خطوة تطبيعية غريبة بصفاقس : دار النشر تضع نجمة دواد على غلاف كتاب دون علم مؤلفه

عدد المساهمات : 897 تاريخ التسجيل : 26/02/2010

الاستاذ الحبيب الجموسي

تعرّض الأستاذ الحبيب الجموسي الأستاذ بكليّة الآداب والعلوم الإنسانية
بصفاقس ومدير قسم التاريخ بها إلى عمليّة غريبة صدرت عن دار نشر حيث اتّفق
معها على طبع أطروحة الدّكتوراه التي أنجزها حول الأقليات الدينيّة في
تونس خلال القرن 19 في كتاب وذلك بدعم من الكلّية المذكورة لكنّه فوجئ
بأنّ صورة الغلاف لم تكن بالمرّة التي تمّ الاتفاق عليها حيث وجد نجمة
داوود تغطّي كلّ الغلاف تقريبا كما فوجئ بأن الناشر بادر إلى إرسال كمية
من الكتاب إلى فرنسا قصد ترويجها هناك قبل النّزول بها إلى المكتبات في تونس.
وقد عبّر الأستاذ الحبيب الجموسي عن عميق استيائه ممّا أقدمت عليه دار
النّشر لأنها ضربت بكل القيم الأخلاقيّة والوطنيّة عرض الحائط بما قامت به
فضلا عن إخلالها ببنود العقد الذي يربطه بكلّية الآداب الذي بموجبه تحصّل
على دعم الكلّية كما قال: " ايُعقل أن أشارك معكم منذ مدّة قصيرة في ملف
صحفي أدعو فيه صراحة إلى مواجهة كلّ أشكال التّطبيع بما فيها التّطبيع
الثّقافي والأكاديمي ثمّ أقبل أن يكون غلاف كتابي على هذه الشّاكلة؟! إنّه غلاف فضيحة

خطوة تطبيعية غريبة بصفاقس : دار النشر تضع نجمة دواد على غلاف كتاب دون علم مؤلفه Livrejamoussi

خطوة تطبيعية غريبة بصفاقس : دار النشر تضع نجمة دواد على غلاف كتاب دون علم مؤلفه Livrejamoussi

غلاف الكتاب

وقدّ أمدّنا الأستاذ الجموسي بصورة للغلاف الذي وضعته دار النشر كما أمدّنا
بنص توضيحي حول هذا الموضوع الذي نعتبره على قدر من الخطورة خاصّة إذا
أدرجناه في إطار ما سبق أن أثرناه أكثر من مرّة على أعمدة الوطن من هرولة
العديدين أفراد ومؤسّسات نحو التّطبيع مع العدوّ و استرضائه لهثا وراء
مكاسب أنانيّة ضيّقة لعلّ حفنة المال هي أهم وجوهها.
وفي ما يلي نصّ التوضيحّ

محمد رضا السويسي

غلاف الفضيحة أو سقوط عمل ناشر الحبيب الجموسي*

من خلال ندائي هذا أردت أن أنبه مختلف القرّاء التونسيّين من كتاب قامت
"دار أمل للنشر" المتمثلة في شخص صاحبها "لطفي كمون" بترويجه في الأسواق
التونسية و العالمية و هو باللّغة الفرنسية:
Juifs et Chrétiens en Tunisie au 19è S : Essai d’une étude socioculturelle des communautés non-musulmanes (1815-1881)
"اليهود و المسيحيّون في تونس خلال القرن التاسع عشر: محاولة في دراسة
سوسيوثقافية للطوائف غير المسلمة (1815-1881)". من حجم 23/15 وضعت على
غلافه صورة خلفية للكنيسة الكاثوليكية بتونس تتوسطها "نجمة داود" باللّون
الأبيض و الأزرق.
لا تستغربوا إن علمتم أنّني صاحب النصّ إلاّ أنّ الإهانة التي لحقت نصّ هذا
الكتاب تعدّ عملا غير مسبوق من قبل الناشر على حقوق المؤلّف و تجبرني على
دعوة القرّاء لمقاطعته و التنديد بما لحق غلافه من تشويه، بدل أن أعمل
على ترويجه والدعوة لقراءته. و الكتاب في أصله أطروحة دكتوراه كنت قد
قدمتها في كلية العلوم الإنسانية بتونس ثمّ وضبتها للنشر. و قد قدمت فيها
دراسة تاريخيّة و اجتماعية لطائفتي اليهود و المسيحيّين الّذين كانوا
يعيشون بالإيالة التونسية خلال القرن التاسع عشر. وغايتي المنشودة تمثلت
في إبراز الدور الّذي قامت به هاتين الطائفتين في التسرب الثقافي في تونس
قبيل الاستعمار الفرنسي
سلّمت صاحب دار النشر النصّ وتمّ الاتفاق حسب عقد مكتوب بيننا أن يطبع و
ينشر الكتاب. كما تسلم النّاشر المذكور ما قيمته 1500 د (منحة كلية الآداب و
العلوم الإنسانية بصفاقس للنشر) مقابل أن يضع اسم الكلّية و شعارها على
الغلاف كاملا بصفتها شريكة في النشر. و حرصت في آن واحد على أن يعبّر
الغلاف تعبيرا صادقا على محتوى الكتاب فسلّمته صورتين تعودان لبداية القرن
العشرين إحداهما للكنيسة الأرثوذكسية بصفاقس و الثانية لبيعة اليهود بنفس
المدينة و طلبت منه أن يمزج بينهما لإخراج الغلاف

تماطل الناشر في إعداد الغلاف ثمّ قدّم لي نسخة أوّلية تحتوي على الاسم
الكامل للكلية ووعدني بأن يعتمد على الصورتين في إخراج الغلاف. إلاّ أنّني
فوجئت و الكتاب يصدر و قد وضع عليه غلافا أقلّ ما يقال فيه أنّه مدعاة
للإزعاج و التهاون بحقوق المؤلّف في نشر نصّه كامل الشروط و محافظا على
كرامة اسمه.
إضافة إلى كون الناشر لم يحترم العقد الّذي يقتضي وضع اسم الكلية كاملا إذ
أنّه وضع الحروف الأولى للمؤسّسة فقط (FLSH Sfax) فهو تعمّد وضع "نجمة
داود" وسط الكتاب في حجم كبير و بالّون الأبيض و الأزرق

صحيح أنّ هذه العلامة كانت منذ أقدم العصور تشير إلى اليهودية وتسمى أيضا
"بخاتم سليمان" وتسمى بالعبرية ماجين داويد بمعنى "درع داوود"، و اتخذها
اليهود شعارا لهم. إلاّ أنّها لم تتخذ قطّ اللّون الأبيض و الأزرق. وفي سنة
1948 اتخذها الكيان الصهيوني رمزا لعلمه. و لا أظنّ أنّ الناشر قد وضع
هذه العلامة على غلاف كتاب يؤرخ لليهود في تونس بصفة عفوية. و أحسن دليل
على ذلك هو ترويجه للكتاب بالخارج إبّان صدوره قبل أن يودعه بالمكتبات
التونسية

لذلك أجدني مضطرا، من خلال هذا النداء أن أندّد بالتصرف المشين لهذا الناشر
الّذي استهتر بنصّ علميّ لا علاقة له بالهجمة الصهيونية الّتي ركّزت منذ
مدّة على المثقّفين في كامل الوطن العربي بصفة عامّة، أرادت من ورائها أن
تخلق لـ"دولة إسرائيل" شرعيّة و تعاطفا من قبل شريحة جبلت على حساسيّتها
السياسية. و بقدر ما أنا فخور بنصّي الّذي أعتبره عصارة مجهود دام سنين
طوال، بقدر ما أتنصّل من الغلاف الّذي قد يحشرني آليا في صفّ دعاة الاعتراف
بالكيان الصهيوني و "التطبيع" معه

* أستاذ جامعي و مدير قسم التاريخ
(كلية الآداب و العلوم الإنسانية بصفاقس
المصدر journalistesfaxien

شكرا على المعلومة

لا حول و لا قوة الا بالله

» معلومات غريبة عن دول العالم
» مقال الدكتور البرادعي الممنوع من النشر - حرب اكتوبر .. ماهو اكبر من الانتصا
» "ديلى تليجراف": الاعتراف بالمجلس الانتقالى خطوة أولى لتقسيم ليبيا
» الفيديو : اختراق قناة العربية لحظر النشر في قضية مبارك ونشرها شهادة المشير بالصوت والصورة
» كتاب مذكرات الشيخ حسن العيادي