منتديات قفصة
التسجيل يمكّنك من دخول كافة الأقسام و المساهمة فيها، و يتم تفعيل عضويتك بالعودة الي بريدك الإلكتروني والضغط على رابط التفعيل
منتديات قفصة
التسجيل يمكّنك من دخول كافة الأقسام و المساهمة فيها، و يتم تفعيل عضويتك بالعودة الي بريدك الإلكتروني والضغط على رابط التفعيل
منتديات قفصة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 حكاية نجمة شهيرة ـ إيمان القدوسي

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
afif

afif


عدد المساهمات : 863
تاريخ التسجيل : 26/01/2010
العمر : 45

حكاية نجمة شهيرة ـ إيمان القدوسي Empty
مُساهمةموضوع: حكاية نجمة شهيرة ـ إيمان القدوسي   حكاية نجمة شهيرة ـ إيمان القدوسي Icon_minitimeالإثنين 21 يونيو 2010 - 10:39

تبدع المرأة تحت وطأة المعاناة ، الألم الشخصي تترجمه إلي خبرة عميقة تحاول نقلها للآخرين ، أما المرأة السعيدة فإنها تكتفي بأن تعيش الحياة بشكل إبداعي وتستمتع بنعمها ، وإذا كانت اللؤلؤة هي دموع المحار فإنه في كثير من الأحيان يكون الإبداع هو لؤلؤة المرأة الفاضلة ، وهذه حكاية نجمة شهيرة في سماء الأدب ـ رحمها الله ـ كما حكاها مصدر مقرب منها .
ـ ـ ـ ـ ـ
انطلق ( رفعت ) بسيارته الفارهه بسرعة كبيرة في طريق عودته للقاهره ، كان مشوار العزاء واجبا فالمتوفاه هي والدة صديقه الحميم ، ولكنه لم يكن يعرف أن قريته التي تقع في أعماق الدلتا ستأخذ منه كل هذه المشقة في الطريق ، بمجرد أن ترك عاصمة المحافظة أخذ يسير في طرق ضيقة ملتوية مليئة بالمطبات والحفر ، وهاهو علي مشارف المدينة عائدا وقد بدأ الطريق السريع يلوح له، فجأة توقفت السيارة ليكتشف أنها تحتاج تغيير أحد الإطارات ، تلفت حوله ليشاهد علي مقربة منه بناءا يشبه الكوخ اقترب منه فوجد رجلا وامرأة تقدم بهما السن يجلسان علي كراسي خشبية بسيطة ، وبسرعة خف الرجل لمساعدته ولكنه وجد السيارة تحتاج إصلاحات فعرض عليه الانتظار والراحة بالداخل حتي ينتهي من مهمته ، وعرضت الزوجة أن تعد له كوبا من الشاي .

أخذ رفعت يتجول في الكوخ متأففا وتوقف ليتأمل صورة فتاة بارعة الحسن معلقة علي الحائط ، جاءت السيدة تحمل كوب الشاي وقالت له : ( إنها صورة ابنتي ) التفت إليها رفعت متعجبا فجمال الفتاة لايتناسب مع حالة الكوخ وساكنيه أبدا ، قالت السيدة : ( لقد من الله علينا بها بعد أن كدنا نيأس من الإنجاب وهي طالبة متفوقة في الثانوية العامة هي التي تملأ حياتنا وتنير بيتنا البسيط ) ما كادت تنتهي من كلامها حتي دخلت ( هناء ) متوردة الخدين مشرقة البسمة وهي تنادي بفرحة ( أمي أين أنت يا أمي ؟) بدا عليها الخجل وتوقفت أمام عيني الرجل التي كانت تتفحصها بانبهار ، قال الرجل ( أهلا أهلا ، واضح أن الأصل أجمل من الصورة كثيرا )

اتصل رفعت بمكتبه في القاهرة ليخبرهم بتأجيل عودته عدة أيام لانشغاله بعمل طارئ ، ثم اتصل بزوجته وهو يرتب أكاذيبه بهدوء وكم كانت سعادته بالغة حين أجابت بلا مبالاة علي غير العادة ( لا بأس يا رفعت أستأذنك في الذهاب أنا والأولاد عدة أيام لبيت والدي لاستقبال أختي العائدة من الخارج ) رد رفعت ( حمدا لله علي سلامتها ، مع السلامة يا حبيبتي )
حجز رفعت حجرة في فندق في عاصمة المحافظة ليبيت فيها وكان يقضي يومه كله عند (عم حسن ) وزوجته ( أم هناء ) ارتاحت نفسه لهم وصار يجد متعته في طعامهم البسيط وكوب الشاي والحياة الخالية من كل مظاهر الترف الذي اعتاده ، وفاتح عم حسن برغبته في الزواج بابنته التي وجد في براءتها وحياءها وذكاءها الواضح ما لم يجده في جميلات النادي الشهير في القاهرة بوجوههن كثيفة المساحيق وعطورهن النفاذة وضحكاتهن الرنانة .

انتقلت هناء بعد أداء امتحانها لشقة الزوجية بالقاهرة ومعها والديها ، كان الزواج رسميا عند المأذون ولكن إلي حد ما كان سريا وخاصة بالنسبة لزوجة رفعت وأسرته ، وانتسبت هناء بعد ذلك لكلية الآداب وأتاحت لها الظروف الجو المناسب لممارسة هوايتها الوحيدة ( القراءة والكتابة ) ، كانت مشاعرها تجاه زوجها مختلطة ،تتألف من عناصر متناقضة فهو لم يكن بالطبع فارس الأحلام المنتظر ليس فقط لفارق السن الشاسع بينهما ولكن أيضا للفروق العديدة في رؤية الحياة والاهتمامات والميول ، فأين رجل الأعمال التاجر ابن السوق من عالمها الخاص الملئ بالرومانسية والمثالية ؟ ولكنها في نفس الوقت تدين له بالكثير ، فقد حقق لها حلم عمرها الذي دعت به كثيرا وهو راحة والديها من حياة الشقاء التي عاشاها طويلا ، عندما كانت تري البسمة علي وجه أبيها وتسمع دعوات أمها الحارة لها كانت هي تدعو لزوجها بالخير وتعقد العزم علي أن تحاول إسعاده ، كذلك فقد أتاح لها الفرصة لاستكمال دراستها والاستزادة من العلم والثقافة ، صحيح أنها لم تتزوجه عن حب ولكن أيضا لم يكن في حياتها حبا آخر ، فرغم جمالها ورقتها إلا أنها لا تجد في نفسها شغفا بالحب الذي تسعي وراءه الفتيات .

كانت كلما مرت الأعوام زادتها قناعة ورضا بحالها فكل صديقاتها المتزوجات لديهن متاعب ومشاكل ، وربما تحسدها غيرها علي جوانب كثيرة طيبة ، وكان حرصها هي نفسها علي إخفاء زواجها يزداد لأنها لا تريد مشاكل مع زوجته وأولاده ولأنها أيضا لا تريد إقامته الكاملة معها .

عملت ( هناء ) بالصحافة في فترة كانت هناك ندرة في الصحفيات ، وتميزت بأسلوبها الرشيق الملئ بالمشاعر والشجن ، فالحب الذي لم تعشه في الواقع سكبته صدقا ورقة بين ثنايا السطور ، في تطور سريع توفي زوجها وأبوها في نفس العام ، وصار الطريق مفتوحا أمامها لتعويض ما فاتها فهي مازالت شابة وجميلة ومرغوبة ، ولكنها رفضت كل عروض الارتباط وعزفت تماما عن تكرار تجربة الزواج ، قالت لأمها وهي تعاتبها : كل إنسان يأخذ نصيبه من الدنيا وقد ارتضيت بنصيبي ، وعاشت نجمة لامعة في سماء الأدب ولكن بداخلها الكثير من الجروح .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
fayza

fayza


عدد المساهمات : 727
تاريخ التسجيل : 25/01/2010
العمر : 44

حكاية نجمة شهيرة ـ إيمان القدوسي Empty
مُساهمةموضوع: رد: حكاية نجمة شهيرة ـ إيمان القدوسي   حكاية نجمة شهيرة ـ إيمان القدوسي Icon_minitimeالإثنين 21 يونيو 2010 - 12:38

قصة جميلة
بارك الله فيك

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حكاية نجمة شهيرة ـ إيمان القدوسي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أبناء ومماليك ـ إيمان القدوسي
» النفخ في البالون ـ إيمان القدوسي
» نصفك الشرير ـ إيمان القدوسي
» نصفك الشرير ـ إيمان القدوسي
» حكاية شعبية : العجوز والشيطان

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات قفصة :: المنتديات العامة :: منتدى الآداب و العلوم الإنسانية-
انتقل الى: