي عبر تشيكوسلوفاكيا في أيلول عام 1955 ،ان تراكم التحديات والنهوض الوطني العالمي احدث مناخاَ مؤاتياَ للتحرر والتوحد ،الأمر الذي حاول الغرب إجهاضه في "حرب السويس" في خريف عام 1956 وفشل سياسياَ اذ انتهت المعركة ليس بإسقاط النظام الناصري انما بنشوء الجمهورية العربية المتحدة (22 شباط 1958 – 28 أيلول 1961 ) وتوسع دائرة النضال القومي والاممي في العالم الثالث من أسيا الى افريقيا الى أمريكا اللاتينية حيث كانت جزيرة كوبا أولى الدول المتحررة من النير الاستعماري الأمريكي في أول كانون الثاني عام 1959 .
ان أمريكا كقوة اقليمية اعتبرت ان مهمتها هي التصدي لمن يسيء الى مصالحها بالتحالف مع الأنظمة العميلة وإسرائيل وطبعاَ هنا نقصد مصالحها النفطية وتمسكاَ بأهمية المنطقة كدائرة إستراتيجية وبالتالي تآمرت تلك القوى على الجمهورية العربية المتحدة وتمكنت من تفكيكها وازالتها كظاهرة تاريخية في 28 أيلول 1961 ولم تمضي سوى أشهر حتى تحررت الجزائر ونالت استقلالها في 5 تموز 1962 وتلت تلك الثورة التحررية ثورة السلال في اليمن (26 أيلول 1962) وبتوجيه وتآمر أمريكي مع الأنظمة العميلة في الوطن العربي فقد كان القضاء على حركة الثورة العالمية بإسقاط نظام بن بللا الوطني في الجزائر في 19 حزيران 1965 وبالتالي الغاء المؤتمر الدولي المزمع انعقاده لحركات التحرر في الجزائر في نهاية حزيران واستيلاء بومدين على السلطة وجاءت حرب حزيران على مصر التي اعتبرت نكسه كبيرة لمصر بخسارة الحرب ووفاة عبدالناصر في 28 أيلول 1970 وخلفه أنور السادات ودخل "حرب التحريك"في 6 أكتوبر 1973 لإخراج مصر من المنظومة العربية وانضمامها الى الحلف الأمريكي وإبرام "اتفاقية سلام " مع اسرائيل في 26 آذار 1979 .
ان الظاهرة الامريكية في فرض الهيمنة على العالم من العديد من الجوانب ،الجانب الاقتصادي بفرض اقتصاد السوق مباشرة اما بالواسطة عبر الثلاثي اللاقدوس البنك الدولي ومنظمة التجارة الدولية وصندوق النقد الدولي ومن الجانب السياسي عبر فرض النيوليبرالية((
Neoliberalismوالخصخصة(Privatization ) وإلغاء القيود القانونية باسم التعددية والشفافية ومن الجانب الثقافي عبر الإعلام والدعاية والاحتلال وفرض منظومة قيم وأخلاقيات لاتنسجم مع قيم وأخلاقيات الشعوب غير الانكلو-أمريكية او الغربية بغية محو هويات الشعوب على أنواعها وأمركتها وإغراقها بآفة الاستهلاك وبالاستهلاكية الاجتماعية كقيمة مادية مطلقة لاتستجيب لمتطلبات الشعوب الروحية ،ومن الجانب العسكري الانتقال بالشعوب والدول من مرحلة الى أخرى بالاحتلال العسكري والمصادرة والتدمير وقيام انظمة عميلة ومأجورة للاحتلال باسم الديمقراطية واحداثة والتحديث ، وهنا نذكر قول الجنرال شارل ديغول"ان الدول تنتحل احياناَ ثوباَ ايديولوجياَ لصراعاتها،لكن الصراع يظل في جوهره دائماَ صراعاَ بين مصالح وموارد واستراتيجيات لهيمنة والسيطرة ونهب موارد الضعفاء...لمجرد انهم ضعفاء".
لقد انتهجت أمريكا سياسة الراية الخداعة "False Flage" في استراتيجيتها تجاه الشرق الأوسط والتي تعني قيامها باعمال إرهابية ضد مصالحها ونسبها الى خصومها من اجل تبرير الاعمال التي ستقوم بها ضد اولئك الخصوم والحقيقة انها استراتيجية جهنمية تستطيع من خلالها التدخل وفرض الوصاية على الدول ،ان الراية الخداعة التي اعلنت فيها أمريكا حربها ضد الارهاب في المنطقة كانت احداث تفجير برجي مركز التجارة الدولية بمنهاتن ومقر وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) لنناقش هذا الموضوع بشكل موسع لكي نستطيع ان نؤكد ان هذا الحدث ماهو الا محرك من محركات استراتيجية الراية الخداعة من اجل التغلغل والتغيير ففي يوم الثلاثاء المصادف 11 سبتمبر 2001 تم تحويل اتجاه اربع طائرات نقل مدني تجارية وتوجيهها لتصطدم بأهداف محددة نجحت في ذلك ثلاثة منها لضرب أهدافها، تم تنفيذ هذه العملية من قبل 19 شخصاَ انقسموا الى أربعة مجاميع ضمت كل مجموعة أشخاص تلقوا تدريباتهم ودروسهمَ في معاهد الملاحة الجوية الأمريكية وعلى أيدي مدربين أمريكان ولك ان تفكر كيف حدث هذا التدريب .المهم هنا في هذا الموضوع هو استرتيجية الراية الخداعة والتي تاكدت بشكل واضح ان القائم بهذا الحدث هي امريكا ذاتها من خلال منظمة القاعدة وللاسباب التالية :
أقامت منظومة نوراد الدفاعية
Noth American Aerospace Defense Command -NORAD قبل سنتين من العملية الفعلية تدريبات وهمية لضرب برجي التجارة ومبنى البنتاغون وكانت هناك مناورات لاختبار عمل هذه المنظومة الدفاعية في نفس يوم وقوع الهجمات.
في سبتمبر 2000 وقبل استلام إدارة جورج دبليو بوش ظهر تقرير أعدته مجموعة فكرية تعمل في مشروع القرن الأمريكي الجديد"
The Project For The New American Century –PNAC" وهي احد مؤسسات المحافظين الجدد، كان أبرز المساهمين بها هم ديك تشيني Dick Cheney، دونالد رامسفيلد،وشقيق الرئيس الامريكي السابق جورج دبليو بوش المدعو جيب بوشو Jeb Bushباول ولفووتز، سمي هذا التقرير إعادة بناء دفاعات أمريكا، ذكر به أن عملية التغيير المطلوبة ستكون بطيئة جدا بغياب أحداث كارثية جوهرية بحجم كارثة بيرل هاربرPearl Harber.
في 24 أكتوبر 2000 بدأ البنتاجون تدريبات ضخمة أطلق عليها اسم ماسكال. تضمنت تدريبات ومحاكاة لاصطدام طائرة بوينغ 757 بمبنى البنتاغون.
في 1 يونيو 2001 ظهرت تعليمات جديدة وبصورة فجائية من رئاسة الأركان العسكرية تمنع أي إدارة أو قوة جوية بالتدخل في حالات خطف الطائرات بدون تقديم طلب إلى وزير الدفاع والذي يبت بالقرار النهائي بخصوص الإجراء الذي يمكن أن يتم اتخاذه .
مع تكرار النفي الأمريكي ذكرت تقارير الاستخبارات الفرنسية أن أسامة بن لادن كان قد دخل إلى المستشفى الأمريكي في دبي في 4 يوليو 2001 أي قبل شهرين من أحداث 11 سبتمبر حيث زاره أحد عملاء وكالة استخبارات المركزية، والذي تم استدعائه بعد ذلك فورا إلى واشنطن.
في 24 يوليو 2001 قام رجل أعمال يهودي اسمه لاري سيلفرشتاين
Larry A. Silverstein باستئجار برجي التجارة من مدينة نيويورك لمدة 99 سنة بضمن عقد قيمته 3.2 مليار دولار وتضمن عقد الإيجار بوليصة تأمين بقيمة 3.5 مليار دولار تدفع له في حالة حصول أي هجمة إرهابية على البرجين. وقد تقدم بطلب المبلغ مضاعفا باعتبار أن هجوم كل طائرة هو هجمة إرهابية منفصلة. وأستمر سيلفرشتاين بدفع الإيجار بعد الهجمات وضمن بذلك حق تطوير الموقع وعمليات الإنشاءات التي ستتم مكان البرجين القديمين.
في 6 سبتمبر 2001، تم سحب جميع كلاب اقتفاء أثر المتفجرات من البرجين وتم توقيف عمليات الحراسة المشددة على الرغم من التحذيرات الأمنية المتكررة من مخاطر أمنيّة .
في 6 سبتمبر 2001، قفز حجم بيع والتخلص من أسهم شركات الطيران الأمريكية بحجم بلغ أربعة أضعاف حجم البيع والتخلص الطبيعي لهذه الأسهم. وفي 7 سبتمبر قفز حجم بيع والتخلص من أسهم بوينغ الأمريكية إلى حجم بلغ خمسة أضعاف حجم البيع والتخلص الطبيعي لهذه الأسهم. وفي 8 سبتمبر قفز حجم بيع والتخلص من أسهم شركة أميريكان ايرلاين إلى حجم بلغ 11 ضعف حجم البيع والتخلص الطبيعي لهذه الأسهم. وحركة البيع والشراء اللاحقة بعد الأحداث وفرت أرباح وصلت إلى 1.7 مليار دولار أمريكي.
يوم 10 سبتمبر 2001، قام العديد من المسؤولين في مبنى البنتاغون بإلغاء رحلات طيرانهم ليوم 11 سبتمبر بصورة مفاجئة .
يوم 10 سبتمبر وصل اتصال هاتفي إلى ويلي براون محافظ سان فرانسيسكو ينصحه بعدم الطيران إلى نيويورك لحضور اجتماع كان مقررا عقده في 11 سبتمبر، ولم يغادر بناء على تلك النصيحة. وإتضح فيما بعد أن المكالمة صدرت من مكتب وزيرة الخارجية كونداليزا رايس
Condoleezza Rice.
في 10 سبتمبر تم تحريك معظم المقاتلات الأمريكية إلى كندا والاسكا في مناورة تدريبية سميت الشر الشمالي لمحاربة هجوم أسطول طيران روسي وهمي، وفي 11 سبتمبر تم بث صور طائرات مقاتلة وهمية على شاشات الرادارات العسكرية مما أربك الدفاعات الجوية في منظومة نوراد ذلك اليوم. ولم يبقى في الولايات المتحدة الأمريكية بكاملها سوى 14 مقاتلة للحماية، وفي 11 سبتمبر تم إرسال 3 طائرات إف16 هم ما تبقوا بجانب البنتاغون إلى مهمة تدريبية في شمال كارولينا.
الرواية الرسمية: طائرة البوينغ 757 في رحلتها رقم 77 والتي ضربت البنتاغون (حسب الرواية الرسمية) استدارت 330 درجة في الهواء بسرعة 530 ميل في الساعة وإنخفضت بنفس الوقت 7000 قدم حيث تم ذلك خلال دقيقتين ونصف لتتمكن من التحطم داخل البنتاغون.
رأي الخبراء: يستحيل على طائرة بوينغ 757 القيام بتلك المناورة، وإذا ما تمت تلك المحاولة ستصاب الطائرة بحالة تسمى
STALL ،و هذا يعني انعدام استجابة الطائرة الإيروديناميكية، أي فقدان السيطرة بشكل كامل على حركة الطائرة .
في نوفمبر 2002 سقطت طائرة وذلك بسبب اصطدامها بعامود إضاءة قبل وصولها إلى المطار لتنقل الرئيس الأمركي السابق جورج بوش الأب إلى الإكوادور، حيث تمزق المحرك وتناثر، بينما حسب الروابة الرسمية تمكنت رحلة 77 من الاصطدام وقلع 5 أعمدة إنارة من الأرض دون أن تصاب الأجنحة أو المحركات بأي ضرر.
لم يظهر على العشب الأخضر أمام مبنى البنتاغون أي علامات اصطدام أو تزحلق للطائرة.
لم يظهر أي جزء كبير كذيل أو أجزاء جناح من الطائرة التي صدمت مبنى البنتاغون. الرواية الرسمية تقول أن حرارة الاحتراق بخرت الطائرة. وعلى الرغم من تبخر معدن الطائرة، تم التعرف على 184شخص من أصل 189 شخص قتلوا، منهم 64 شخصا كانوا على متن الطائرة التي تبخرت بسبب الحرارة. مع مراعاة أن محركات الطائرة التي تبخرت تزن 12 طن ما مادة التيتانيوم ذات درجة الانصهار المرتفعة.
ظهرت ثلاث قطع صغيرة تم التعامل معها على أساس أنها من بقايا الطائرة. لم تتطابق هذه القطع مع أي مكون من مكونات البوينغ 757
قبل إنهيار القسم المصلب في مبنى البنتاغون لم تظهر الصور المتسربة أي فتحات في الجدار عدا فتحة واحدة بالكد تكون مساوية لحجم جسم الطائرة، ولم يظهر أي فتحات أخرى لاختراق الأجنحة أو المحركات الضخمة .
ظهرت رائحة مادة الكورودايت المتفجرة بصورة مميزة في مبنى البنتاغون وهو وقود للصواريخ والقذائف ولا يستعمل كوقود للطائرات.
لم يسقط البرجين الرئيسيين فقط بل وسقط برج التجارة رقم 7، والذي يحوي مقر السي أي آيه والخدمات السرية بعد عدة ساعات، بدون تفسير منطقي، واتضح أنه مملوك بالكامل للاري سيلفرشتاين الذي كان قد استأجر باقي الأبراج. وجميع البنايات المحيطة بالبرج السابع لم تتأثر. بل حتى لم يسقط زجاجها. التفسير الرسمي هو أن شظايا نارية وصلت إلى البرج وأدت إصابته بأضرار مدمرة واشتعال النار في داخله وبالتالي انهياره على شكل قد يخطئه البعض على أنه تفجير متحكم به. إذا صحت هذه النظرية يكون هذا البرج هو البرج الثالث في تاريخ البشرية يسقط بسبب الحريق، أول برجين سقطا هما برجي التجارة.
تم الكشف في برنامج بث على الهواء مباشرة عن ترتيبات لاري سيلفرشتاين لتفجير البرج 7 ذلك اليوم. الخبر الذي استغرق بثه 10 دقائق تعرض للتشويش خمس مرات. لاري سيلفرشتاين استلم 861 مليون دولار قيمة تأمين عن ذلك المبنى والذي كلف شراءه 386 مليون دولار، بربح صافي غير خاضع للضرائب يقارب 500 مليون دولار.
تحدث الناجون عن انفجارات كانت تحدث داخل الأبراج إلا أن التحقيق الرسمي تجاهل ذلك.
استغرق سقوط البرج الجنوبي 10 ثوان وهي فترة الزمنية اللازمة للسقوط الحر من أعلى البرج بدون أي إعاقة أو مقاومة. أي أن الجزء العلوي كان يسقط في الفراغ وليس على باقي هيكل البرج الذي يقف أسفل منه.
تم تسجيل أصوت تفجيرات من البنايات المقابلة للأبراج.
وصل رجال الإطفاء إلى الطابق رقم 78 واستطاعوا مكافحة النيران في ذلك الطابق مع أنه الطابق الذي أصابته الطائرة والذي يفترض أنه قد ذاب بسبب الحرارة. منعت السلطات الأمريكية صدور شريط صوتي يؤكد هذا الأمر إلى أن تم تسريبه إلى الصحافة .
وصف الكثير من رجال الإطفاء ما شاهدوه بأنه عملية تفجير للبرجين.
تم الحصول على أدلة تشير إلى حدوث تفجيرات تحت الأرض أسفل البرجين لحظات قبل الانهيارات. هذه التفجيرات تم التقاطها من قبل مراصد جامعة كولومبيا.
أجواء الولايات المتحدة وأي دوله في العالم مغطاة بشبكه ترصد تحرك الطائرات ولم تتحرك أي طائرة من طائرات سلاح الجو الأمريكي في 28 قاعدة على مستوى أمريكا، لماذا لم يبلغ أي كمبيوتر عن فقدان طائرة وتحولها من مسارها وأن أصلا هذه المنطقة لا تدخلها الطائرات.
ولماذا لم تستطع منظمة
Civilian Air Traffic Controlالمسؤولة عن توجيه ورصد الطائرات المدنية أكتشاف الطائرات المفقودة.
كان هناك خمسة إسرائيليين يصورون البرجين من سطح شركتهم وهم يضحكون وقد أعتقلوا ولكن أطلق سراحهم بعد72 ساعة.
تم اتهام منظمة القاعدة الارهابية بتنفيذ هذه الاحداث ونلاحظ كيف اعتبرت هذه الاحداث ذريعة لاعلان الحرب على الارهاب وادت الى حرب افغانستان واحتلالها وسقوط طالبان وكذلك الحرب على العراق واحتلاله وسقوط نظام الحكم فيه ، ونتساءك اذا كانت هذه الاحداث من فعل منظمة القاعدة الارهابية فمن الذي اوجد وانشأ هذه المنظمة اليست امريكا .
ومايزيد من التاكيد على ان احداث 11 سبتمبر 2001 هي ذريعة من اجل احداث تغيير وتدخل واحتلال في الشرق الاوسط وشمال افريقيا والمنطقة بالكامل لم تعترف منظمة القاعدة او تصرح بانها المسؤولة عن الهجوم الا في عام 2004 وفي تسجيل مصور تم بثه قبيل الانتخابات الامريكية في 29 اكتوبر 2004 اعلنت مسؤوليتها عن احداث 11 سبتمبر 2001 مما ساهم كثيراَ في اعادة انتخاب الرئيس الامريكي جورج دبليو بوش لرئاسة امريكا مرة ثانية وهذه الذريعة لم تستخدم للخارج والسياسة الخارجية فقط انما استخدمت في في الوقت ذاته للداخل الامريكي حيث فرضت ايضا على الشعب الامريكي بالرضوخ والتي لايمكن ان يتقبل مثل هذه السياسات دون ذريعة مقتعه .
لقد احتل العراق في عام 2003م وابتدأت مرحلة جديدة مرحلة مابعد استراتيجية الراية الخداعة لتبدأ استراتيجية جديده وهي" التدمير الخلاق
Creative Destruction " والبدء بسياسة يطلق عليها القرصان الذكي مورغان Smart Pirate Morgan وهي ان القرصان العادي هو الذي يغير على السفن المسافرة ويقتل ركابها الابرياء وينهب حمولاتها من الاشياء والنقود اما القرصان الذكي فانه لايغير الا على سفن القراصنة الاخرين ينتظرهم قرب مكامنهم عائدين محملين بالغنائم مجهدين من القتل والقتال ثم ينقض عليهم محققاَ العديد من الاهداف منها حصوله على كنوز عدة سفن اغار عليهاالقرصان العادي لكن القرصان الذكي يحصل عليها جاهزة بضربة واحدة ،ان القرصان الذكي بهذا فهو لايرتكب بالقرصنة جريمة لانه نهب الذين سبقوا الى النهب وعليه فماقام به ليس جريمة انما عقاب وهو بهذا يصنع لنفسه مكانة رهيبة ومهابة ومعنى هذه السياسة ان الولايات المتحدة لاتشغل نفسها بالسيطرة على بلدان مفردة وانما تاخذ الاقاليم حزمة واحدة وهي باحتلالها العراق سوف لن تتوقف انما ستختار استراتيجيات وسياسات تمكنها من السيطرة على الوطن العربي وبمختلف المسميات عموما لنعود الى بداية الحلم الامبراطوري الامريكي الذي خرج ليقوم بابتلاع واكل الامبراطوريات اواخر القرن التاسع عشر حيث الاقرب في البدء اي امبراطوريات اسبانيا والبرتغال فتلك امبراطوريات قد اوهنت وضعفت بعدما افسدها الذهب المنهوب من كنوز قبائل وشعوب امريكا اللاتينية لذلك كانت الاغارة على ممتلكات اسبانيا والبرتغال مهمة سهلة الى حد كبير مما دعاها الى ابتلاعها ومع دخول القرن العشرين كانت امريكا تدرس احوال الامبراطوريات الاوربية المتهالكة بطول السنين او المتجددة والمتماسكة وكانت مدركة وهي تتابع مجرى الاحداث في اوربا (توحد المانيا وحرب السبعين وسقوط دولة نابليون الثالث ومشهد كوميونة باريس الداعي الى عصر من الثورات الاجتماعية )ان القارة الاوربية او القارة القديمة مقبلة على حرب عالمية لاعادة توزيع المستعمرات وهنا شعرت امريكا ان القرصنة سانحه لها لكي تخرج الى اعالي البحار وكان التحدي الكبير الذي واجهها هو كيف يمكن ازاحة تلك الامبراطوريات القديمة والاستيلاء على ممتلكاتها وفق سياسة "القرصان الذكي مورغان" وهذا يعني ان المهمة هذه المرة اصعب من امبراطورية كل من اسبانيا والبرتغال لان هذه الامبراطوريتين كانتا موجودة في حوض المياه الامريكي ويستعرض الصحفي محمد حسنيين هيكل في مقالة له بعنوان "الامبراطورية على الطريقة الامريكية " الصيرورة الاجمالية للشكل الامريكي وقد اختار لهذا العرض كتاب ستانلي كارنوف Stanley Karnov امريكا تتجه الى العولمةAmerica Goes Global في هذا الكتاب يقوم كارنوف بتحليل آليات الفكر الامريكي في تلك اللحظة الامبراطورية من اواخر القرن التاسع عشر ويعرض سلة من الملاحظات تبين السمات الاجمالية لحركة الدولة المتجهة باتجاه السيطرة الامبراطورية حيث يشير الى ان الولايات المتحدة نشأت ونمت بطبائع الجغرافيا والتاريخ دولة متحركة لاتطيق الوقوف مكانها،وتعتقد ان الوقوف لايكون الا استسلاماَ لحصار او تمهيد لتراجع اي ان غرائزها وحوافزها تدفعها لان تتقدم وتنتشر ،وحتى تلك اللحظة من الزمن اي اواخر القرن التاسع عشر كان التقدم والتوسع يجري على اساس ملء المساحة من خط الماء (الاطلسي)الى خط الماء (الباسيفيكي) وقد قبلت الولايات المتحدة ضريبة الحرب الاهلية لهذا السبب وحده وهو ملء المساحة من الماء الى الماء بدولة واحدة قوية ،ان عملية الوصول من الماء الى الماء تمت بسلاح النار في اغلب الاحيان وبسلاح الذهب في بعضها لان عدد من الولايات مثل لويزيانا والآسكا جرى شراؤها بالذهب (وكان استعمال الذهب في شراء الولايات اكثر عدلاَ من استعمال قطع الزجاج الملون –مل ء قدح من الخرز –وهو بالضبط مادفعه مهاجرون هولنديون في صفقة شراء جزيرة "منهاتن"قلب نيويورك.
فور انتهاء الحرب الاهلية فان الولايات المتحدة مضت تتطلع عبر الماء الى الناحيتين الى اسيا واوربا وتشعر بصوت محركاتها الداخلية توجهها الى الشواطيء البعيدة بادعاء "مهمة مقدسة" و "قدر محتوم" يكلفها بملء كل فراغ على الارض وتغطية اي غياب للبشر – والامريكيين بشكل خاص-عن موارد الثروة والغنى ،لقد اورد كارنوف حادثة في سياق قراءة تلك الحقبة من القرن التاسع عشر وهي تكشف مدى استغراق الفكر السياسي الامريكي باحلام التوسع وشغفه بالقوة وبالقدرة الحتمية على تحقيقها وبدا واضحاَ من تضمينات تحليله ان الميتافيزيقيا السياسية التي سنشهد عليها في القرن العشرين وبداية القرن الحادي والعشرين هي التي تحكم الجذر الفكري والايديولوجي للسلوك الاستراتيجي الامريكي في تحقيق الامبراطورية مترامية الاطراف تقول الحكاية : كان الرئيس الامريكي "وليام ماكينلي" الذي بدأت اثناء رئاسته اولى محاولات التوسع والانتشار الامبراطوري الامريكي –شخصية غريبة (ومن المدهش انها تحمل وجوه شبه من الرئيس الامريكي السابق "جورج دبليو بوش"فقد كان رجل اعمال وسياسياَ لايملك التجربة الناضجة ولا الخلفية الثقافية التي يعتمد عليها في سياسته وفرارته ولهذا كان جل اعتماده على مساعديه وعلى جماعات الضغط من اصحاب المصالح وقد رويت عنه فيما يحكيه "ستانلي كارنوف" في كتابه عن الامبراطورية الامريكية في اسيا نكتة شاعت تقول:
سؤال : كيف يتشابه عقل الرئيس "ماكليني " مع سريره ؟
ورد السؤال : كلاهما لابد ان يرتبه له احد قبل ان يستعمله!
ثم يورد "ستانلي كارنوف " في كتابه (الصفحه 128)مشاهد (تبدوا وكأنها تجري عام 2003م في البيت الابيض وساكنه السابق جورج دبليو بوش الذي تتولى كونداليزا رايس مهمة ترتيب عقله كل يوم قبل ان يستعمله ،تاركة ترتيب سريره لغيرها !) ويكتب قائلاَ كانت المناقشات في امريكا محتدمة حول ماينبغي عمله مع البلدان التي احتلتها الاساطيل الامريكية في الباسفيك ،وكانت فكرة الامبراطورية تجربة مستمدة على الولايات المتحدة وكان على الرئيس "ماكليني " ان يفصل في الامر بقرار ،ففي سبتمبر عام 1898م استقبل الرئيس وفداَ من قستوسة جمعية الكنائس التبشيرية الذين فوجئوا به بعد ان انتهت جلسته معه يقول لهم :عودوا الى مقاعدكم ايها السادة لاني اريد ان اقص عليكم نبأ وحي سماوي الهمني
Inspiration of Divine Guidance اريد ان اقول لكم انني منذ ايام لم انم الليل بسبب التفكير فما عسى ان نصنعه بتلك الجزر البعيدة "يقصد الفلبين"ولم تكن لدي ادنى فكرة عما يصح عمله ،ورحت اذرع غرفة نومي ذهاباَ وجيئة ادعوا الله ان يلهمني الصواب ،ثم وجدت اليقين يحل في قلبي والضوء يسطع على طريقي ان هذه الجزر جائتنا من السماء فنحن لم نطلبها ولكنها وصلت الى ايدينا منه من خالقنا ولايصح ان نردها وحتى اذا حاولنا ردها فلن نعرف لمن؟ولا كيف؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
afif

afif


عدد المساهمات : 863
تاريخ التسجيل : 26/01/2010
العمر : 45

من بغداد إلى طرابلس الغرب الثورة والاستعمار-الثورة والاحتلال- Empty
مُساهمةموضوع: رد: من بغداد إلى طرابلس الغرب الثورة والاستعمار-الثورة والاحتلال-   من بغداد إلى طرابلس الغرب الثورة والاستعمار-الثورة والاحتلال- Icon_minitimeالثلاثاء 7 يونيو 2011 - 15:24

أن "توراتية " الثقافة المؤسسة لأمريكا لم تكن عارضة وليست طارئة في ثقافة الاعتقاد السياسي للأمريكيين الأوائل فالقدرية كانت في صلب النشأة حيث اعتقد المهاجرين الى الأرض المكتشفة في ماوراء البحار أنهم ذاهبون الى ارض الوعد الإلهي ليقيموا "دولتهم الفاضلة" وان الجواب على سؤال الرئيس "ماكينلي"على القول ان جزر الفلبين البعيدة هبطت عليه من السماء فهو في صلب عقيدة الاستيطان نفسها ،وهي في الحقيقة عقيدة توراتية اي مستندة الى مكنونات العهد القديم .
إن سياسات الإدارة الأمريكية الجديدة والتي كانت برئاسة بوش الابن ومن يحيط به من المحافظين الـجدد ليست سياسات طارئة أو منفصلة عن الخط العام الذي يسبغ السياسات الأمريكية رغم الإسراف في مشروعها الإمبراطوري وتجاوزها للأعراف وتسفيهها للمؤسسات الدولية، إذ لا ينبغي أن يغيب عن الذهن جذور البعد الإستراتيجي كخط ثابت لا يتغير منه سوى الأسلوب والوسائل المتبعة لبلوغ الأهداف المرتقبة.

وهذا التوجه الإمبراطوري ليس وليد تصور سياسي أو خيار إستراتيجي مرهون بحدث تاريخي مفصلي أو برئيس أو إدارة أمريكية دون أخرى - جمهورية كانت أو ديمقراطية - بل ان هذا النهج كان و لا يزال خطا إستراتيجيا ثابتا رغم ما عرفه من تعثر في بعض مراحله التاريخية لظروف موضوعية طارئة سرعان ما تأقلم معها، ليواصل دعاة الإمبراطورية وبناتها مشروعهم من جديد.

إن المطّلع على خطاب السيناتور" ألبرت بيفردج "
Albert Beveridge بعنوان : " زحف العلم " The March of "The Flag الذي ألقاه خلال مناقشات الكونغرس سنة م1898، سيعي أن الحلم الإمبراطوري ليس وليد مرحلة ما بعد الحرب الباردة كما يصوره لنا بعض البحاثة وإنما رافق ميلاد الولايات المتحدة الأمريكية التي رأت في نفسها وريثا شرعيا لإمبراطوريات بدأت تتآكل وتأفل نجومها يقول: ألبرت بيفردج : " Albert Beveridgeعليكم أن تتذكروا اليوم ما فعله آباؤنا، علينا أن ننصب خيمة الحرية أبعد في الغرب، وأبعد في الجنوب. إن المسألة ليست مسألة أميركا، ولكنها مسألة زمن يدعونا إلى الزحف تحت العلم، حتى ننشر الحرية ونحمل البركة إلى الجميع. علينا أن نقول لأعداء التوسع الأميركي، إن الحرية تليق فقط بالشعوب التي تستطيع حكم نفسها، وأما الشعوب التي لا تستطيع فإن واجبنا المقدس أمام الله يدعونا لقيادتها إلى النموذج الأميركي في الحياة، لأنه نموذج الحق مع الشرف. فنحن لا نستطيع أن نتهرب من مسؤولية وضعتها علينا العناية الإلهية لإنقاذ الحرية والحضارة، ولذلك فإن العلم الأميركي يجب أن يكون رمزا لكل الجنس البشري!. لقد ساد هذا الخيار الإستراتيجي داخل المداولات حتى أن المجلس اعتبر أن "الإمبراطورية" هي الخيار الواجب إتباعه و ذلك ما ساهم في التشريع لسحق كل من حاول الوقوف في وجه غطرسة الولايات المتحدة أو تجرّأ على مقاومة مشروعها التوسعي .

ظل المشروع الإمبراطوري الناشئ يقضم شيئا فشيئا ما تبقى من الإمبراطوريات الهرمة كما ذكرنا – أسـبانيا والبرتغال- يطردها من مواقعها ليحل محلها بعد أن أضحى وجود الإمبراطوريتين " تطفّلا استعماريا وهمجية " على حد تعبير" تيودور روزفلت "
Theodore Roosevelt وهو الذي كان يعتبر اكتشافهما لأمريكا " بعثة حضارية ". كما ظل المشروع الإمبراطوري يتحين الفرصة السانحة ليرث الإمبراطوريات الأوروبية ) فرنسا وبريطانيا ( المنهكتين بفعل الحربين الأوربيتين الأولى والثانية وحين توفرت الظروف الملائمة لم تتوان الولايات المتحدة عن استلام التركة وملء ما سمي" بالفراغ الإستراتيجي "Strategic Vacuum فبعد الانتصار الكاسح على ألمانيا النازية والدمار الذي حل بأوروبا شرعت الولايات المتحدة في " رشوةBribe " حلفاءها تحت غطاء " المساعدات " لإعادة أعمارها من خلال" مشروع مارشال الشهير" The Marshall Plan وبذلك ضمنت تبعية أوروبا وولاءها ومصدر ابتزاز لا تزال تمارسه حتى يومنا هذا.

ولو نظرنا اليوم نظرة سريعة الى أمريكا الساعية لبناء امبراطوريتها نجد انها تمارس سيطرة لانظير لها على أنحاء العالم وتنشر قواتها حوله من سهول أوربا الشرقية الى خطوط المواجهة في شرق أسيا وعلى امتداد الوطن العربي ،وتسيطر أيضا على النظام المالي العالمي ولديها أوسع سوق للصادرات الأجنبية بحيث اذا هبطت الأسهم في "وول ستريت "
Wall Street تداعى الاقتصاد العالمي بأسره والشروع بمشاريع جديدة لتغيير خارطة الشرق الأوسط وفق مصالحها وتوسيع رقعة الاستحواذ وشطر الضعيف ليصبح تابع يدور في فلكها.

ان السعي الأمريكي للتوسع والسيطرة على العالم لم يتوقف منذ ان نشأة أمريكا بالرغم من تباين المستويات والحقب الزمنية الا ان ماتمر به من فترات توقف ليس الا لاعادة ترتيب الأوراق من جديد .

في خلال السنوات الانتقالية بين نهاية القرن العشرين وبداية القرن الحالي أسقطت الولايات المتحدة في يدها صفوة أوراق اللعبة الكونية الرئيسية. لقد صار اتخاذ أي قرار، وتقرير أي حل نهائي، من دون رضاها ضرباً من المستحيل. فما الذي نستطيع انتزاعه من المشهد العام؟؟..‏

مع نهاية الحرب الباردة أخذ منظرو الاستفراد الأميركي يصوغون المقدمات العملية لفلسفة السيادة المطلقة. كان كل شيء في المقدمات النظرية جاهزاً. العالم الإيديولوجي شكل أساساً ثقافياً ودعائياً لهذه الفلسفة. ولنا أن نعرف أن الولايات المتحدة مرت ضمن صيرورة تاريخية ساهمت الإيديولوجيا شيئاً فشيئاً في تكوينها. فقد قامت- هذه الفلسفة- انطلاقاً من نواة إيديولوجية ذات محورين: الأول، الاعتقاد بأن أميركا مكلفة برسالة. والثاني، اليقين بأن أداء هذه الرسالة يستلزم استخدام كل الوسائل بلا تحريم، ومما يميز السياسة الأميركية منذ مولدها: الثبات في العمل على قَدْر الديمومة في متابعة الهدف، وكذلك مواصلة الجوهر الإيديولوجي المولد للعمل.

ولا شك في أن هذه السياسة بلغت ذروة تحققها في فجر القرن الثامن عشر، وزادت أيضاً في مطلع القرن التاسع عشر. لكن" ميشال بوغنون موردان
Michel Bugnon Mordant" في كتابه "أميركا المستبدة - التوتاليتارية" (L Amérique Totalitaire) - الصادر في باريس في العام 1997 يذهب إلى "أن الإيديولوجيا الأميركية لم تتورع عن خلع صفة الأزلية على أميركا. حيث إن ادعاء الرسالة الإلهية لم يغب يوماً عن ناظرها. ثم يورد كلاماً لمعاون الرئيس السابق بيل كلينتون لشؤون الأمن القومي أنطوني لاك، فيه "إن مصالحنا ومثُلنا لا تلزمنا بالتدخل وحسب، بل تلزمنا أيضاً بالقيادة (...) يضيف: "من واجبنا تطوير الديمقراطية واقتصاد السوق في العالم لأن هذا يحمي مصالحنا وأمننا، ولأن الأمر يتعلق بانعكاس القيم، حيث هي في آن قيم أميركية وعالمية" (...). وهكذا فإن انتصار الأميركيين الأبرز- يعلق " ميشال بوغنون موردان": هو، بكل تأكيد، الحضور الكلي لإيديولوجيتهم. فالليبرالية، وهي أكثر عقيدة اقتصادية خالصة، تمثل أيضاً رؤية قويمة للعالم، استقبلها الكثير من المالكين ومجموعات المصالح بوصفها نعمة وخلاصاً. لقد صارت الليبرالية- حسب بوغنون- رؤية وعقيدة تخدمان مصالح الأميركيين وتنقذان المظاهر، الأخلاقية، على الأقل، ما دامت الليبرالية، كمفهوم، تنطوي على ركيزة دينية. وهو ما كان لاحظه "اليكس دي توكفيلAlexis de Tocqueville" لجهة وجوب اعتبار الدين بالنسبة للأميركيين بمثابة المؤسسة السياسية الأولى. ثم إن جمهور الناس، أولئك الذين لا يفهمون شيئاً كثيراً من الألعاب السياسية والاقتصادية، اقتنعوا بفعل الحملات الإعلامية، بعدم وجود أية عقيدة أفضل من هذه العقيدة (...) ولقد رأينا منذ الأصل، وقبل أن تصبح أميركا هي الولايات المتحدة، أنها كانت تزعم شمولية نمطها التنظيمي الخاص. ولم يسْعَ مفكروها- من أساتذة وكتاب وكهنة ورجال دولة- لحظة واحدة إلى إخفاء هدفهم الأخير وهو: فرض نمط حياتهم على بقية العالم. وذلك عبر آليات أخلاقية تكتظ بالتعالي على الآخر، أي آخر. منها في المقام الأول، بما يسميه بوغنون بـ"القدوة". أي من خلال تأدية عروض مثيرة تُظهر "الصورة الساطعة لأمة جديدة اختارها الله لغاية وحيدة هي تزويد كل الشعوب بالرسالة الوحيدة ذات المستقبل المصوغ بصورة زاهية. ثم في المقام الثاني بوضع الآخر جبراً في منطقة القبول بالقدر الأميركي. فثمة يقين لدى "فقهاء الأمركة" بأن إذعان الآخرين عنوة- كائناً ما كان شكل الإكراه- أمر محتوم في مواجهة هذه الممانعة أو تلك. فأميركا تعتقد نفسها وتريدها كلية لا تُضاهى. وبهذه الصفة، لا تتصور ذاتها إلا متفوقة على مجمل المناطق التي يتحرك في داخلها أفراد وأمم، وترى أن من واجبها احتواءها. إنها- على ما يزعم فقهاؤها- هي العالم، ما دامت العناية الإلهية أمرت بذلك، وما دامت تجسد نصاب العالم المقبل وفقاً للخطط الإلهية. ومن المقدر- تبعاً لهذا الزعم- أن تقع على كاهلها مسؤولية إملاء قانونها، القانون الذي شرعته السماء، وفرضته على الأمم والشعوب.

ويذكر الأستاذ محمد حسنيين هيكل في مقاله "الإمبراطورية على الطريقة الأمريكية " والمنشور في جريدة السفير اللبنانية بتاريخ 1 آذار 2003 انه في عام 1890 م وتحت ضغوط المُنادين بالتوسع والانتشار، أقر الكونغرس اعتمادات لبناء خمس عشرة مدمرة حديثة، وست بوارج “ذات قوة نيران غير مسبوقة”، لكي يكون من ذلك أسطول بحري يوازي الأسطول الألماني ! وأطلق ضباط البحرية يتزعمهم الأميرال “ستيفن لوس” دعوة تنادي بضرورة أن تتحول الولايات المتحدة إلى دولة حرب، “لأن الحرب تجربة ليس لها نظير في تمتين وحدة الشعوب، وكشف صلابة معدنها، وتنشيط هممها، وتفتيح عقولها، وداعيها إلى حُسن استغلال مواردها المادية والمعنوية”.

وبلغ من قوة النداء المطالب بالانتشار والتوسع أن بعض الداعين إليه أخذوا زمام الأمور في أيديهم وتصرفوا على مسؤوليتهم وباختلاق الفرص وتلفيقها، وكان من هؤلاء قنصل أميركا في جزر هاواي “جون ستيفنس” الذي حَرَّضَ مجموعة من زُراع القصب الكِبار وعددا من أصحاب الأموال وطائفة من قساوسة الكنيسة لكي يقوموا بانقلاب على ملكة الجزر الأسطورية “ليلي أوكولاني”، وبالفعل جرى ترتيب الانقلاب على الملكة أثناء وجود السفينة الحربية الأميركية الزائرة “بوسطن”، وكان بحارتها الذين نزلوا إلى الشاطئ لتعزيز حركة الانقلاب، هم الذين أخذوا العلم الأميركي من دار القنصلية الأميركية ورفعوه على القصر الملكي في “هونولولو”، ثم كتب القنصل تلغرافا إلى واشنطن يقول بالنص :
“لقد استوت ثمرة الكمثري في هاواي، وهذه ساعة قطفها”.
ثم عاد القنصل يعزز تلغرافه الأدبي بتقدير عملي للموقف يقول فيه:
“إن “واجبات الشرف” تحتم علينا أن نحتل هذه الجُزُر ملكا خالصا للولايات المتحدة، وإذا لم نفعل ذلك فإن الحكومة البريطانية سوف تفعله، خصوصا وهي تدعي بحق قانوني عليها، باعتبار أن الكابتن الإنكليزي “كوك” هو أول من وصل إلى هذه الجُزُر واكتشفها”.
ويورد “ستانلي كارنوف” بعد هذه الواقعة تعليقا كتبه المفكر والمؤرخ “جورج كينان” بعد ستين سنة قال فيه: “إنه منذ ذلك اليوم أصبحت تعبيرات مثل “واجب شرف”، و”مهمة مقدسة”، و”حتمية ضرورية” تعبيرات شائعة تفصل وتطرز كساءً لمطالب القوة الأميركية!
وبحكم “واجبات الشرف” و”المهام المقدسة” و”الحتميات الضرورية” انطلق الزحف الأميركي في المحيط الهادئ نحو الشواطئ البعيدة يتقدم وينتشر.
يوم الثلاثاء من شهر يناير 1897 دخلت مجموعة بحرية من الأسطول الأميركي إلى ميناء “هونولولو” (كان الكومودور ستيفنس هو قائد مجموعة الاحتلال).
ويوم الخميس 30 أبريل 1898 جاء الدور على الفلبين فتقدمت قطع من الأسطول الأميركي إلى خليج “كوريجيدور”، ثم نزل بحارة الكومودور “جورج ديوي” إلى خليج العاصمة مانيلا (بداعي إنقاذها من أزمة داخلية).

وبعد أسابيع تذكر ضباط الأسطول الأميركي أنهم في لهفتهم على عملية غزو الفلبين، نسوا محطة مهمة وسط المحيط هي جزيرة “غوام”، وكذلك قصدت إليها مدمرة أميركية اسمها “شارلستون” يقودها الكابتن “هنري غلاس”، الذي تلقى تعليماته في ظرف مقفول يفتحه عندما يرى الجزيرة أمامه من بعيد، وحين فعل، قرأ أمرا من قيادته يقول له:
“نحن لا نعرف شيئا عن مساحة “غوام” ولذلك عليك قبل مهاجمتها أن تدور حول الجزيرة لتقيس اتساعها، وتستنتج حجم القوات التي يمكن أن يكون الأسبان تركوها هناك لحمايتها بعد أن تسلموها من الكابتن “ماجلان” الذي اكتشفها”.
لكن الكابتن “غلاس” قرر اختصار الإجراءات واقتحام ميناء جزيرة “غوام” الرئيسي “سان لويس دابرا”، واقترب فعلا من الميناء ثم راح يطلق أكبر مدافعه دون رد عليه، وواصل تقدمه على مهل حتى لمح بحارته قاربا يتوجه نحوهم قادما من الميناء يرفرف عليه علم أسباني، وبعد نصف ساعة كان القارب وضابطه بحذاء “المدمرة شارلستون”، يطلب إذنا بالصعود إلى ظهرها لمقابلة قائدها، ومَثل الضابط الأسباني أمام الكابتن “غلاس” يقول: “إنه يجىء إليه معتذرا لأن الميناء لم يستطع أن يرد تحية مدمرته لعدم وجود ذخيرة لمدافعها” وسأله الكابتن “غلاس” مندهشا: “أية تحية؟”، وأجاب الأسباني: “تلك الطلقات التي أعلنتم بها وصولكم عندنا”! ورد الكابتن الأميركي بِحِدَّة: “لم تكن طلقاتنا تحية ودية، وإنما إجراءً هجوميا، فنحن في حالة حرب معكم!”، ثم استطرد “لكننا الآن نعرف أنكم بلا ذخيرة، وعليه فليس أمامكم غير تسليم الميناء”، ثم أضاف موجها كلامه للضابط الأسباني الذي انعقد لسانه من الدهشة “عليك الآن أن تذهب وأن تعود بالحاكم العام للجزيرة لكى يوقع معنا عقد تسليم وتَسَلُّم!”.
وهنا لابد ان نتطرق الى الاسس والثوابت التي بنيت عليها الاستراتيجية الامريكية ونوجرها: أولاَ- المحورية الامريكية
American Centrism وهو مايعني ان امريكا فوق كل شيء وهي الاول والاخر بغض النظر عن مصالح الاخرين وثانياَ -الهيمنة المطلقة Absolute Hegemony وهو مايعني فرض السيطرة الامريكية على كل نقطة استراتيجية في العالم في اي وقت تريدة وتحت اي بقعة من بقاع العالم ونلاحظ ذلك من خلال القواعد الامريكية الثابتة والمتنقلة وحاملات الطائرات التي تجوب المحيطات والبحار المهمة من اجل التدخل السريع متى سنحت لذلك الظروف والذرائع ،وثالثاَ- ضمان استمرارية الهيمنة Ensure The Continuity Of Hegemony وذلك باستخدام كلّ الوسائل العسكرية والاقتصادية والدبلوماسية والقانونية والأمنية والمخابراتية حتى الابتزاز السّياسي، خصوصا أن كلّ الظروف الموضوعيّة باتت متوفّرة في ظل سياسة القطب الواحد . ورابعا – القوة هي الحق "Might Is Right" وهو ما نراه في امريكا ان الهاجس المستمرّ بأنّ هناك عـــدوّ مّا وخطر محدّق يستهدف ويتربّص بهذه الأمّة المثال أو المتميّزة. وإذا لم يتوفّر هذا العدوّ وجب اختلاقه كما ذكرنا في استراتيجية الراية الخداعة و يقول الباحث والكاتب الفرنسي جون كريستوف ريفان Jean Christophe Rufin في كتابه " الإمبراطورية والبرابرة الجددL Empire et les nouveaux barbares" إن الخطر أصبح متعددا وغير متوقع ومتغير ، فقط وجهته تسمح لنا بتحديده " فكان التّركيز على الخطر الأحمر الشّيوعي فالخطر الأخضر الإسلامي إلى ما يصطلح عليه اليوم بمكامن التوتّر متمثّلة في دول تعتبرها الولايات المتحدة دولا مارقة - Rogue States - أو في تعبيرة أقلّ حدّة: دول تعيش توتّرا - States of concern - إلى الإرهاب هذا المصطلح الذي يصر منظّروا الإمبراطورية على أن يظلّ هلاميا ضبابيا وبمعايير تتغيّر بتغيّر المصالح الأمريكية وفي أحيان كثيرة بمعيار الكيل بمكيالين كما هو الحال مع الكيان الصّهيوني.
ليس بالغريب على المحافظيين الجدد صقور الحرب في الإدارة الأمريكية وهم من المتطرفين المغاليين الصهاينة من عناصر اليمين المسيحي-الصهيوني والذين يعتقدون أن تأييد وحماية اسرائيل هي مهمة دينية مقدسة وان من أنبل الانجازات لديهم هو شن الحرب على العراق واحتلاله والقضاء على الخطر العراقي ضد اسرائيل وما تصريح "ارئيل شارون "Ariel Sharonفي تصريح له يقول أن العراق يشكل اكبر خطراَ على اسرائيل وهو التهديد الأكثر واقعية لأمن اسرائيل ان هذا التصريح ماهو الاجزء من التصريحات الإسرائيلية المستمرة حول الخطر العراقي على اسرائيل ومن غير المنطقي أن تأتي هذه التصريحات من فراغ إنما هناك أسباب ميثولوجية وتاريخية وعقائدية وإستراتيجية التي تحكم الموقف الصهيوني تجاه العراق.
أن الحركة الصهيونية عندما فكرت في أقامة الدولة العبرية على ارض فلسطين كانت فكرتها مبنية على أسس توراتية وإحداث تاريخية محاولين بذلك أعادة إحياء دولة بني اسرائيل وقد فكروا في الطرق التي تضمن عدم انهيار هذه الدولة اليهودية من جديد وان لا تتعرض للهلاك مرة ثانية فقد عمدوا الى دراسة معمقة للتاريخ اليهودي وحاولوا التفحص في الأسباب التي أدت الى القضاء على ملك بني اسرائيل محاولين بذلك رمي سهام القضاء على المسببات قبل حدوثها من هنا كانت احد المبادئ الأساسية في نظرية الأمن الإسرائيلي هو مبدأ الحرب الوقائية
Preventive Warوالاعتماد على الضربات الاجهاضية والتي طبعا تعني شن الحرب وتوجيه ضربات عسكرية الى مواقع مهمة في المحيط الإقليمي لإسرائيل،بالإضافة الى التأكيد على مبدأ التفوق العسكري على القوى الإقليمية ودول الجوار لإسرائيل . العراق يمثل في الذاكرة الصهيونية مواطن الفجيعة والحزن بالنسبة لهم فمنه انطلقت قوات الملك البابلي نبوخذنصر Babylonian King Nebuchadnezzar""والتي قضت على دولة اسرائيل في العهد القديم وانتهت بما يسمونه "السبي البابليBabylonian Captivity" ففي عام 306 قبل الميلاد تولى نبوخذ نصر العرش الكلداني البابلي في العراق وفي عهده نمت وكبرت وتوسعت الدولة وصار نفوذها كبيراَ لايقاوم وقد تحالف مع جميع جيران الدولة بمافيهم الملك اليهودي "يواقيمJoachim " الا أن هذه العلاقة سرعان ما تدهورت وحاول " يواقيم " أن يفك نفسه من رباط التحالف مع الجار القوي نبوخذ نصر وقد جهز الملك البابلي حملة عسكرية ضخمة حاصر فيها القدس ثم فتحها واقتاد ملكها الجديد "يهوياقيم Jehoiakim " (حيث أن الملك القديم" يواقيم" قد توفى) وحاشيته واركان حكمه ورموز دولته الى بابل في العراق عام 685 قبل الميلاد ويذكر التاريخ أن السبي البابلي الذي حدث بعد محاولة "صدقيا" وهو عم "يهوياقيم "التمرد على الحكم الكلداني مما أدى الى تجهيز حملة عسكرية بابلية أخرى انتهت عام 685 قبل الميلاد من اجل القضاء على الدولة اليهودية وسبي حوالي 50 الف يهودي سيقوا مكبلين بالحديد الى ارض العراق .
أن تاريخ اليهود يحفل بالمراثي والنواح على السبي الذي حدث لهم على أيدي ملوك بابل الذين لايرضون بغدر أو خيانة لذلك نجد أن اليهود الصهاينة يشعرون بالريبة والخوف والارتعاش من أن يكون العراق قوة يمكن أن تشكل خطراَ وتهديداَ لأمن اسرائيل خوفاَ من تكرار السبي البابلي من جديد .
أن الإستراتيجية الإسرائيلية واضحة وهي العمل بكل الوسائل من اجل أن يظل العراق ممزق ومفكك وضعيف، بالإضافة كونه يعتبر قوة ساندة للقوات العربية في معظم الحروب ضد اسرائيل وكان البلد العربي الوحيد الذي شارك في حرب 1948م من غير دول الجوار ولم يوقع اي اتفاق هدنة مع اسرائيل لذلك فان اسرائيل تأمل أن يمكنها الاحتلال الأمريكي للعراق من تعطيل واهدار مقومات القوة العراقية وذلك مايمكن اسرائيل من العمل على تصفية القضية الفلسطينية وإذابتها بشكل تدريجي بسبب غياب واحد من الدول العربية القوية .
اشتعلت حرب الخليج الأولى ذات الثماني سنوات (1980م-1988م) وتكبد فيها العراق خسائر بشرية ومادية كبيرة لكنه خرج بجيش قوي من حيث العدة والعدد والخبرة وقد كان الموقف الأمريكي من تلك الحرب يتلخص في مقولة مستشار الأمن القومي السابق وزير الخارجية الأمريكي في عهد نيكسون وفورد "هنري كيسنجر
Henry Alfred Kissinger " سياستنا تجاه تلك الحرب أن لايهزم العراق وان لاتنتصر ايران" وانتهت هذه الحرب بشكل مفاجيء مثلما بدأت حيث توقفت بقبول ايران بقرار مجلس الأمن الدولي المرقم 598 والصادر في عام 1988م، ثم جاءت حرب الخليج الثانية نتيجة غزو العراق للكويت في 2 آب 1990م وقد حشدت الولايات المتحدة الأمريكية 34 دولة تحالفت معها ضد العراق وشنت حرباَ لأخراج القوات العراقية من الكويت بدأت في 17 كانون الثاني1991م حيث قامت بعمليات عسكرية اسمتها أمريكا "عاصفة الصحراء Operation Desert Storm".
صرح الرئيس الأمريكي جورج بوش الأب في بداية العمليات أن الهدف من الحملة هو منع القوات العراقية من اجتياح الأراضي السعودية وقد أطلق على هذه العملية اسم " عملية درع الصحراء " حيث اصدر مجلس الأمن الدولي مجموعة قرارات أهمها القرار 678 والذي صدر في 29 تشرين الثاني 1990م وحدد فيه تاريخ 15 كانون الثاني عام1991م موعداَ نهائياَ لانسحاب العراق من الكويت وفي مطلع فجر 16 كانون الثاني 1991م شنت الطائرات الأمريكية حملة جوية مكثفة استخدمت فيها شتى الصواريخ والقنابل الذكية والعنقودية وصواريخ كروز وشنت جملة عمليات بالتزامن مع عملية درع الصحراء اسمتها " طريق الموت" خلال انسحاب القوات العراقية من الكويت رداَ على قيام العراق بإطلاق صواريخ سكود على اسرائيل ،وفي 26 شباط 1991م بدأت القوات العراقية بالانسحاب وانتهت حرب الخليج الثانية في 28 شباط 1991م، أن هذه الحرب تعتبر بداية تخلخل الخارطة الجيوسياسية العراقية و العربية حيث أوجدت موطيء قدم وتدخل امريكي في عمق المنطقة .
لقد أعطت هذه الحرب الذريعة لأمريكا في التوغل وبدأ صفحة جديدة من الصفحات التي حلمت بها اسرائيل تمهيداَ لاحتلال العراق من قبل حليفتها أمريكا والمباشرة بتفكيك مقوماته ووحدته بالتوازي مع الحرب العسكرية ضد العراق فقد شنت أمريكا حرباَ أخرى وبأسلحة مختلفة الا وهو سلاح التجويع وابتدأت بفرض حصار اقتصادي مرير ضد شعب العراق حيث استخدام هذا السلام مباشراَ بعد أيام من اجتياح الكويت والأداة هي مجلس الامن الدولي.
أن مخططات وأفكار وسياسات المحافظين الجدد طموحة جداَ في ظل التطورات الجديدة التي حدثت وتحدث في الشرق الأوسط لفتح مشاريع استعمارية جديدة ومختلفة فقد شرع "اليوت ابراماس "
Elliot Abrams كبير مديري مجلس الأمن القومي لشؤون الشرق الأدنى وشمال أفريقيا بتحريك مشروعاَ يهدف الى ترجيح ميزان القوة في الشرق الأوسط لصالح أمريكا وإسرائيل وإعادة رسم خارطة الوطن العربي السياسية بشكل يخدم مصالحهما ،واستكمالاَ لحرب الخليج الثانية فقد بدأت حرب أخرى هي حرب الذرائع لشن حرب احتلال العراق( مايطلق عليها اليوم حرب الخليج الثالثة) حيث ابتدأت الذرائع بالانطلاق من اجل التغطية والتمويه حول مبررات احتلال العراق وبدأَ بذريعة أسلحة الدمار الشامل حيث شن وزير الخارجية الأمريكي آنذاك" كولن باول " حملة ترويج داخل الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الامن لاقناعهما بضرورة العمل العسكري ضد العراق معتبراَ امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل يعد تهديداَ لجيرانه والمنطقة في الوقت الذي صرح كبير مفتشي الأسلحة في العراق "هانز بليكسHans Blix " أن فريقه لم يعثر على أسلحة نووية أو كيمياوية أو بيلوجية ثم تبعتها ذريعة أخرى هي عدم انصياع العراق لقررات مجلس الامن وعلاقة العراق بتنظيم القاعدة الإرهابية واحضرت الذريعة القديمة الحديثة الا وهي "نشر الديمقراطية" كما هو معتاد حيث من قبلهم نادى الجنرال البريطاني" ستانلي مودStanley Maude " الذي احتل بغداد في 17 آذار عام 1911م ونشر بيانه في 19 آذار 1911 والذي جاء فيه : جئنا محررين لافاتحين، اننا هنا من اجل نشر قيم الديمقراطية .
في 30 آذار 2003 اصدر الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن أوامره بتوجيه ضربة جوية اسماها "ضربة الفرصة" بعدها بدأت حرب الخليج الثالثة واطلقت تسمية "الصدمة والترويع
Shock and Awe" على هذه العمليات وفي 5 نيسان 2003 قامت الدبابات والمدرعات بشن هجوم على مطار بغداد الدولي وبتاريخ 7 نيسان 2003 قامت قوة مدرعة أخرى بشن هجوم على القصر الجمهوري وبعد ساعات من هذا الحدث انهار الجيش العراقي ولم نعد نرى اي مقاومة منه ولاندري السبب المقنع لذلك وبقى هذا سراَ على أساس تكهنات لم يتم معرفتها حتى اليوم وفي 9 ابريل 2003 اعلنت القوات الأمريكية بسط سيطرتها على العراق وبعدها بدأت عمليات سلب ونهب منظمة وواسعة النطاق نقلتها كل شاشات العالم ولم تسلم اي مؤسسة من مؤسسات الدولة من ذلك النهب باستثناء وزارة النفط والداخلية التي قامت القوات الأمريكية بحمايتها والسبب واضح،لقد دخلوا بغداد دون اي خطط لحماية أهلها حتى إن البعض من زعماء القبائل واهالي بغداد ذهبوا لقادتهم المتواجدين في فندق مريديان وسط بغداد المحاط بالدبابات وشكوا لهم الوضع الأمني السيء في بغداد وكثرة عصابات السرقة والقتل لكن هؤلاء الضباط اخبروهم انهم رجال جيش وليسوا رجال شرطة فهي ليست من مسؤوليتهم .
صرحت أستاذة الآثار الشرقية في" جامعة كولومبيا الأمريكية
Columbia University " أن المروحيات التي هبطت على مدينة بابل قامت بازالة طبقات من التربة الأثرية في الموقع وتهدم سقف معبد "نابو و نيما "اللذان يرجع تاريخهما الى 6000 سنة قبل الميلاد كما تم نهب واتلاف وبعثرة محتويات المتحف الوطني العراقي التي ذهب اغلبها الى اسرائيل من خلال أمريكا .
مع تفكك الاتحاد السوفيتي وانهياره وقيام حرب الخليج الثانية فقد اعتلت الولايات المتحدة الأمريكية قمم السيطرة والهيمنة العسكرية والاقتصادية والسياسية في العالم واعتبارها القوة الوحيدة التي تحدد قواعد الحياة الدولية من خلال استلامها مركز القيادة في النظام الدولي الجديد الأمر الذي خططت له وسعت اليه منذ مدة ليست بالقصيرة وقد أطلقت حرب الخليج الثانية وحرب كوسوفو مرحلة جديدة من العلاقات الدولية فباسم التدخل الإنساني تعتدي أمريكا على ركيزتين أساسيتين في السياسة الدولية وهي سيادة الدول وأنظمة الأمم المتحدة ،ومن غير المخفي أن من وراء احتلال العراق اهدافاَ مخطط لها مسبقاَ تتطلع الإدارة الأمريكية الى تحقيقها فالمسؤولون الأمريكيون يعلنون باستمرار أن حرب الولايات المتحدة لاشتمل العراق فقط انما تستهدف العديد من الدول والأنظمة في أسيا وأفريقيا.لم يكن التطرف والتشدد الديني من قبل المحافظين الجدد او من الصهيونية العالمية ببعيد عن هذا الاحتلال للعراق وهذه السياسيات التي لايعرف لها تعريف غير ما ابتدعوه لنا وهو النظام من رحم الفوضى او "الولادة من الموت" منطق غريب يكلف العالم والأمم أرواح ابنائها وثرواتها ونتسائل لماذا لم يطبقوا هذه السياسات على انفسهم او على حلفائهم ونحن ندفع ثمن أطروحاتهم من أصلابنا وأموالنا من اجل مصالحهم ومن اجل سيطرتهم وهيمنتهم على العالم وبناء إمبراطورياتهم على أنقاضنا ، أن المسار الايديولوجي لشعب أمريكا لم يتبدل قيد انملة منذ عام 1607 م يوم تأسيس مستعمرة فرجينيا وهكذا فقد نبتت بذرة المغالاة الأمريكية الحالية والتي تعتبر نوع من الصلف بالشكل الذي لايمكن احتماله ومثير للسخط فمنذ قدوم الطلائع الاولى اليها من انكلترا واسكتلندا في العشر سنوات الأولى من القرن السابع عشر قد تشكلت هذه الأيدلوجية على أساس مبدأ كلفاني
Galvin كما يقول بيير سلنجرPierre Salingerفي مقدمته لكتاب"الولايات المتحدة وسياسة السيطرة على العالم"لمؤلفه ميشال بوغنون موردانMichel Bugnon Mordant
لقد بدأ الصراع بسبب الشطط والغطرسة لدى الأمم الاستعمارية التي رفعت شعار فرق تسد وانتهت بترتيب العالم على الطريقة الأمريكية التي أضافت لفنون السيطرة فنّاً آخر أعطي في بدايته اسم بّراق وجذاب فهو ما كان يعرف بالعولمة تارة أو بالمثاقفة تارة أخرى.
لقد فهمت الإدارات المتعاقبة على السلطة في الولايات المتحدة بأن التحكم بالعالم لا يكفيه فقط امتلاك القوة العسكرية الضاربة والهيمنة على أسواقه وحكامه بل هو بحاجة لوسائل أخرى تصل إلى إخضاع جميع أفراده حتى تنتهي عملية الاستلاب على وجهها الأكمل فلم تكتف بإخضاع النفوس بل أرادت إخضاع الرؤوس أيضاً، وذلك عن طريق محو وإبادة ذاكرة الشعوب.
وامتدت الغطرسة للمحافظين الجدد لأبعد ببعيد من هذا في غيهم وعقولهم الغير سوية وأفكارهم التي تستند الى قصص التاريخ والأساطير والتخلف العقائدي ولنرى ماجاء بكتاب " لوكررت ذلك على مسامعي ماكنت أصدقه " للصحفي الفرنسي "جان كلود موريس
Jean Claude Maurice " الذي عمل مراسلاَ لصحيفة "لوجورنال دو ديماشLe Journal Du Dimanche "للفترة من 1999م الى 2003 م ونطلع على مستوى تفكير هؤلاء وتغطرسهم ويتناول في كتابه هذا اخطر اسرار المحادثات الهاتفية بين الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن والرئيس الفرنسي جاك شيراك، والتي كان يجريها الأول لإقناع الثاني بالمشاركة في الحرب التي شنها على العراق عام 2003, بذريعة القضاء على (يأجوج ومأجوج Gog and Magog) الذين ظهرا في منطقة الشرق الأوسط, وتحقيقا لنبوءة وردت في كتبهم (المقدسة).
يقول المؤلف (جان كلود موريس) في مستهل كتابه الذي يسلط فيه الضوء على أسرار الغزو الأمريكي للعراق: (إذا كنت تعتقد أن أمريكا غزت العراق للبحث عن أسلحة التدمير الشامل فأنت واهم جدا, وان اعتقادك ليس في محله), فالأسباب والدوافع الحقيقية لهذا الغزو لا يتصورها العقل, بل هي خارج حدود الخيال, وخارج حدود كل التوقعات السياسية والمنطقية, ولا يمكن أن تطرأ على بال الناس العقلاء أبدا, فقد كان الرئيس الأمريكي السابق (جورج بوش الابن) من اشد المؤمنين بالخرافات الدينية الوثنية البالية, وهو مهووسا بالتنجيم وتحضير الأرواح, والانغماس في المعتقدات الروحية المريبة, وقراءة الكتب اللاهوتية القديمة, وفي مقدمتها (التوراة), ويجنح بخياله الكهنوتي المضطرب في فضاءات التنبؤات المستقبلية المستمدة من المعابد اليهودية المتطرفة. ويميل إلى استخدام بعض العبارات الغريبة, وتكرارها في خطاباته. من مثل: (القضاء على محور الأشرار), و(بؤر الكراهية), و(قوى الظلام), و(ظهور المسيح الدجال), و(شعب الله المختار), و(الهرمجدون), و(فرسان المعبد), ويدعي انه يتلقى رسائل مشفرة يبعثها إليه (الرب) عن طريق الإيحاءات الروحية, والأحلام الليلية.
وكشف الرئيس الفرنسي السابق (جاك شيراك) في حديث مسجل له مع مؤلف الكتاب عن صفحات جديدة من أسرار الغزو الأمريكي للعراق, قائلا: (تلقيت من الرئيس بوش مكالمة هاتفية في مطلع عام 2003 م, فوجئت فيها بالرئيس بوش وهو يطلب مني الموافقة على ضم الجيش الفرنسي للقوات المتحالفة ضد العراق, مبررا ذلك بتدمير آخر أوكار "يأجوج ومأجوج" , مدعيا إنهما مختبئان الآن في الشرق الأوسط, قرب مدينة بابل القديمة, وأصر على الاشتراك معه في حملته الحربية, التي وصفها بالحملة الإيمانية المباركة, ومؤازرته في تنفيذ هذا الواجب الإلهي المقدس, الذي أكدت عليه نبوءات التوراة والإنجيل).
ويقول (شيراك): هذه ليست نكتة, فقد كنت متحيرا جدا, بعد أن صعقتني هذه الخزعبلات والخرافات السخيفة, التي يؤمن بها رئيس أعظم دولة في العالم, ولم اصدق في حينها إن هذا الرجل بهذا المستوى من السطحية والتفاهة, ويحمل هذه العقلية المتخلفة, ويؤمن بهذه الأفكار الكهنوتية المتعصبة, التي سيحرق بها الشرق الأوسط, ويدمر مهد الحضارات الإنسانية, ويجري هذا كله في الوقت الذي صارت فيه العقلانية سيدة المواقف السياسية, وليس هناك مكان للتعامل بالتنبؤات والخرافات والخزعبلات والتنجيم وقراءة الطالع حتى في غابات الشعوب البدائية, ولم يصدق (جاك شيراك), أن أمريكا وحلفائها سيشنون حربا عارمة مدفوعة بتفكير سحري ديني ينبع من مزابل الخرافات المتطرفة, وينبعث من كهوف الكنيسة الانجليكانية, التي مازالت تقول : (كانت الصهيونية أنشودة مسيحية ثم أصبحت حركة سياسية).
يذكر المؤلف أن (جاك شيراك
Jacques Chirac ) وجد نفسه بحاجة إلى التزود بالمعارف المتوفرة بكل ما تحدثت به التوراة عن يأجوج ومأجوج, وطالب المستشارين بمعلومات أكثر دقة من متخصصين في التوراة, على أن لا يكونوا من الفرنسيين, لتفادي حدوث أي خرق أو تسريب في المعلومات, فوجد ضالته في البروفسور (توماس رومرThomas Romer), وهو من علماء الفقه اليهودي في "جامعة لوزان"University of Lausanne" السويسرية, وأوضح البروفسور رومر: إن يأجوج ومأجوج ورد ذكرهما في سفر (التكوين), في الفصلين الأكثر غموضا, وفيهما إشارات غيبية, تذكر:(أن يأجوج ومأجوج سيقودان جيوش جرارة لتدمير إسرائيل ومحوها من الوجود, وعندئذ ستهب قوة عظمى لحماية اليهود, في حرب يريدها الرب, وتقضي على يأجوج ومأجوج وجيشيهما ليبدأ العالم بعدها حياة جديدة), ثم يتابع المؤلف : إن الطائفة المسيحية التي ينتمي إليها بوش, هي الطائفة الأكثر تطرفا في تفسير العهد القديم (التوراة), وتتمحور معتقداتها حول ما يسمى بالمنازلة الخرافية الكبرى, ويطلقون عليها اصطلاح (الهرمجدونArmageddon), وهي المعركة المنتظرة, التي خططت لها المذاهب اليهودية المتعصبة, واستعدوا لخوضها في الشرق الأوسط, ويعتبرونها من المعارك الحتمية الفاصلة, وكان سفهاء البنتاغون, الذين امتلأت قلوبهم بالحقد والكراهية, ضد العرب و الإسلام والمسلمين. وشحنت صدورهم بروح الانتقام, يجهدون أنفسهم بمراجعة الكتب السماوية المحرفة, ويستمعون إلى هذيان الحاخامات والقساوسة والمنجمين. فتراهم منكبين على تفسير النصوص الإنجيلية والتوراتية المزيفة. يساندهم في هذه المهمة الغبية فريق متكامل من السحرة والمشعوذين. ويستنبطون سيناريوهات حروبهم الاستعلائية والاستباحية من شخبطات سفر التكوين وسفر حزقيال, والتلمود والزوهار والطاروط. ويستشهدون بها في خطاباتهم وحملاتهم الإعلامية. ويعتمدون عليها في صياغة بيانات معركة (الهرمجدونArmageddon) قبل وقوعها, و(الهرمجدونArmageddon) كلمة عبرية مكوّنة من مقطعين. (هر) أو (هار) بمعنى جبل, و(مجدون) : اسم واد في فلسطين. يقع في مرج ابن عامر, وكلمة (هرمجدون) تعني : جبل مجدون.
وفي نهاية الكتاب يقول المؤلف: انه من المؤسف له أن نرى كوكب الأرض في الألفية الثالثة تتحكم به الكاهنات والساحرات وتتلاعب بمصيره التعاليم الوثنية المنبعثة من أوكار المجانين والمتخلفين عقائديا وعبيد الشيطان
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
afif

afif


عدد المساهمات : 863
تاريخ التسجيل : 26/01/2010
العمر : 45

من بغداد إلى طرابلس الغرب الثورة والاستعمار-الثورة والاحتلال- Empty
مُساهمةموضوع: رد: من بغداد إلى طرابلس الغرب الثورة والاستعمار-الثورة والاحتلال-   من بغداد إلى طرابلس الغرب الثورة والاستعمار-الثورة والاحتلال- Icon_minitimeالثلاثاء 7 يونيو 2011 - 15:26

لقد اوغلت الولايات المتحدة في ثقافة " القتل خارج القانون " وتحت أي مسمى من المسميات الجاهزة عندهم فلم تشن أمريكا حرب احتلال العراق استناداَ الى القانون الدولي او حتى الى قرار من مجلس الأمن انما منفردة مع تابعها" توني بليرTony Blair" الذي مثل الإمبراطورية الهرمة في هذه الجريمة مستخدمين نظرية الرعب كوسيلة مركزية في السيطرة على نقاط الارتكاز في خط الصدع للشرق الأوسط.
قاد المحافظون الجدد الحرب ضد العراق وهم يحملون فكرة "الهيمنة على العالم "وقيام الإمبراطورية الأمريكية مستندين في ذلك على أفكار "ليو شتراوسLeo Strauss " حول "الأكاذيب النبيلة " شتراوس ( فيلسوف أمريكي يهودي من أصل الماني يعتبر الملهم لايدلوجيا المحافظين الجدد) قدم لإدارة بوش الابن بند في الفلسفة حول "الكذبة النبيلةNoble Lie " وتقول هذه القناعة أن الأكاذيب بدلاَ من تكون ضرورة يؤسف لها من اجل الحياة السياسية أنما هي أدوات نبيلة من أدوات السياسة الحكيمة.

فالمحافظون الجدد هم رعاة للذرائع والأكاذيب والتضليل لتمرير أفكارهم وسياساتهم، أن مصطلح "المحافظين الجدد
The Neo-Conservatism " ليس مصطلحاَ جديداَ، استخدم في العام 1921م لغرض نقد الليبراليين الذين انتقلوا الى اليمين وهم مجموعة سياسية أمريكية تميل الى اليمين المسيحي المتطرف آمنت بقوة أمريكا وهيمنتها على العالم وهم لصيقي الصلة بإسرائيل وحليف متعصب لها والمتتبع للسياسة والتاريخ الأمريكي يجد إنهم ليسوا جدد كما تدل تسميتهم إلا في أعادة ممارسة دورهم وتوجهاتهم لان فكرهم هو لب القيم الأمريكية منذ أن تأسست أمريكا و أعادت هذه المجموعة نفسها مع خروج مجموعة كبيرة من المفكرين اليهود واليمينين من الحزب الديمقراطي الأمريكي خلال فترة رئاسة :"جيمي كارترJimmy Carter" الذي تبنى أجندة تعارض التصعيد ضد الاتحاد السوفيتي السابق وزادت هيمنتهم على السياسة الخارجية لأمريكا في عهد "رونالد ريغن Ronald Wilson Reagan" وقد عرف المحافظون مع ريغان باعتبارهم مجموعة منشقة عن الحزب الديمقراطي باسم" ديمقراطيو ريغان Reagan s Democrats"فهم يؤمنون أيمان مطلق بالقوة العسكرية كأداة أساسية لمواجهة العالم وان العلاقات الدولية بالنسبة لهم تقوم على أساس القوة كما يعتقدون بان السلام الحقيقي أنما يأتي فقط نتيجة للانتصار في الحرب وليس بالدبلوماسية أو العدالة وهم يرون أن العالم يبحث عن قائد بعد انتهاء الحرب الباردة وسقوط الاتحاد السوفيتي السابق فان أمريكا هي القائد وان سيطرة أمريكا وسيادتها المطلقة على العالم هومصدر الاستقرار لكوكب الأرض فهم يطالبون بتوحيد الغرب تحت القيادة الأمريكية من اجل أعادة تشكيل النظام العالمي الجديد.

في عهد الرئيس الأمريكي "ريتشارد ميلهوس نيكسون
Richard Milhous Nixon " قدم "هنري كيسنجرHenry Kissinger" دراسة بعنوان "مذكرة الأمن القومي-200 National Security Study Memorandum-200"ومن أهم توصياتها هو أن النمو السكاني خاصة في دول العالم الثالث يعتبر تهديدأَ للأمن القومي الأمريكي وحلفاء واشنطن من الغرب لان تزايد أعداد السكان في تلك البلاد سيؤدي الى استهلاك الثروات المعدنية هناك من قبل تلك الشعوب أما من خلال التطور التكنولوجي وازدياد الطلب لديهم من المحروقات والمعادن أو بسبب الحاجة الى اعالة الأعداد المتزايدة من السكان وقد اعتمدت هذه الدراسة من قبل الإدارة الأمريكية في عام 1974م وتفترض هذه الدراسة أن هذا الآمر يعتبر تهديداَ للأمن القومي الأمريكي وحليفاتها من الدول الصناعية التي تعتمد على تلك الموارد المعدنية الموجودة في هذه البلدان من العالم الثالث وذكرت الدراسة مجموعة من الدول والبلدان الافريفية والاسيوية من ضمنها مصر التي طالبت هذه الدراسة تحديد النسل فيها.

إن هؤلاء المحافظون الجدد يتبنون في أفكارهم التوسعية على استبدال الدول القائمة بدويلات اصغر تتسم باحادية الطابع العرقي والعمل على اشعال الخلافات فيما بين تلك الدويلات بشكل مستمر وبعبارة أخرى تتضمن هذه الفكرة تدمير الدول القائمة من اجل أنشاء كيانات ضعيفة يسهل توجيهها والتلاعب بثرواتها ومقدراتها ولكي نعطي فكرة أوسع عما يدور في دواخل هؤلاء فقد نشرت مجلة "اكزكتف انتلجنس ريفيو"
Executive Intelligence Review تقريراَ حول اجتماع عقد في واشنطن لمناقشة "الحرب العالمية الرابعة"حضره وتحدث فيه ابرز منظري المحافظين الجدد وأكثرهم نفوذاَ داخل الإدارة الأمريكية وفي مراكز صنع القرار بواشنطن ،حيث شارك ثلاثة من كبار مسؤولي أدارة بوش الابن وهم" بول وولفوتيزPaul Wolfowitz" واثنان من دعاة الحرب من المحافظين الجدد في" مجلس سياسات الدفاع Defense Policy Board"هما "جيمس وولزي "James Woolseyو"اليوت كوهين "Eliot Cohen شاركو جميعاَ في الاجتماع الذي كان برعاية احدى اكثر الجماعات الصليبية المحافظة الجديدة في التطرف وهي "لجنة الخطر الداهمCommittee on Present Danger "وهي نفس اللجنة التي كانت ناشطة اثناء الحرب الباردة والتي طالبت بقصف كوريا الشمالية بالقنابل الذرية عام 1949م ومؤسسة "الدفاع عن الديمقراطياتFoundation for The Defense of Democracies" كما نشير الى ان هاتان المنظمتان اعلنتا من قبل ان "الاسلام"هو العدو العالمي الجديد الذي يجب العمل على هزيمته من خلال مايسمى الحرب العالمية الرابعة والتي بدأت وتجري احداثها الآن حسب وجهة نظرهم، وقد عرض خلال الاجتماع بضرورة القضاء على جميع "الدول الراعية للإرهاب"أما عن طريق الحروب او الانقلابات او الاشكال الأخرى من تغيير الأنظمة فان الولايات المتحدة ستكون في حرب مستمرة واهم عامل في هذه المرحلة "الإدارة لخوض القتال "والتي وصفها كل من جيمس وولزي الذي شغل منصب مدير وكالة الاستخبارات المركزية لفترة قصيرة و "واليوت كوهين" بأنها حرب المائة عام.

وكان المتحدث الرئيسي في اجتماع "لجنة الخطر الداهم
Committee on Present Danger " هو" نورمان بودهوريتز "Norman Podhoretzالشيوعي السابق الذي انقلب الى "محارب امبرياليImperial Warrior " ومؤسس أساسي لمجموعة المحافظين الجدد ومن الجدير بالذكر ان صهر بودهورتيز وهو "اليوت ابرامزElliot Abrams" قد شغل منصب مستشار الأمن القومي لشؤون الشرق الأوسط في ادارة بوش الابن ،البروفيسور بودهوريتز وهو الذي اطلق على هذا الاجتماع بهذا الاسم بناء على مقالة نشرها في "مجلة كومينتاريCommentary Magazine"التي تعتبر من اهم مطبوعات المحافظين الجدد وهو نفسه يشغل رئاسة تحريرها،وتبرهن أجندة "لجنة الخطر الداهم Committee on Present Danger " الى ما أشار اليه "ليندون لاروشLyndon H.Larouche" (من مواليد 1922وهو احد المفكرين السياسيين الأمريكيين المناهضين والمخالفة لتوجهات الطبقات والمؤسسات الحاكمة والمرشح الديمقراطي السابق للرئاسة الأمريكية وهو صاحب "مشروعNew "Betton Wood Systemالذي يعتبره بديلاَ عن صندوق النقد الدولي ويرأس حركة عالمية سميت باسمه - حركة ليندون لاروش العالميةhttp://www.larouchepub.com) فقد كتب مذكرة إستراتيجية يقول فيها :ان هدف الآفه المسماة ادارة بوش- تشيني هو ازالة كل مايتعلق بوجود الدولة القومية ذات السيادة وذلك باستخدام اداة "الحروب الأبدية"ويقول مخاطباَ الشعب الأمريكي والدول التي تعتقد بانها تستطيع العيش مع فترة رئاسية جديدة لإدارة بوش الابن فيقول :"ان هدفهم هو ليس اخضاع مناطق معينة سياسياَ كمستعمرات ،بل ازالة جميع المعوقات التي تقف في طريق النهب الحر لكوكب الارض ككل ،ان نيتهم هي ليست فتح اراضي جديدة بل تحقيق ازالة كل بقايا السيادة القومية وتقليص عدد سكان العالم من البشر الى اقل من مليار نسمة ،ويتابع القول فهدفهم في أفغانستان والعراق على سبيل المثال هو ليس السيطرة على هذين البلدين بل ازالة أمم قومية عن طريق أطلاق قوى الفوضى والدمار هكذا سيكون من قبيل خداع النفس بشكل كبير فنيتها"يقصد الإدارة الأمريكية" هو التدمير الذاتي لأخر بقايا سيادة الدولة القومية وهذا مايحققون فيه نجاحات كبيرة في الوقت الحاضر".

لقد امسكوا المفاتيح بايديهم وبدأو بفتح الأبواب على مصراعيها باب بعد باب ،فاحتلوا اول مااحتلوا في المنطقة العربية وفي الشرق الوسط أغنى العواصم أسهاما في الثقافة العربية والإسلامية والأبرز تأثيرا حضارياَ في الوعاء الإنساني الأكبر وهي بغداد.

نعود لموضوع الكذبة النبيلة فقد نشرت منظمتان امريكيتان مستقلتان في23/1/2008، دراسة بعنوان "حجج واهية" تعدد التصريحات "الخاطئة" للرئيس الأمريكي جورج بوش ومعاونيه بين عامي 2001 و2003 حول الخطر الذي يمثله العراق وقال واضعو الدراسة الأعضاء في "المركز من أجل السلامة العامة
Center for Public Safety " و"الصندوق من أجل صحافة مستقلة "Fund for The Independent press ان "دراسة كاملة تدل على ان التصريحات تشكل جزءا من حملة منظمة أثارت الرأي العام على أساس تصريحات كاذبة تماما".

وأضافوا ان "الرئيس بوش وسبعة مسؤولين كبار في الادارة بينهم نائب الرئيس ديك تشيني ومستشارة الامن القومي (انذاك) كونداليزا رايس
Condoleezza Rice ووزير الدفاع دونالد رامسفلد ادلوا بـ 935 تصريحا خاطئا على الاقل خلال السنتين اللتين تلتا 11 ايلول 2001 حول التهديد الذي يشكله العراق على الامن القومي الامريكي.

وتناولت الدراسة مئات التصريحات والمداخلات العامة لمسؤولين كبار في الحكومة. واشارت الى خطابات ومؤتمرات صحافية ومقابلات "لبوش ووزير الخارجية كولن باول ومساعد وزير الدفاع بول فولفوفيتز والمتحدثين باسم البيت الابيض اري فلاشر وسكوت ماكليلان (انذاك) اكدت خطأ 532 مرة" خلال السنتين اللتين سبقتا التدخل الامريكي بالعراق في عام 2003, "ان العراق يمتلك اسلحة دمار شامل (او يحاول امتلاكها) او ان لديه صلات مع القاعدة, او الامرين معا".

واوردت الدراسة خطابا لديك تشيني في آب 2002 قال فيه "لا يوجد شك حول امتلاك العراق لاسلحة الدمار الشامل". بينما اعلن مدير وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه) في حينه جورج تينيت في وقت لاحق ان هذه التأكيدات كانت تتجاوز بشكل كبير تقديرات الوكالة.

وقال مسؤول في "السي اي ايه"
CIA للصحافي رون سوسكيند معلقا على تصريحات تشيني "من اين استمد هذه المعلومات؟"

وأعلن بوش في ايلول 2002 في كلمته الاذاعية الاسبوعية "ان العراق يمتلك اسلحة بيولوجية وكيميائية واعاد بناء منشآت لصنع المزيد منها ويمكنه بحسب الحكومة البريطانية ان يشن هجوما كيميائيا او بيولوجيا في غضون 45 دقيقة (..) هذا النظام يسعى الى امتلاك القنبلة النووية ويمكنه صنع واحدة خلال سنة باستخدام مواد انشطارية".

ووردت المعلومات ذاتها في تقرير اصدرته وكالات الاستخبارات الامريكية بعد بضعة
ايام فيما تشير الدراسة الى انه "لم يتم انجاز اي دراسة حول هذا الموضوع منذ سنوات لان اوساط الاستخبارات لم تعتبر ذلك ضروريا والبيت الابيض لم يطلبه".
ورصد معدو البحث اكثر من 935 تصريحا كاذبا صدرت عن بوش ورجال ادارته من خلال الخطابات والبيانات الصحفية والمقابلات التلفزيونية اضافة الى خطاب الامة الذي يلقيه بوش اسبوعيا عبر موجات الاذاعة حيث لم يخل خطابه من كذبه ما .
وكشف البحث شخصيات الكذابيين الاوائل الذين عملوا في خدمة عائلة بوش مثل نائب الرئيس ديك تشيني والذي يعتبرا يمينيا تفوق خطورته على العالم خطورة بوش ذاته وفقا لموقع "عنيان مركزي" الذي اورد بعض تفاصيل البحث اضافة الى دونالد رامسفيلد وكونداليزارايس
Condoleezza Ric التي شغلت منصب مستشار الامن القومي قبل ان تخلف كولن باول في الخارجية .

ونشر البحث قائمة باعداد المرات التي نطق فيها بوش ومساعدوه بالكذب الواضح وفقا للترتيب التالي :
بوش 259 مرة ، كولن باول 244 مرة ، فيما تقاسم نائب الرئيس ووزير الدفاع ومستشار الامن القومي تتمت الـ 935 كذبة التي جرى رصدها وتتبعها من قبل الباحثين .

اذاَ وجدنا الادارة الامريكية قد اعتمدت على قصص واساطير حول "ياجوج وماجوج" من اجل شن حروبها ومشاريعها للسيطرة والهيمنة على العالم ومن ثم نجد مشروع الكذبة النبيلة التي يحاولون تسويق افكارهم مشاريعهم من خلالها ،لقد عبر الدكتور ريتشارد دريتن استاذ التاريخ بجامعة كيمبريدج الذي نشر مقالاَ في صحيفة "الاندبندنت" قال فية:" ان العراق فضح غرور الاستراتيجية الامريكية ،من حيث انه اظهر ان امة صغيرة لاتملك اية اسلحة متقدمة او تكنلوجيا متقدمة تستطيع ان تكبل دول عظمى وتعطل قدراتها وتشل حركتها لقد اظهر احتلال لمريكا للعراق ان التفوق في الفضاء لايضمن للمحتل سيطرة كافية على الأرض وثبت بما لايدع مجالا للشك انه يستحيل على الناس ان يصبحوا أصدقاء لأمريكا تحت تأثير الخوف او القهر. كما ثبت بالتجربة ان أمريكا قادرة على أحداث دمار واسع وخراب لاحدود له ،لكنها تظل عاجزة عن السيطرة او التأثير الإنساني الخلاق."أن انحطاط المعايير الأخلاقية للسياسة الأمريكية هي مايبرر النظريات الخاطئة كالكذبة النبيلة وقصة ياجوج وماجوج .

ذكرت مجلة "موذر جونز "
Mother Jones والمتخصصة في كشف شرور عالم الشركات والحكومات في تقرير حديث لها حول موضوع الأكاذيب الأمريكية لشن الحروب فقد قام وورمز بمساعدة فايث لإنشاء "معمل الكذبLie Factory " الذي يقوم بادارته نائب وكيل الوزارة وليم لوتي ومدير هذا المشروع هو" ابرام شولسكيAbram Shulsky" وكذلك قيام "بول وولفوفيتزPaul Wolfowitz" وفايث بتأسيس" مكتب الخطط الخاصة في وزارة الدفاعOffice of Special Plans at the Ministry of Defence "لتامين معلومات استخباراتية مزيفة تبرر حرباَ على العراق والمنطقة .

لم تكن المعلومات الاستخباراتية الأمريكية مزيفة بشكل اخطاء أكاديمية ضمن العمل ألاستخباراتي انما كان تزييف مقصود الغرض منه التبرير لأعمال غير مسوغة وغير مقبولة فبالرغم أن الزيف لايحتاج الى تزوير لأنه أصلا غير حقيقي الا أن هؤلاء عمدوا على تزوير حتى المزيف ونلاحظ ان "مكتب الاستخبارات والبحث والمعروف باسم أي ان أ
NAI-"قد أزعج الكثيرين من ادرة بوش الابن خلال عامي 2002و2003 حين رفض المصادقة على القضية التي حاولوا تلفيقها والقائلة بان العراق يحاول أن يعيد برنامجه النووي حيث اعتبر هذا المكتب ان الزعم القائل ان العراق يشتري اليورانيوم من النيجر مثير للشكوك وغير منطقي ومخادعة للرأي العام العالمي.

توصلت أمريكا الى اكتشاف جديد في العام 1919م من اجل الضرورات للإمبراطورية الأمريكية وهو مؤسسة الدراسات السياسية والإستراتيجية في البداية كان "مجلس العلاقات الخارجية في نيويورك
Council of Foreign Relations"الذي انشأ في عام 1919م والذي قامت برعايته عائلة "روكفيلر Rockefeller"ولاتزال ضمن رعايتها حتى يومنا هذا وقد حدد هذا المجلس اطار عمله "بمتابعة الأوضاع الدولية وإثارة اهتمام الراي العام الأمريكي بها وتاسيس موقع نفوذ يدعوا الى دور أمريكي فاعل في تشكيل القرار الدولي".

اعتمد مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية عند تأسيسه على عناصر من وزارة الخارجية والمخابرات العسكرية ورجال الإعمال المهتمين بالسوق العالمية وقد كان عمله أشبه بما تقوم المنظمات والجمعيات السرية والسبب في ذلك لم يتأكدوا من تقبل الحكومة الأمريكية لدوره ونشاطه وكذلك نظرة الرأي العام من داخل وخارج أمريكا له ،فقد كان ظاهرة جديدة ومستحدثة في العلاقات الدولية ففي البداية كانت وسيلته "مجرد التفكير"حتى تم تحويله ومقدرته في"أمكانية التأثير"الى حد أن هذا المجلس صار تجمع لنشاط ابرز العناوين الضاغطة على حتمية دخول أمريكا ومشاركتها في الحرب العالمية الثانية من اجل أن تكون لها كلمة مسموعة عندما يتم توزيع النفوذ بعد أن تسكت أصوات المدافع وهو ماجعلها فعلاَ القائد للمعسكر المنتصر وبعد هذه المكانة التي حصلت عليها فقد تولت أدارة المواجهة الكبرى التي تم توصيفها "بالحرب الباردة".

وفي إطار سعي مراكز الأبحاث الأمريكية لصياغة إستراتيجية جديدة للولايات المتحدة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط، دشن أكبر مركزين بحثيين أمريكيين اهتمامًا بقضايا المنطقة، "مجلس العلاقات الخارجية
Of Council Foreign Relations" و"مركز سابان لسياسة الشرق الأوسط Saban Center for Middle East Policy التابع لمؤسسة بروكينجزBrookings Institution"، مشروعًا بحثيًّا ضم ما يقرب من خمسة عشر باحثًا من المركزين، للبحث عن استراتيجيه جديدة للتعامل مع قضايا منطقة الشرق، لاسيما التأزم الأمريكي في العراق، والصراع العربي – الإسرائيلي، ومنع الانتشار النووي والأزمة النووية الإيرانية، والإصلاح السياسي والاقتصادي، والحرب على الإرهاب.

وقد خرجت توصياتهم وأبحاثهم في كتاب جديد حمل عنوان "استعادة التوازن: إستراتيجية شرق أوسطية للرئيس المقبل
Strategy For The Next President Restoring The Balance:A Middle East" " ، عن مؤسسة بروكينجز. وقد كانت خلاصة هذا المشروع والكتاب محور مقال متميز لرئيسي المركزين، "ريتشارد هاس Richard N. Haass" رئيس مجلس العلاقات الخارجية، و"مارتين إنديك Martin Indyk "مدير مركز سابان، بمجلة الشئون الخارجية Foreign Affairs التابعة لمجلس العلاقات الخارجية، تحت عنوان " بعيدًا عن العراق: إستراتيجية أمريكية جديدة في الشرق الأوسط Beyond Iraq: A New U.S. Strategy for the Middle East"".
لم تكن جوقة المحافظين الجدد تضع الاستراتيجيات على اسس سياسية فحسب بل هي تستند في تلك الاستراتيجيات الى التاريخ الديني والاحداث التي حدثت على اسس صراعات دينية وفي مراجعة سريعة لكتاب بعنوان " بلاك ووتر"Black Water للصحفي الأمريكي "جيرمى سكيل Jeremy Schahill" يتضح أن وجود قوات المرتزقة بالعراق ليس مجرد تعاقد أمني مع البنتاجون تقوم بمقتضاه هذه القوات بمهام قتالية نيابة عن الجيش الأمريكي، بل يسبقه تعاقد أيديولوجي مشترك بين الجانبين يجمع بينهما، ألا وهو " دولة فرسان مالطا state of The Knights of Malta- Order Of MALTA " الاعتبارية آخر الفلول الصليبية التي تهيمن على صناعة القرار في الولايات المتحدة والعالم.

بعد قرار الحاكم المدني الأمريكي للعراق" بول بريمر "
Paul Bremer، بالاستعانة بشركات الحماية الأمنية الخاصة ومنعهم الحصانة ضد أية ‏ملاحقة، حصلت " بلاك ووتر"Black Waterعلى عقد بقيمة 27.7 مليون دولار يتضمن قيامها بتأمين الحماية الشخصية زائد مروحيتي ‏حراسة لبريمر، فقامت على إثره هذه الشركة بالتعاقد مع فرسان مالطا المشبوهين، الذين ترتبط معهم برباط ديني صليبي "" The relationship religious.

‏ ثم قامت الشركة فيما بعد بحماية السفراء الأمريكيين التاليين وهما جون نيغروبونتى، وزلماى خليل زاد إضافة إلى ‏الدبلوماسيين الآخرين والمكاتب التابعة لهم.‏
‏‏وتسعى " بلاك ووتر
Black Water " مستخدمة ما لديها من جماعات ضغط، لكي تحصل على عقود في إقليم دار فور بالسودان ‏لتعمل كقوة سلام، وفى مسعى من الرئيس جورج بوش الابن لتمهيد الطريق أمامها للبدء في مهمة تدريبية، هناك قام برفع ‏العقوبات عن الجزء المسيحي من جنوب السودان. وفى شهر يناير الماضي أشار ممثل إقليم جنوب السودان في واشنطن أنه ‏يتوقع أن تبدأ شركة "بلاك ووتر Black Water " أعمال تدريب قوات الأمن في جنوب السودان في وقت قريب جداً.‏

‏ وعلى الرغم من الدور الأساسي الذي تقوم به شركة "بلاك ووتر
Black Water " في العراق، فقد كانت تعمل في الظل حتى 31 آذار ‏‏2004 عندما تعرض أربعة من جنودها في الفلوجة للهجوم وقتلوا، حيث قامت الجماهير بجر جثثهم في الشوارع وحرقتها ‏وتعليق اثنين منها على ضفاف نهر الفرات، ومن هنا بدأ يحدث تحول في الحرب على العراق حيث قامت بعد عدة أيام ‏القوات الأمريكية بمحاصرة الفلوجة وقتل مائة ألف عراقي وتهجير مائتي ألف من أبناء الفلوجة.‏

المحاربون في جيش فرسان مالطا على أرض العراق يقدر عددهم بـ 100 ألف مقاتل أي ما يقارب من نصف قوة الجيش ‏الأمريكي المعلن في العراق، وهؤلاء في الواقع هم الذين يتولون مسئولية الحرب المباشرة في أراضي العراق ويرفعون ‏العلم الأمريكي لكنهم لا يتبعونه، بل يتبعون المال الذي يتقاضونه عبر شركة "بلاك ووتر
Black Water " التي أبرمت عقدا مع جيش ‏الاحتلال الأمريكي للقيام بمهام قتالية خطرة نيابة عن الجيش، وبمعنى أصح فإن وراء كل ذلك تحوم أجواء حرب صليبية ‏يفسرها وجود "دولة فرسان مالطا" الاعتبارية، آخر الفلول الصليبية التي تهيمن على صناعة القرار في الولايات المتحدة ‏والعالم.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
afif

afif


عدد المساهمات : 863
تاريخ التسجيل : 26/01/2010
العمر : 45

من بغداد إلى طرابلس الغرب الثورة والاستعمار-الثورة والاحتلال- Empty
مُساهمةموضوع: رد: من بغداد إلى طرابلس الغرب الثورة والاستعمار-الثورة والاحتلال-   من بغداد إلى طرابلس الغرب الثورة والاستعمار-الثورة والاحتلال- Icon_minitimeالثلاثاء 7 يونيو 2011 - 15:29

فرسان مالطا يعملون في العراق ودارفور كقتلة مأجورين من الولايات المتحدة من خلال شركة "بلاك ووتر"، التي تمتلك ‏من العتاد مالا تمتلكه دول كثيرة مجتمعة، وتسيطر علي مراكز صناعة القرار في أمريكا، ويعمل بها قتلة مأجورون، من ‏بينهم أولئك الفرسان بعد إعطائهم مسحه تبريريه صليبية لما يقومون به من أعمال تخريبية لم تأمر بها أية شريعة، ولذلك ‏فهم يرتكبون أبشع الجرائم التي تفوق جرائم أجدادهم إبان "الحروب الصليبية The Crusades "War.‏

أن الحقائق التي كشف عنها الصحفي الأمريكي" جيرمي سكيل
Jeremy Schahill" في كتابه الحديث عن شركة “بلاك ووترBlack Water” أكبر الشركات الأمنية المتعاقدة مع الإدارة الأمريكية في العراق، حيث أظهر العلاقة الدينية التي تجمعهما.

وفى تقرير له نشرته مؤخرا مجلة " ذا نيشين
The Nation " الأمريكية بعنوان “جيش بوش في الظلArmy of Bush s Shade”، يكشف" جيرمي سكيل Jeremy Schahill" عن الصلة الدينية التي تجمع بين “بلاك ووتر Black Water” وإدارة بوش قائلا: " من الصعب تخيل أن المحسوبية التي اصطبغت بها إدارة الرئيس الأمريكي بوش لم يكن لها دور في نجاح بلاك ووتر Black Water ، فمؤسس الشركة "إيريك برينس"Erik Prince يتشارك مع بوش في معتقداته المسيحية الأصولية، حيث جاء من عائلة جمهورية نافذة في ولاية ميتشيجان Michigan ، وأبوه إيدجار برينس Edgar Princeساعد "جيري بوير Jerry Bauer" لإنشاء مركز أبحاث العائلة وهو معني بمواجهة الإجهاض والزواج المثلي". وبوير هو سياسي محافظ معروف بعلاقاته مع كثير من الجماعات المسيحية الإنجيلية، كما يعرف بتأييده اللامحدود لإسرائيل وإيمانه بضرورة استخدام القوة العسكرية لحماية مصالح الولايات المتحدة.

وبحسب تقرير سكيل فإن الجنرال المتقاعد" جوزيف شميتز
Joseph Schmitz " الذي عمل مفتشا عاما في وزارة الدفاع الأمريكية ثم انتقل للعمل كمستشار في مجموعة شركات برينس group of companies Prince Royal sالمالكة لـ"بلاك ووتر Black Water"، كتب في سيرته الذاتية أنه عضو في جماعة فرسان مالطا.
من جهتهما يكشف الباحثان الأيرلندي" سيمون بيلز
Simon Beals " والأمريكية " ماريسا سانتييراMarissa Santeira " اللذان تخصصا في بحث السياق الديني والاجتماعي والسياسي للكنيسة الكاثوليكية الرومانية The Catholic Church Romanian ، عن أن أبرز أعضاء جماعة فرسان مالطا من السياسيين الأمريكيين رونالد ريجان وجورج بوش الأب رئيسا الولايات المتحدة السابقان، وهما من الحزب الجمهوري، كما يشير موقع فرسان مالطاhttp://www.orderofmalta.org أن من بين الأعضاء البارزين في الجماعة "بريسكوت بوشPrescott Bush " وهو الجد الأكبر للرئيس الحالي جورج بوش الابن..ولا يمكن -بحسب الباحثين- انتزاع تصريحات الرئيس بوش عقب هجمات 11 أيلول من هذا السياق حين أعلن شن "حرب صليبية The Crusader War " على الإرهاب وذلك قبيل غزوه لأفغانستان عام 2001م ولم تكن الكلمة زلة لسان.

وبحسب الموقع الرسمي لدولة فرسان مالطا ""
http://www.orderofmalta.org يلقب رئيس المنظمة بـ"السيد الأكبر" وهو الأمير البريطاني " فرا أندرو بيريتي "Fra Andrew Peretti الذي تقلد رئاسة المنظمة عام 1988م، ويقيم السيد الأكبر في روما ويعامل كرئيس دولة بكل الصلاحيات والحصانات الدبلوماسية وهو من مواليد لندن 15ايار1929م.

وينص القانون الدولي على سيادة دولة فرسان مالطا التي لها حكومتها الخاصة ولها صفة مراقب دائم في المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة، وتدار الأنشطة المختلفة للمنظمة عن طريق ستة أديرة رئيسية متفرع منها خمسة فرعية و47 جمعية وطنية للفرسان في خمس قارات، وللمنظمة علاقات دبلوماسية مع 96 دولة على مستوى العالم منها مصر والمغرب والسودان وموريتانيا، حسبما يشير الموقع الرسمي لهم.: وقد طالب "شمعون بيريز
Shimon Peres " نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي طلب من مصر الاعتراف بدولة فرسان مالطا واعترفت مصر بهذه الدولة والغريب ان مص البلد غير الكاثوليكي في العالم الوحيد الذي اعترف بهذه الجماعة الكاثوليكية الرومانية.

وتأتي القوات الأمنية الخاصة في العراق في المرتبة الثانية من حيث عدد أعضائها بعد جنود الولايات المتحدة الأمريكية التي يقدر عددهم بـ130 ألف جندي، في حين يتراوح عدد أعضاء الشركات بين 30 إلى 50 ألف شخص يعملون في 130 شركة أمنية، بالإضافة إلى أنه يبلغ حجم أعمالها في العراق إلى ما يقارب 100 مليار دولار.

ويكشف "جيرمي سكيل "
Jeremy Schahill عن أنه مع تنامي نفوذ شركة “بلاك ووتر Black Water” داخل الإدارة الأمريكية، فإنها تتطلع حاليا إلى الحصول على عقد في إقليم دارفور، غرب السودان، وهو الأمر الذي يمكن أن يضيف دافعا آخر نحو إصرار الولايات المتحدة التدخل عسكريا في دارفور وتدويل الصراع في هذا الإقليم..ويؤكد جيرمي سكيل في كتابه على "أن المرتزقة القتلى في العراق لا يحسبون ضمن قتلى جيش الولايات المتحدة النظامي، كما أن جرائمهم لا يتم توثيقها، وبالتالي لا يتم معاقبتهم عليها، وهو ما يغطي على التكلفة الحقيقية للحرب".

سبق أن صرح السناتور الديمقراطي" دينيس كوسينتش"
Dennis Kucinich الذي يعد واحدا من أكثر المعارضين لعمل المرتزقة في العراق: "لدينا 200 ألف جندي في العراق نصفهم لا يمكن حسابهم، والخطر أن نسبة محاسبتهم على ما يفعلون هي صفر” ، واصفا ما يحدث في العراق على أنه "حرب مخصخصة war privatized".

الجدير بالذكر أن نشاط هذه الشركات -على حد تعبير تقرير صادر عن الجامعة الوطنية للدفاع في واشنطن- يعرض حقوق الإنسان للخطر، وهو ما جرى فعلا عندما تورط عملاء شركتين خاصتين للحماية في فضيحة تعذيب واغتصاب سجناء عراقيين في سجن أبو غريب، وهما شركتا "كاسي انكوري رايشن
Casey Ankuri Corporation –CACI" و"تيتان كوربوراشن Titan Corporation ".

أشارت نفس الدراسة إلى استعانة هذه الشركات الخاصة بأفراد اشتهروا بسمعتهم السيئة على صعيد انتهاك حقوق الإنسان والتورط في محاولات قتل وتعذيب بل وانقلابات عسكرية في بلدان إفريقية أو أمريكية لاتينية، وكان من أبرز هؤلاء الموظفين الأمنيين الذين كانوا يعملون في حكومة الدكتاتور التشيلي السابق" أوجستو بنوشيه
Augusto Pinochet" ، وحكومة الصربي "سلوبودان ميلوسفيتش"Slobodan Milosevic ، وأفراد من نظام الحكم العنصري السابق في جنوب إفريقيا.

كما استعانت بعراقيين وبعض اللبنانيين الذين التحقوا في تنظيمات مسلحة إبان الحرب الأهلية في لبنان، ولا تستبعد كونهم من قوات "أنطوان لحد
Forces Antoine Lahad " المتعاونة مع القوات الإسرائيلية في عدوانها على لبنان قبل أن تتفرق بعد انسحاب إسرائيل من الجنوب اللبناني عام 2000م..يتراوح الأجر اليومي للجندي المرتزق ما بين 900 إلى 3 آلاف دولار أمريكي، وهو ما يفسر استنزاف مليارات الدولارات من العراق.

في منطقة وسط القاهرة وتحديداً في شارع هدى شعراوي "سفارة فرسان مالطة" هكذا كتب بالعربية على لوحة نحاسية في مدخل السفارة، وفي نفس اللوحة كتب بالفرنسية:"
Ambassade De L’ordre souveraine ET Militaire De Malte"أو بالإنجليزية: SOVEREIGN MILITARY ORDER OF MALTA وترجمتها الحرفية"سفارة النظام العسكري ذو السيادة المستقلة لمالطة"هي ليست سفارة دولة مالطة في القاهرة هل هناك دولة بهذا الاسم؟ أين تقع؟ ما حكاية هذه السفارة؟ وماذا تعمل في مصر؟ ومنذ متى ؟… بدأت السفارة في القاهرة عام 1980م .. ومقرها داخل الفاتيكان .. هناك أربع دول عربية تعترف بها وليس مصر وحدها .

بدأ ظهور فرسان مالطة عام 1070م، كهيئة خيرية، أسسها بعض التجار الإيطاليين، لرعاية مرضى الحجاج المسيحيين، في مستشفى "قديس القدس يوحنا" قرب كنيسة القيامة ببيت المقدس ، وظل هؤلاء يمارسون عملهم في ظل سيطرة الدولة الإسلامية ، وقد أطلق عليهم اسم "فرسان المستشفى "
Hospitallers تمييزاً لهم عن هيئات الفرسان التي كانت موجودة في القدس آنذاك مثل “فرسان المعبد Knights Templar” و"الفرسان التيوتون "Knights Altuoton ، والمؤكد أنهم ساعدوا الغزو الصليبي فيما بعد .

كان التزايد الكبير في أعداد الحجاج المسيحيين إلى مدينة القدس في بداية القرن الحادي عشر لاتجاه بعض التجار الإيطاليين للحصول على حق إدارة الكنيسة اللاتينية من حكام المدينة المسلمين، وكان يلحق بهذه الكنيسة مستشفى للمرضى والحجاج يسمى مستشفى “قديس القدس يوحنا” كذلك استطاع تجار مدينة "أما لفي" 1070م تأسيس جمعية خيرية في بيمارستان قرب كنيسة القيامة في بيت المقدس للعناية بفقراء الحجاج، ومن اسم المستشفى أطلق عليهم اسم فرسان المستشفى أو "
Hospitallers" التي حرفت إلىAlispitarien "الاسبتارية " في اللغة العربية، ولم يلبث أولئك الاسبتارية أن دخلوا تحت لواء النظام الديري البندكتي " "The Dairi Benedictine المعروف في غرب أوروبا، وصاروا يتبعون بابا روما مباشرة بعد أن اعترف البابا "باسكال الثانيPope Pascal II" بتنظيمهم رسميًا في 15 شباط 1113 م ، وهكذا أصبح نظامهم يلقى مساندة من جهتين: "تجارأمالفي "Amalfi Traders و"حكام البروفانس The Rulers Of Provence" في فرنسا.

وعندما قامت الحروب الصليبية الأولى 1097م وتم الاستيلاء على القدس أنشأ رئيس المستشفى "جيرارد دي مارتيز
Gerard de Maian" تنظيماً منفصلاً أسماه “رهبان مستشفي قديس القدس يوحنا ” وهؤلاء بحكم درايتهم بأحوال البلاد قدموا مساعدات قيمة للصليبيين وخاصة بعد أن تحولوا إلى نظام فرسان عسكريين بفضل ريموند دو بويRaymond Dupuy "خليفة مارتينز" الذي أعاد تشكيل التنظيم على أساس عسكري مسلح باركه البابا "أنوست الثاني Pope Anust II" 1130م، حتى قيل : إن الفضل في بقاء مدينة القدس في يد الصليبيين واستمرار الحيوية في الجيوش الصليبية يعود بالأساس إلى فرسان الاستبارية أو الهوسبتاليينHospitallers بجانب "فرسان المعبد Templars".

وقد كان تشكيل تنظيم الهوسبتاليين ينقسم إلى ثلاث فئات:

"فرسان العدل "
Kinghts of Justice الذين هم من أصل نبيل (نبلاء) وأصبحوا فرساناً.
"القساوسة
The Pastors " الذين يقومون على تلبية الاحتياجات الروحية للتنظيم.
"إخوان الخدمة" وهم الذين ينفذون الأوامر الصادرة إليهم.

وهذا فضلا عن الأعضاء الشرفيين ويسمون "الجوادين
Danats" الذين يساهمون بتقديم الأموال والأملاك للتنظيم وبفضل عوائد هذه الأملاك وكذلك الهبات والإعانات "عُشر دخل كنائس بيت المقدس كان مخصصًا لمساعدة فرسان القديس يوحنا" أخذ نفوذ الفرسان ينمو ويتطور حتى أصبحوا أشبه بكنيسة داخل الكنيسة.

بعد هزيمة الصليبيين في موقعة حطين عام 1187 م على يد صلاح الدين الأيوبي هرب الفرسان الصليبيون إلى البلاد الأوروبية. وبسقوط عكا 1291 م وطرد الصليبيين نهائيًا من الشام اتجهت هيئات الفرسان إلى نقل نشاطها إلى ميادين أخرى ؛ فاتجه الفرسان "التيوتون" نحو شمال أوروبا حيث ركزوا نشاطهم الديني والسياسي قرب شواطئ البحر البلطيكي، ونزح "الداوية" أو فرسان المعبد إلى بلدان جنوب أوروبا وخاصة فرنسا حيث قضى عليهم فيليب الرابع فيما بعد "1307- 1314 م" أما فرسان الهوسبتالية "الذين ظل وجودهم حتى اليوم " فقد اتجهوا في البداية إلى مدينة صور ثم إلى "
Morgat أو المرج " في ليبيا حاليًا ومنها إلى عكا ثم "ليماسول"في قبرص 1291م.

ومن قبرص استمروا في مناوشة المسلمين عن طريق الرحلات البحرية ومارسوا أعمال القرصنة ضد سفن المسلمين ، إلا أن المقام لم يطب لهم هناك فعمد رئيسهم "وليم دي فاليت
William de Vallette" للتخطيط لاحتلال "رودسRhodes" وأخذها من العرب المسلمين وهو ما قام به أخوه وخليفته "توك دي فاليت" في حرب صليبية خاصة " 1308م – 1310م" ليصبح اسم نظام الفرسان الجديد يسمى (النظام السيادي لرودس) أو (النظام السامي لفرسان رودس). وفي "رودسRhodes" أنشأ تنظيم الهوسبتاليين مراكزه الرئيسة وازدادت قوته ونفوذه خاصة بعد أن تم حل تنظيم فرسان المعبد وآلت بعض ثرواته للهوسبتاليين.
ولأن أرض "رودس
Rhodes" كانت بمثابة نقطة استراتيجية هامة، فقد عمد الأتراك المسلمون بدورهم للاستيلاء عليها خصوصا مع تزايد قرصنة الصليبيين لسفنهم وذلك بعد حصار وضغط متواصلين "أهم حصارين 1310م، 1480م"مما أجبر رئيسهم "فيليب ري ليل آدام" Philippe Rey Night Adamعلى الاستسلام في 1522م والهجرة عن الجزيرة في أول كانون الثاني 1523 م بين عدة مدن منها: "سيفليلSevilleإسبانيا" و"كاندي سيلان" و"روما إيطاليا" ، الي أن منح الملك "شارك كنت" للهوسبتاليين السيادة على جزيرة مالطا في 24 آذار 1530م.

وبجانب سيادتهم على مالطا ـ بوثيقة "شارك كنت" ـ كانت لهم السيادة كذلك على عدة جزر مثل "دي جوزوا-
De Jozoوكومين –"Comino بجانب مدينة طرابلس "التي كانت تتبع عرش صقلية". وقد صدق "البابا كليمنت السادس Pope Clement VI" على ذلك في 25 نيسان 1530 م ومن ثم أصبح النظام يمتلك مقرًا وأقاليم جديدة أدت إلى تغيير اسمه في 26 تشرين الأول 1530م إلى “النظام السيادي "لفرسان مالطا" ومنذ ذلك الوقت أصبحت مالطا بمثابة وطنهم الثالث، ومنها استمدوا أسمهم “فرسان مالطا” واستطاع رئيسهم "جان دي لافاليت" أن يقوي دفاعاتهم ضد الأتراك العثمانيين مصدر خوفهم وأن يبني مدينة "فاليتا Valletta – عاصمة مالطا حاليا" التي أطلق عليها اسمه وكان مما ساعد على ترسيخ وجودهم في مالطا وقوع معركة "ليبانتوا" Lepantoالبحرية 1571م، بين الروم والأتراك مما أبعد خطر الأتراك ووفر لنظام الفرسان جواً من الهدوء.

وقد تميز هذا النظام منذ إقامته في مالطا بعدائه المستمر للمسلمين وقرصنته لسفنهم حتى كون منها ثروة "ينفقون منها حاليا على الأعمال الخيرية " ولاسيما في الحصار التاريخي 1565م الذي انتهى بمذبحة كبيرة للأتراك ، كما توسع النظام كثيرًا حتى إن الملك "لويس الرابع عشر
Louis XIV" تنازل له في 1652 م عن مجموعة من الجزر في" الأنتيل- Antilles" منها:-

سان كيرستوف ـ سان بارتليلي ـ سان كوزوا، وصدق على ذلك في 1653م إلا أن صعوبة المواصلات مع هذه الجزر اضطر النظام للتنازل عنها لشركة فرنسية 1655م وظل النظام في مالطا تحت حماية إمبراطور الدولة الرومانية والكرسي الرسولي وفرنسا وإسبانيا وانتشر سفراؤه في بعض الدول وهو ما كان يعني اعترافًا بالسيادة الشخصية للسيد الكبير "للنظام أو رئيس الفرسان".

لقد كانت رحلة الشتات للفرسان الصليبيون بدأت مع قيام الثورة الفرنسية 1789 م وغزوها إيطاليا فقد الفرسان الصليبيون ممتلكاتهم وامتيازاتهم في فرنسا وإيطاليا وانتهى بهم الأمر بفقد مقرهم في جزيرة مالطا نفسها وطردهم منها على يد نابليون أثناء حملته على مصر عام 1798م، فأقاموا بصفة مؤقتة في "ترسيتا" في إيطاليا تحت ضغط من بلاط فينيا، وعندما استولى الأميرال "نلسون" على مالطا من الفرنسيين أقرت اتفاقية" الأمنيس
Amiens" عودة الجزيرة للفرسان 1802م، إلا أن كونجرس "فاليتا" Valletta عاصمة مالطا أسند إدارة الجزيرة للإمبراطورية البريطانية وبالتالي انقطع اتصال الفرسان نهائيًا بمالطا "دولة مالطا الحالية ليست هي فرسان مالطا"، وانقسموا بين البلاد حيث اتجه العديد منهم إلى سان بطرسبرج "وبالتالي أصبح نظامهم الكاثوليكي الروماني الذي يحظى برعاية البابا يخضع لقانون الإمبراطورية الروسية الأرثوذكسية" واتجه جزء آخر إلى “كاتانيا Catania” و”فيرارًا Ferrara” و"روما Rome "، وفي هذه الأثناء اختبر توماكسي 1802م ليكون آخر الرؤساء الكبار للتنظيم.

وبحلول 1805م أصبح الفرسان بلا رئيس حاكم ، ومنذ 1834م ونظام الفرسان يمارس شؤونه من روما بصفة رسمية باسم “العمل الخيري” وفي نطاق المستشفيات "عملهم الأول وقت إنشائهم" حتى أصبح نظامهم أشبه بهيئة خيرية ما تزال تسيطر عليها الروح الصليبية، وأخذت في التوسع حتى فتحت جمعية لها في الولايات المتحدة الأمريكية 1926م.
روت صحيفة "هيرالد تبيون" الأمريكية تفاصيل هذا الاجتماع في حينه قائلة : إن "الفرسان" توافدوا على الاجتماع، وقد ارتدى كل واحد منهم ملابس كهنوتية سوداء، يزينها صليب أبيض مزدوج الأطراف، ورأس الجلسات "الأستاذ الأعظم" الذي يقود المنظمة، وهو اسكتلندي سبق أن عمل في حقل التدريس، اسمه اندروبيرتي (60 سنة) وهو أول بريطاني يرأس المنظمة منذ عام 1277م، كما أنه الرئيس رقم الثامن والسبعون للمنظمة منذ تأسيسها، ويحمل رتبة "كاردينال " ، ويرأس مجلسًا يتألف من ستة وعشرين "فارسًا" يساعدونه على تسيير شؤون المنظمة وتدعمه أمريكا بقوة .

الغريب أنه أصبح لهذا التنظيم أو منظمة "الفرسان" علاقات دبلوماسية مع خمسين دولة منها دول عربية ومسلمة كمصر والمغرب وتشاد ، كما أن مقرهم الرئيسي "قصر مالطا في روما" له بعض الامتيازات كدولة الفاتيكان، إذ إن لهم محاكمهم الخاصة وجوازات سفرهم الخاصة، بل ويصدرون طوابع بريد خاصة أيضًا.
ويقدر عدد أعضاء منظمة فرسان مالطا بحوالي عشرة آلاف فارس وسيدة كما تقول المواقع المخصصة لهم على الانترنيت (
www.orderofmalta.org) ، بينما يقدر عدد المتطوعين الذين يعملون معهم بحوالي نصف مليون شخص، منهم زهاء مائة ألف في فرنسا وحدها، ومثلهم في ألمانيا الغربية والولايات المتحدة الأمريكية، وغير المتطوعين في الولايات المتحدة وحدها ألف وخمسمائة فارس، وقد انضم إلى عضويتها عدد من أصحاب الملايين خصوصا أن نشاطهم الحالي خيري ويختص بالمستشفيات مما يغري بالتبرع لهم .

وهم مهتمون بإقامة علاقات دبلوماسية مع مختلف الدول يقول رئيسهم " فرا أندرو بيريتي
Fra Andrew Peretti" : "إن الدبلوماسية بحد ذاتها ليست من أهدافنا ولكن إقامة علاقات مع الدول تساعد في تسهيل أعمالنا والحصول على الأدوية والمواد التموينية ونقلها إلى المناطق المنكوبة ، ولا ينفي تاريخهم الصليبي إذ يقول : "نحن لا نخفي شيئا، فنحن منظمة دينية قديمة، ولنا تقاليدنا وشعائرنا، لذلك فالجانب البروتوكولي والدبلوماسي في غاية الأهمية بالنسبة لنا، ونحن نبذل جهدنا لتقديم العون للمحتاجين، والقسم الأكبر منا رجال دين وقساوسة".

والملفت أن دولة الفرسان الجديدة تعتمد في دخلها على تلقى التبرعات بحجة إنشاء المستشفيات وعلى بيع طوابع بريدية خاصة بها ، وتستفيد أيضا من الشهرة التي تجنيها من خلال توزيعها تبرعات كبيرة على المستشفيات وسيارات الإسعاف والأدوية على الدول المختلفة المحتاجة .

ومع أننا لا نستبعد أن يكون هذا الموقف الجديد للصليبيين الجدد "أي التركيز على العمل الخيري فقط " هو وليد الظروف الدولية المعاصرة وقيام غيرهم من الغربيين بحمل السلاح لإبادة المسلمين نيابة عنهم ، فالمؤكد أنهم – باعترافهم – لا يتنكرون لتاريخهم الصليبي القديم الذي لا يزالون يفخرون به حينما حاربوا المسلمين ونهبوا قوافلهم في البحار .

وبالتالي فخطر الفرسان الحالي ليس أقل خطرا من الماضي ويكفي أن نعرف أن منظمات الإغاثة الصليبية التبشيرية في مناطق ملتهبة مثل جنوب السودان كانت ولا تزال تشكل عنصر الدعم للمتمردين على الحكومات العربية ، وهم الذين فصلوا "تيمور" عن أندونيسيا الإسلامية ، والأخطر أن دورهم التبشيري لا ينفصل عن الدور الخيري ، والاموال لا تُدفع بغير مقابل تبشيري .

لقد ظهر فرسان مالطة في مصر عندما أصبح لهم سفارة في القاهرة عام 1980 ويذكر دليل البعثات الدبلوماسية الخاصة بوزارة الخارجية المصرية أن بعثة فرسان مالطة بالقاهرة مكونة من شخصين السفير ومستشار للسفارة ، ولا يذكر الدليل شيئا عن وجود بعثة دبلوماسية مصرية لدى الفرسان ، ولم يعرف كيف استطاع فرسان مالطة الحصول على حق التمثيل الدبلوماسي في دول عربية مثل مصر والمغرب وحتى تشاد الإفريقية ، وعلى مستوى السفارة، وإن كان الأمر مفهوما في ظل وجود دول أخرى صغيرة لا تذكر مثل الفاتيكان وميكرونيزيا التي تؤيد إسرائيل على طول الخط رغم أنها جزيرة صغيرة عدد سكانها بضعة آلاف .

والواضح أن نشاطهم الخيري ، ومزاولة عملهم من دول عظمى مثل أمريكا أعطى لهم جواز المرور للدول الأخرى باعتبار أنهم صاروا – الآن- هيئة خيرية .
يرجع الفضل في استمرار هذا الوضع إلى بعض الدول الأوروبية بالإضافة إلى الفاتيكان ـ حيث مقر الفرسان الآن ـ فقد أحاطوا الفرسان بالحماية بعد طردهم من مالطة، ومنحوهم بعض الامتيازات، ومنها حق التمثيل الدبلوماسي وذلك حفاظًا على "الرمز التاريخي" الذي يمثلونه، ودورهم البارز في العلاقات بين الشرق والغرب في العصور الماضية..ليست سفارة الصهاينة بالقاهرة هي الجريمة التاريخية الوحيدة، فهناك "فرسان مالطة" القادمون من قلب العصور الصليبية إلى قلب القاهرة ربيبة صلاح الدين الذي أذل فرسانهم ، وهزم ملوكهم وأسرهم في يوم حطين المجيد .

جرى في قصر رغدان العامر مراسم تقبل أوراق اعتماد عدد من سفراء الدول الشقيقة والصديقة المعينين لدى البلاط الملكي الهاشمي كما نشرت إدارة الإعلام بالديوان الملكى الهاشمي في 8 آذار 2004م،فقد تقبل جلالة الملك عبد الله الثاني أوراق اعتماد كل من السادة رادو اونوفري سفير دولة رومانيا وعبد القادر الزاوي سفير المملكة المغربية وحسين ديرويز سفير الجمهورية التركية ويوسف عبد الله العنزي سفير دولة الكويت وكرونسولاف فاسيلي سفير البوسنة والهرسك وويبون خوساكول سفير مملكة تايلاند ومسعود عزيز سفير جمهورية بنغلادش الشعبية والفرد مويسيوه سفير جمهورية البانيا وسيزار فيرير بوري سفير جمهورية الاورغواي وبوفولك جونسون ثوتي سفير هيئة فرسان مالطا.

وفى 11 كانون الثاني 2007م نشرت وكالة
Innovative Media Inc.للأخبار على لسان أندرو برتي المسؤول الأعلى في فرسان مالطا في معرض حديثه إلى ممثلي 96 دولة معتمدة لدى هيئة فرسان مالطا بمناسبة اللقاء السنوي المعتاد الذي المنعقد هذه السنة في روما في تلة الأفنتينو.

قال: "يجب أن يتمتع جميع حجاج العالم بحق الدخول إلى أورشليم"، معلنًا أنه يود أن يقوم هو شخصيًا بزيارة إلى الاراضي المقدسة في أكتوبر المقبل.
وذكر المسؤول الأعلى "بالتفكير المعمق الذي يدور منذ فترة بعيدة بشأن قضية الأراضي المقدسة، مذكرًا بموقف الكرسي الرسولي بشأن أورشليم: مدينة الأديان الثلاث، وفي الوقت عينه أرض مشتركة بين إسرائيل وفلسطين، وجزء من تراث البشرية بأسرها".

وأشار: "يبغي لهذا أن تنال مركزًا قانونيًا خاصًا، محميًا على الصعيد الدولي".

ثم قال: "إن فرسان مالطا – الذين لطالما اعتبروا حماية الاراضي المقدسة إحدى أولويات مهمتهم في رسالتهم في خدمة الكنيسة والنشاطات الإنسانية والطبية – هم على أتم الاستعداد للتعاون مع الحكومات من أجل الوصول إلى حلول عملية، آخذين بعين الاعتبار المصالح الشرعية للشعوب المعنية في هذه الأراضي". وشرح: "والأمر كذلك لأن أورشليم من شأنها أن تكون مكان بحث مستمر عن السلام والمصالحة بين الأديان والشعوب والثقافات".

وتحدث برتي عن الخدمات التي تقوم بها الرهبنة العلمانية الألفية في الأراضي المقدسة وفي مختلف أنحاء العالم. فتحدث عن نشاط فرسان مالطا في نيروبي وفيتنام وصولاً إلى إعصار نيو أورلينز وإقليم دارفور، ورومانيا وباكستان، والكثير من الأماكن المتألمة من الكوكب حيث يلتزم أكثر من 11 ألف عضو من الرهبنة – من أطباء وممرضين ومتطوعين – في خدمة البرص واليتامى والمشردين وجميع المتألمين.

وأوضح برتي أن "الخدمات الإنسانية قد أصبحت أخيرًا أحد أهم مواضيع الساعة، وللأسف، يجري استخدامها غالبًا لأغراض سياسية واقتصادية”، وفي المقابل، غالبًا ما يتحول العمل الإرسالي "إلى نشاط من نوع استثماري معلمن".

تؤكد نفس الوكالة الإخبارية أن عدد أعضاء الهيئة يبلغ 11500 عضو مع 80000 متطوع دائم، وتعاونهم دائرة موظفين من ذوي التخصص العالي يبلغ عددهم 10000 بين أطباء، مرضين، مسعفين ومتطوعين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
من بغداد إلى طرابلس الغرب الثورة والاستعمار-الثورة والاحتلال-
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» المفكر الإسلامي محمد جربوعة يدعو إلى الثورة على الثورة
» «الصباح» : إرهاصات الثورة الليبية وبداية حرب المدن (الحلقة 1) 7 أيام حاسمة.. من الانتفاضة إلى الثورة المسلّحة
» طرابلس تلوح بطلب نقل القمة العربية من بغداد
» كيف تقضى على الثورة فى ست خطوات...؟!
» نص مشروع تحصين الثورة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات قفصة :: المنتديات العامة :: المنتدى العام-
انتقل الى: