قال أنور الطاهري الأمين العام لحزب "الوفاء لتونس" ان تركيز المقر الرئيسي
للحزب بمدينة المكناسي لم يكن اعتباطيا وانما كان مبنيا على معطيات موضوعية
ذلك ان هذه المدينة عرفت بنضالها منذ الاستعمار وضحت باعداد هائلة من شهدائها
لكن هذا العمل الثوري في بدايات الخمسينات لم يتوجه ابناء الجهة بالعمل
السياسي لحالة الجهل التي كانت متفشية في تلك الفترة اذ بعد تضحياتهم منحوا
ثقتهم لبورقيبة الذي طمأنهم وأغرقهم بالوعود ولكن بمجرد تمكنه من تثبيت
نفسه رئيسا للجمهورية وجدوا انفسهم يعيشون اقصاء سياسيا واجتماعيا
واقتصاديا لتظل المنطقة تعاني من القهر والحرمان والظلم والاستبداد على مدى
اكثرمن نصف قرن. واضاف: «لقد ساهم ابناء المكناسي في ثورة 17 ديسمبر-
واشدد هنا على تسمية ثورة 17 ديسمبر لأنها الأصح باعتباران الثورة لم تحصل
يوم 14 جانفي - بشكل كبير ورفعوا
يوم 20 ديسمبر شعار» يسقط نظام السابع ....يسقط عميل وتابع « واختيارنا
للمقر الرئيسي للحزب بالمكناسي له رمزية باعتبار دور هذه المدينة المناضلة
في إسقاط نظام الطاغية المخلوع، ووجودنا بهذه الجهة الداخلية يعني اننا حزب وطني وندافع عن كل شبرفي تونس من بنزرت الى بنقردان «
القطع مع المركزية
و شدد الطاهري على ان الهيئة المؤسسة للحزب اختارت القطع مع المركزية في
العمل السياسي ليكون» حزب الوفاء لتونس « اول حزب بالمناطق الداخلية لما
تزخر به من كفاءات على حد تعبيره مبينا
انه حزب وسطي لا ينطلق الا من ايديولوجيا الثورة ويتبنى مطالبها السياسية
والاجتماعية وغيرها مستطردا: «نحن مع نظام برلماني باعتبار انه جدار الصد
لعودة الاستبداد مع ضرورة وجود محكمة دستورية تضمن حماية الدستور القادم
حتى نضع حدا للتجارب السابقة المريرة . كما اننا ندعم الفصل الحقيقي بين
السلط وليس فصلا وهميا ونطالب بانتخاب السلط المحلية والجهوية بطريقة
مباشرة او غير مباشرة . واجتماعيا ندعو الى ضرورة توزيع عادل للثروة
واعتبار الشغل أمرا طبيعيا تتكفل الدولة بتوفيره لمستحقيه الى جانب
الاهتمام بالفئات الضعيفة والمهمشة وإيلاء الاهمية للمراة الريفية . اما
ثقافيا فإننا نؤمن بضرورة تشريك المثقفين في كل القرارات التي تمس المجال الثقافي «.
من جانبه اشار شوقي محفوظي الكاتب العام للحزب ان الغاية الأساسية ليست البحث
عن مكان في الانتخابات بقدرماهي السير على مبادئ الحزب وعدم الحياد عنها
بما يدعم مصداقيته وهو المكسب الذي من شانه ان يدعم مكانة الحزب اكثر في
المستقبل . متابعا: «قلة امكانياتنا اثرت على عملنا الميداني واللقاءات
بالمواطنين تحتاج بالتاكيد الى اعتمادات مادية لذلك ركزنا على التعريف
بالحزب عبر مختلف الوسائط التكنولوجية من انترنات وفايس بوك»
ولم يخف المحفوظي ارتياحه لقرار تأجيل الانتخابات باعتباران التاجيل يضمن
انتخابات شفافة وديمقراطية ونزيهة وهوما من شأنه ان يخدم مصلحة تونس قبل كل شيء.
محمد صالح الربعاوي