مارين لوبان تتفوق على ساركوزي وفرنسا تستفيق على كابوس حظوظ اليمين المتطرف في الفوز بالرئاسة

عدد المساهمات : 897 تاريخ التسجيل : 26/02/2010

مارين لوبان

الجزائر ـ القدس العربي ـ من كمال زايت ـ تعيش فرنسا
هذه الأيام كابوسا اسمه "لوبان".. الأمر لا يتعلق بالزعيم اليميني المتطرف
جان ماري لوبان، بل بابنته مارين التي خلفته على رأس حزب الجبهة الوطنية (
يمين متطرف) ورغم أنه لا يزال يفصلنا عام تقريبا على موعد الانتخابات
الرئاسية في فرنسا، إلا أن عمليات لسبر الآراء تضع مارين لوبان على رأس
المرشحين للترشح في انتخابات الرئاسة القادمة.
فجرت الزعيمة الجديدة
للجبهة الوطنية جدلا واسعا في فرنسا، بعد أن تعددت عمليات سبر الآراء التي
تتوقع لها نتائج إيجابية في الانتخابات الرئاسية القادمة، انتخابات ينتظرها
الكثيرون بفارغ الصبر، لأنها ستكون معركة حامية الوطيس، فالرئيس نيكولا
ساركوزي ينوي الترشح لولاية ثانية، واليسار يرى بأنها فرصته للعودة إلى
الرئاسة، خاصة في ظل ضعف اليمين، وفشل ساركوزي في الوفاء بالتزاماته
الانتخابية، حتى وإن كان الحزب الاشتراكي لم يحسم بعد موقفه في الفارس الذي
سيخوض به معركة العودة إلى الإليزيه.

وفي خضم "حرب الاستنزاف" التي اندلعت بين اليمين واليسار تمهيدا للانتخابات
الرئاسية، لم يتنبه أحد لمارين لوبان، ابنة الزعيم اليميني المتطرف جان
ماري لوبان، ورغم أن مارين من جيل آخر إلا أنها ورثت عن والدها تطرفه وكذلك
الحزب، الذي لم تجد صعوبة في الظفر بزعامته مدعومة من والدها بالطبع.

وولدت ماريون آن بيرين لوبان في 5 أغسطس/ آب 1968 في حي نويي سور سان
الراقي بباريس، وتابعت دراسات قانونية وأصبحت بعد ذلك محامية، وقد انتخبت
في المجلس المحلي لمنطقة نور با دو كالي منذ مارس/ آذار 1998، مع فترة
انقطاع من مارس/ آذار 2004 إلى مارس/ آذار 2010، كما انتخبت ابتداء من
تموز/ يوليو 2004 كنائب في البرلمان الأوروبي.

وعند إعلان جان ماري لوبان في نيسان/ أبريل 2010 نيته في الانسحاب من رئاسة
الجبهة الوطنية، فإن ابنته مارين التي كانت تشغل منصب نائب رئيس الحزب
أعربت عن رغبتها في خلافته، ورغم أن المنافسة الشرسة من القيادي برونو
غولنيك، وكذا عدم استفادتها من دعم صحف اليمين المتطرف التي وقفت أمام
منافسها، إلا أن مارين المدعومة من طرف والدها نجحت في الحصول على أغلبية
أصوات أعضاء الحزب وفازت على غريمها بنسبة 67,65 بالمائة من الأصوات.

وأثارت مارين أول جدل عندما تمت استضافتها في أحد البرامج التلفزيونية،
عندما شبهت المسلمين الذين يصلون خارج المساجد والمصليات أيام الجمعة
والأعياد بصورة جيوش النازيين الذين احتلوا شوارع باريس خلال الحرب
العالمية الثانية.

المفاجأة غير السارة
و لكن المفاجأة الحقيقية كانت سبر الآراء الذي أجراه معهد "هاريس
أنتراكتيف" لصالح جريدة لوباريزيان، والتي نشرته في 5 مارس/ آذار، وجاء فيه
أن مارين لوبان تأتي في مقدمة نوايا التصويت في الانتخابات الرئاسية
القادمة، بنسبة 23 بالمائة من الأصوات، مقابل 21 بالمائة لكل من نيكولا
ساركوزي ومارتين أوبري الأمينة العامة للحزب الاشتراكي.

وفي الثامن من آذار/ مارس صدر سبر آراء جديد عن نفس المعهد جاء فيه أن
مارين لوبان ستحصل على 24 بالمائة من أصوات الناخبين في الدور الأول، مقابل
23 بالمائة لدومينيك ستروس كان القيادي في الحزب الاشتراكي والمدير العام
لصندوق النقد الدولي، مع إقصاء ساركوزي ب21 بالمائة من الأصوات، و20
بالمائة للأمين العام السابق للحزب الاشتراكي فرانسوا هولند.

آخر سبر آراء أجراه معهد "إيفوب" لصالح صحيفة "فرانس سوار" يضع ستروس كان
في المقدمة بنسبة 29 بالمائة من الأصوات، والرئيس ساركوزي في المركز الثاني
بنسبة 23 بالمائة، وجاءت مارين لوبان في المركز الثالث بنسبة 21 بالمائة.

النتائج التي حققتها مارين لوبان في عمليات سبر الآراء المختلفة تثير نقاشا
واسعا في فرنسا، فالبعض يشكك في عمليات سبر الآراء التي تقوم بها بعض
المعاهد التي لا تتمتع بمصداقية كبيرة، وتدعو إلى وضع ضوابط قانونية، تضبط
عمليات سبر الآراء التي تؤثر على توجهات الناخبين، خاصة وأن وسائل الإعلام
تتهافت على عمليات سبر الآراء.

الكثير من المراقبين يحملون المسؤولية لليمين الحاكم، وخاصة حزب الرئيس
نيكولا ساركوزي، الذي يستثمر في الأوراق التي تعود اليمين المتطرف لعبها،
خاصة ما تعلق بانتقاد سياسة الهجرة، وتوجيه أصابع الاتهام للإسلام
والمسلمين، علما وأن حزب لوبان أثار جدلا قبل أشهر، بسبب ملصقة انتخابية
وضع فيها العلم الجزائري على خريطة فرنسا، ووضع عليها مآذن في شكل صواريخ،
للتحذير من الإسلام السياسي، وكانت الجزائر قد احتجت رسميا على استخدام
علمها في هذه الملصقة، ووصلت القضية إلى المحاكم.

أحزاب اليسار تتهم الرئيس ساركوزي بتغذية اليمين المتطرف وخطابه، علما وأن
هذا الأخير اعتمد سياسة لمراقبة الهجرة، وطرد الآلاف من المهاجرين غير
الشرعيين، بما فيهم الغجر المقيمين فوق التراب الفرنسي، كما أنه أول رئيس
استحدث وزارة تسمى الهجرة والهوية الوطنية، وهي وزارة أثير حولها نقاش
كبير، خاصة وأن التيارات السياسية الأخرى رأت في فتح نقاش حول الهوية
الوطنية استهداف مباشر للفرنسيين من أصول أجنبية، وخاصة العرب والمسلمين.

واضطر ساركوزي في وقت لاحق للتخلي عن وزارة الهوية الوطنية، ولكنه في
المقابل صرح في أحد الحوارات التلفزيونية أن الإسم فقط هو الذي تغير، وأن
جوهر الوزارة يبقى هو نفسه، وقبل أيام خرج الرئيس ساركوزي وأقطاب حزبه (
الاتحاد من أجل حركة شعبية) ب"بابتكار" جديد، وهو الدعوة إلى فتح حوار حول
الإسلام والعلمانية، وهو اقتراح قوابل بانتقادات من طرف أحزاب اليسار، التي
ترى في مثل هذه القضايا "لعبا بالنار".

ويرى خصوم الرئيس الفرنسي أنه بعد أن أخفق في تلبية وعوده الانتخابية،
خاصة فيما يتعلق بتحسين المستوى المعيشي للفرنسيين، فمقولته الشهيرة:"
اعملوا أكثر من أجل أن تربحوا أكثر" بقيت مجرد كلام ذهب أدراج الرياح، وأنه
من خلال إثارة هذا النوع من القضايا يلعب على وتر حساس لدى الفرنسيين،
علما وأننا نقترب من انتخابات رئاسية، والتخوف القائم هو أن تسير هذه
"اللعبة" لصالح الجبهة الوطنية وزعيمته مارين لوبان.

» في حملة جديدة بعد حظر الخمار والنِّقاب : مارين لوبان تَصِف الصلاة في الشارع بـ''الاحتلال''
» ساركوزي في عدسات و عيون الفرنسيين
» عمر سليمان : فوز مرسى بالرئاسة يعرض مصر لحرب أهلية و الإخوان سيدفعون مصر إلى حرب.
» ساركوزي و موزة زوجة امير قطر
» كيف قام ساركوزي بالتخطيط للانتفاضة الليبية .